أخبار عاجلةاخبار افريقيافن وثقافة

مومياء يويا: الوجه الحقيقي للفراعنة يكشف مفاجأة حول أصول المصريين القدماء

دراسة علمية دقيقة تضع نهاية للجدل حول الجذور الأفريقية لحضارة الفراعنة

من بين أعظم الاكتشافات الأثرية في وادي الملوك، تظل مومياء “يويا” — جد الملك توت عنخ آمون، ووالد الملكة “تيي” زوجة الفرعون أمنحتب الثالث — واحدة من أبرز الشواهد الحية التي تُعيد تشكيل فهمنا لهوية الجنس المصري القديم. هذه المومياء، المكتشفة عام 1905 داخل المقبرة (KV46)، لم تكن فقط دليلاً على عظمة التحنيط المصري، بل أصبحت لاحقًا مفتاحًا مهمًا في دراسة التركيبة الوراثية للفراعنة.

نتائج علمية دقيقة: المصريون القدماء ليسوا أفارقة الجذور

خلال العقد الأخير، أُجريت دراسات تحليل الحمض النووي (DNA) على عدد من مومياوات ملوك وملكات الأسرة الثامنة عشرة، من بينها يويا وتويا وتوت عنخ آمون، على يد فرق بحثية مصرية وأجنبية بقيادة وزارة الآثار المصرية بالتعاون مع معهد ماكس بلانك الألماني.
النتائج، التي نُشرت في مجلات علمية مرموقة مثل Nature Communications، خلصت إلى الآتي:

المومياوات الملكية، بما فيها يويا، تحمل بصمات وراثية أوراسية بحتة.

لا توجد دلائل جينية تشير إلى أصول أفريقية جنوب الصحراء (Sub-Saharan) في الحمض النووي لهؤلاء الملوك.

التركيب الجيني للفراعنة أقرب إلى سكان الشرق الأدنى القديم، والقوقاز، وأوروبا الشرقية، منه إلى أي مجموعة سكانية أفريقية.

على العكس، المصريون الحاليون يحملون نسبة أكبر من جينات جنوب الصحراء، مما يشير إلى أن التداخل الأفريقي حدث بعد العصر الفرعوني، وليس قبله.

ملامح يويا: الوجه لا يكذب العلم

الجانب المورفولوجي (الشكلي) لمومياء يويا يعزّز هذه النتائج. فالجمجمة طويلة ورقيقة (Dolichocephalic)، والأنف بارز ورفيع، والملامح الوجهية لا تمت بصلة للمواصفات الفيزيولوجية للأفارقة جنوب الصحراء، بل تتماشى تمامًا مع الأنماط القوقازية المعروفة في آسيا الغربية.

حتى اسم “يويا” نفسه يُعتبر غريبًا عن النظام اللغوي المصري القديم، ما جعل بعض الباحثين يفترضون أن أصوله ترجع إلى المنطقة السورية-الحثّية أو الأناضولية، وأنه أو أسرته ربما وفدوا إلى مصر ضمن حركة النخب الوافدة التي خدمت في الجيش أو المعابد، قبل أن يندمجوا في النظام الملكي.

انهيار الفرضية التقليدية عن أفريقية الفراعنة

لطالما ارتكزت بعض الأطروحات على فكرة أن الفراعنة ينتمون إلى “جذور أفريقية خالصة”، إلا أن العلم الوراثي أثبت العكس تمامًا. ومومياء يويا، بتركيبتها الجينية وملامحها الشكلية، تُعد من أقوى الأدلة على أن العرق الفرعوني لم يكن أفريقيًا أسودًا، بل ينتمي إلى الطيف الأوراسي الأبيض/الشرق أوسطي.

وهذا ينسف أطروحات أفريقانية الحضارة المصرية، التي دأبت بعض الدوائر السياسية والثقافية على ترويجها لأهداف أيديولوجية، ويعيد مصر إلى موقعها الطبيعي كحضارة متوسطية شرقية الهوية، بتكوين جيني وحضاري فريد، لكنه غير أفريقي.

مومياء يويا: شهادة صامتة تنطق بالحقيقة

معروضة اليوم في قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية، تقف مومياء يويا كوثيقة بيولوجية ماثلة أمام العيان، تقول بصوت العلم: “الفراعنة ليسوا أفارقة، بل أصحاب أصول أوراسية متجذّرة في عمق الشرق الأدنى القديم.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »