أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

إثيوبيا تغرق: فيضان نهر أواش يُشرد آلاف الأسر

ضربت فيضانات شديدة إثيوبيا ، حيث شهدت مناطق جنوب غرب شيوا في إقليم أوروميا الإثيوبي نهاية الأسبوع الماضي كارثة بيئية وإنسانية خطيرة، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في فيضان نهر أواش، مما أدى إلى تشريد آلاف السكان وتدمير آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، إضافة إلى خسائر فادحة في الثروة الحيوانية.

ووفقًا لصحيفة “أديس ستاندرد” الإثيوبية، فقد فاض نهر أواش في عدة مناطق، خصوصًا في منطقتي “إيلو” و”سيبيتا هاواس”، مما أدى إلى تدمير شامل للممتلكات والمحاصيل، وأجبر آلاف المواطنين على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مناطق أكثر أمانًا.

في منطقة “إيلو”، أكد المسؤول المحلي “تاديلي تيسفاي” أن النهر فاض في أربع نقاط مختلفة ليلة السبت، ما أدى إلى غمر قريتي “ويراسو كيلينا” و”مولو سيكساي” بالكامل. وأضاف أن الفيضان تسبب في تدمير ما يزيد عن 2400 هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة، وأدى إلى خسائر ضخمة في الثروة الحيوانية شملت الدواجن، والماعز، والأغنام، وغيرها من الحيوانات، مشيرًا إلى أن الإحصاءات لا تزال جارية لحصر الأضرار النهائية.

كما حذّر تيسفاي من وجود خمس قرى أخرى مهددة بالغرق بسبب استمرار الأمطار الغزيرة، وأكد أن خطر الفيضانات لا يزال قائمًا، ما قد يتسبب في موجة نزوح جديدة.

وفي مقاطعة “سيبيتا هاواس”، صرّح المسؤول الإداري “أشينافي نوغوس” بأن مياه نهر أواش اجتاحت منطقة “كيبيلي أواش بالو”، وأدت إلى نزوح 240 أسرة. كما تسببت الفيضانات في تدمير واسع للمزارع ونفوق أعداد كبيرة من الماشية، مما فاقم الوضع الإنساني في المنطقة.

وأشار نوغوس إلى أن الأهالي الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم يعيشون الآن في حالة من الخوف والقلق، خاصة مع التوقعات باستمرار الأمطار. وقد تم إيواء العائلات المتضررة من منطقة إيلو في مدرسة ببلدة “تاجي”، فيما لجأت العائلات المتضررة من “سيبيتا هاواس” إلى “مدرسة تولو أرارا الابتدائية”.

ورغم هذه الجهود، أكد المسؤولان أن الدعم الحكومي من السلطات الفيدرالية والإقليمية لا يزال محدودًا، وأن الموارد الحالية لا تكفي لمواجهة الأزمة المتفاقمة. وتُستخدم الشاحنات والقوارب حاليًا لإجلاء المواطنين من المناطق المهددة، وسط مخاوف حقيقية من وصول الفيضانات إلى مدينة “تاجي” نفسها إذا استمرت الأمطار بنفس الغزارة خلال الأيام المقبلة.

من جهته، أصدر “المعهد الإثيوبي للأرصاد الجوية” تحذيرات من استمرار هطول أمطار غزيرة إلى متوسطة خلال شهر أغسطس، مع توقعات بعواصف بردية وفيضانات مفاجئة في عدد من المناطق الشمالية، الشرقية، الوسطى، والجنوبية الغربية من البلاد.

وتُعد فيضانات نهر أواش ظاهرة متكررة في السنوات الأخيرة، إذ تسببت في كوارث مماثلة، من أبرزها ما وقع في أغسطس 2021 حين اجتاحت الفيضانات ولاية عفار وتسببت في نزوح عشرات الأسر وتلف أكثر من 50 هكتارًا من الأراضي الزراعية. كما شهدت منطقة شيوا الشرقية في سبتمبر 2020 فيضانات كبيرة بعد امتلاء نهر أواش وبحيرة بيكيلي، مما أدى إلى تشريد نحو 20 ألف شخص في بلدة “هارو هادي”، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمحاصيل الزراعية.

وتسلط هذه الكارثة الضوء على هشاشة البنية التحتية المائية والبيئية في إثيوبيا، والحاجة الملحّة لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع تغير المناخ والفيضانات الموسمية المتكررة، التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات الزراعية والريفية في البلاد.

اقرأ المزيد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »