قبل المغيب .. الدكتور عبدالملك النعيم أحمد يكتب : سلطة جماعة التأسيس المزعومة

قبل أيام أعلنت مجموعة تأسيس التابعة لصمود وبعض من بقايا مليشيا الدعم السريع وتمرد عبدالعزيز الحلو في مؤتمر صحفي ما أسموه بـ ” حكومة المنفي ” وأعلنوا عما أسموه مجلس رئاسة محاكاة لمجلس السيادة الشرعي في بورتسودان وقد إختاروا له المتمرد الغائب والحاضر عندهم محمد حمدان دقلو رئيسا ومحمد حسن التعايشي الذي فشل في إدارة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في أوائل الألفية الثانية رئيسا للوزراء غير الموجودين أصلا جريا ومحاكاة لحكومة الدكتور كامل إدريس.. وظنوا بهذا الإعلان أن لديهم ما يمكن تسميتها حكومة.
وطلاب العلوم السياسية وفي عامهم الأول في الجامعة يعرفون أن اي حكومة تقوم علي أرض مستقلة وبحدود جغرافية واضحة المعالم ومعترف بها دوليا وتقوم أيضا علي شعب تستطيع أن تستمد منه السلطة والقوة والدعم والمناسبة بحكم انها تحكمه وتوفر له احتياجاته…لسنا بحاجة لطرح سؤال جوهري وهو هل تملك جماعة التأسيس هذه المقومات حتي تزعم بأنها قد اعلنت عن قيام حكومة وتشكيل هياكلها الولائية بتعيين حكام ولايات اعضاء في المجلس الرئاسي الذي اعتذر حميدتي عن رئاسته ومازال البحث جاريا عن إختيار رئيس له بعد أن رضي الحلو بمنصب نائب الرئيس منافسا للفريق مالك عقار…
من الملاحظات الأولية علي سلطة تأسيس الاسفيرية والإفتراضية هذه أنها لم تتضمن عناصر مليشيا الدعم السريع الا بتعيين حميدتي الذي اعتذر وغياب كامل لشقيقة عبدالرحيم دقلو التي تقول آخر الأخبار أنه مصاب بإصابات خطيرة نقل علي إثرها لكينيا ثم الإمارات.
ثاني الملاحظات هو عدم الاتفاق علي العاصمة المزعومة وهل هي نيالا التي قصف مقر حكومتها الجيش والمسيطر عليها مليشيا الدعم السريع؟ , أم كاودا حيث عبدالعزيز الحلو وسط رفض كبير من أبناء جنوب كردفان الذين ذاقوا الأمرين من انتهاكات مليشيا الدعم السريع لقراهم واغتصاب حرائرهم وتشريدهم.
ملاحظة ثالثة علي سلطة تأسيس الإسفيرية وهو غياب النافذين في تأسيس من لدن ياسر عرمان، خالد سلك، محمد الفكي، إبراهيم الميرغني، برمة ناصر وجماعة حزب الامة الذين معه مع الفرحة الغامرة لإبنة المهدي لينا وقبلها زينب وأخوهم الصديق من هذه التشكيلة للمجلس الرئاسي وولاة الولايات وربما هم موعودون بالمقاعد الوزارية التي لم يعلن عنها بعد.
من الملاحظات أيضا أن السلطة الاسفيرية لجماعة تأسيس هذه لم تجد الدعم المعنوي العلني والاعتراف حتي من الدول التي ظلت ترعاها قبل أن تعلن وأنها مازالت تدعم مليشيا الدعم السريع علي ميدان القتال…
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس عدم اعترافه بهذه السلطة الوهمية وكذا كثير من الدول…ولعل عدم الاعتراف في حده الأدني يعتبر رفض…
أخيرا وليس آخرا في حكومة السودان الشرعية يجب أن تمضي في تحرير كل أرض دارفور وفك الحصار عن الفاشر ووضع يدها علي كل شبر من تراب الوطن وساعتئذ ستبحث جماعة التأسيس عن أرض لبسط سلطتها المزعومة ولجيش يحميها ولشعب تحكمه.
إقرأ المزيد :
قبل المغيب.. الدكتور عبدالملك النعيم أحمد يكتب : الكهرباء .. نقص القادرين