كوت ديفوار تستعد لانتخابات رئاسية حاسمة في أكتوبر 2025: الحسن واتارا في صدارة المشهد السياسي

تواصل السلطات في كوت ديفوار تكثيف تحضيراتها لانطلاق الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر 2025، والتي تهدف إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 32 مليون نسمة. وتُعد هذه الانتخابات مفصلية في تاريخ الدولة، خاصة في ظل استمرار الرئيس الحالي الحسن واتارا في الحكم منذ عام 2011.
ترشيح الحسن واتارا رسمياً للانتخابات الرئاسية
أفادت قناة “فرانس 24” الإخبارية، يوم الثلاثاء، أن الرئيس المنتهية ولايته الحسن واتارا أعلن رسميًا ترشحه للانتخابات الرئاسية، بعد أن تم اختياره في وقت سابق من قبل حزبه الحاكم “تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام” (RHDP) في مطلع يونيو الماضي.
ويأتي هذا الإعلان بعد تزكية الحزب لواتارا كمرشح رسمي له في 29 يوليو الماضي، في ظل دعم كبير من قواعد الحزب وأنصاره، الذين استقبلوا هذا القرار بالهتاف والتأييد، مرددين: “أدو، أدو”، في إشارة إلى اسم واتارا الشعبي.
مرشحون بارزون يتنافسون.. وسيمون جباجبو أبرز الوجوه النسائية
في الوقت الذي أعلن فيه واتارا ترشحه لولاية جديدة، يخوض عدد من الشخصيات البارزة الأخرى سباق الانتخابات، من بينهم:
سيمون إيهيفيت جباجبو – السيدة الأولى السابقة
باسكال أفي نغيسان – رئيس الوزراء الأسبق
جان لوي بيلون – وزير التجارة السابق
ويمثل ترشح هؤلاء منافسة جدية أمام واتارا، خاصة من جهة المعارضة، التي تحاول تعزيز حضورها رغم العراقيل القانونية التي طالت عدداً من أبرز رموزها.
خلفية تاريخية: أزمة 2011 وإعادة انتخاب واتارا
كان الحسن واتارا قد تسلم السلطة عام 2011، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية ضد خصمه لوران جباجبو، في انتخابات شهدت توترات شديدة. وقد دخلت البلاد حينها في واحدة من أسوأ أزمات ما بعد الانتخابات في تاريخها، حيث أسفرت المواجهات العنيفة عن مقتل نحو 3 آلاف شخص.
منذ ذلك الحين، أعيد انتخاب واتارا مرتين:
في عام 2015 بنسبة 84% من الأصوات
وفي عام 2020 بنسبة 94% من الأصوات
وهو ما عزز من حضوره السياسي وأكد سيطرته على المشهد العام، رغم الانتقادات التي وجهتها المعارضة بشأن مشروعية بعض الولايات.
الحزب الحاكم: “واتارا هو رمز القيادة والاستقرار”
في مؤتمر حاشد نظمه الحزب الحاكم في العاصمة أبيدجان، أعلن باتريك آشي، رئيس حزب RHDP، أن الحزب قرر ترشيح الرئيس الحسن واتارا لانتخابات أكتوبر 2025.
وقال آشي خلال المؤتمر:“قرر حزب تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام ترشيح الرئيس الحسن واتارا لقيادة البلاد مجددًا في المرحلة المقبلة”.
وتحدث عدد من الشخصيات السياسية والنشطاء خلال المؤتمر، مشيدين بإنجازات واتارا. حيث صرحت الناشطة “نينا”:“في عام 2011، كانت كوت ديفوار تمر بأزمة، وتمكن الرئيس واتارا من إنعاش الاقتصاد وتنمية البلاد”.
من جانبها، قالت وزيرة التعليم الوطني ومحو الأمية، مارياتو كونيه:“طوال شهر مايو الماضي وخلال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر، اختار النشطاء الرئيس واتارا لما يتمتع به من قيادة وإدارة فعالة للحزب”.
خطاب رمزي في ملعب “إيبيمبي” التاريخي
ألقى الرئيس الحسن واتارا خطاباً أمام أنصاره في ملعب “إيبيمبي”، وهو الموقع الذي شهد تتويج كوت ديفوار بكأس الأمم الإفريقية العام الماضي، في حدث اعتبره كثيرون ذا رمزية قوية.
ويُنظر إلى هذا الخطاب كجزء من التحضير النفسي والسياسي لانطلاق الحملة الانتخابية، ورسالة رمزية تربط بين الإنجازات الرياضية والانتصارات السياسية تحت قيادة واتارا.
الاتحاد الإفريقي يعلن دعمه لسير الانتخابات
في إطار دعم المجتمع الدولي لسير العملية الانتخابية، أعلن الاتحاد الإفريقي عن استعداده الكامل لمساندة كوت ديفوار في تنظيم الانتخابات المقبلة. وقد أرسل الاتحاد خلال الأيام الماضية بعثة دبلوماسية إلى أبيدجان، برئاسة وزير خارجية تشاد الأسبق صالح النظيف، حيث تم استقبالها من قبل الرئيس واتارا.
وقد عقدت البعثة سلسلة لقاءات مع الأطراف السياسية المختلفة في البلاد، بهدف ضمان الشفافية وتعزيز الثقة في العملية الانتخابية.
اللجنة الانتخابية تنشر القائمة النهائية وتستبعد أربعة معارضين بارزين
وفي يونيو الماضي نشرت اللجنة الانتخابية المستقلة في كوت ديفوار القائمة الانتخابية النهائية، والتي تضمنت 8.7 مليون ناخب، مستبعدةً أربعة من أبرز شخصيات المعارضة كانوا قد أعلنوا نيتهم الترشح، وهم:
تيجان ثيام – رئيس الحزب الديمقراطي الإيفواري المعارض
لوران جباجبو – الرئيس السابق
شارل بلي جوديه – المساعد السابق لجباجبو
جيوم سورو – رئيس الوزراء الأسبق والمنفي حالياً
وأكدت اللجنة أن هذه الاستبعادات جاءت بناءً على أحكام قضائية نهائية، حيث تم الطعن في جنسية بعضهم أو وجود إدانات قضائية سابقة تمنعهم من الترشح أو حتى التصويت.
وأوضحت اللجنة أن مراجعة القائمة الانتخابية قبل الانتخابات غير ممكنة، حيث تحتاج العملية من ستة إلى سبعة أشهر على الأقل، ما قد يعرقل موعد الاقتراع. ودعا رئيس اللجنة، إبراهيم كويبيرت كوليبالي، إلى احترام قرارات القضاء من أجل الحفاظ على الشرعية القانونية والاستقرار السياسي في البلاد.
رفض رسمي لأي تدخل سياسي في عمل اللجنة الانتخابية
أعلنت السلطات الإيفوارية رفضها أي تدخل سياسي في العملية الانتخابية، مؤكدة احترامها الكامل لقرارات القضاء المستقل، مشيرة إلى ضرورة أن تسير الانتخابات وفقاً لمبادئ دولة القانون.
إقرأ المزيد
رغم بلوغه 83 عامًا.. الحسن واتارا يعلن ترشحه لولاية رئاسية رابعة في كوت ديفوارر