أخبار عاجلةمصر

السيسي: ثوابتنا ترتكز على التوازن في العلاقات.. ونحن أحوج ما نكون للوحدة العربية

القاهرة  /أ ش أ/

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن ثوابت السياسة المصرية ترتكز على التوازن في العلاقات والبعد عن المؤامرات وعدم التدخل في شئون الآخرين والتعاون فقط في البناء والتنمية والتعمير، مشددا على قوة واتزان العلاقات بين مصر والمنطقة العربية.

وقال الرئيس السيسي – في كلمة خلال زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية بمقر قيادة الدولة الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم /الأربعاء/ – إنه لا توجد مشكلة أبدا مع أشقائنا؛ سواء كان في المغرب العربي وشمال إفريقيا أو في المشرق العربي ودول الخليج.

وأضاف أنه خلال الأسابيع والشهور القليلة الماضية جرى “استخدام وسائل الإعلام للإساءة بيننا وبين أشقائنا”، مؤكدا أن “علاقتنا طيبة جدا بكل الأشقاء في المنطقة العربية، وأي أحد يحاول أن يجعلنا أن نختلف مع أشقائنا؛ ينشد الضعف والفرقة لنا جميعا”.

وتابع: نحن أحوج ما نكون للوحدة، مؤكدا أن المنطقة تمر بظروف صعبة جدا والأمن الإقليمي مهدد بشكل كبير، متسائلا: هل هذا هو الوقت المناسب للخلاف أو النزاع؟

وأردف: “نحن أشقاء وسنظل أشقاء وأمننا وأمنهم واحد، وأي أحد يفكر أن يدخل في هذه المنطقة؛ فهو يهدف الى الإضرار بنا”.. داعيا مواطني الدول العربية إلى الانتباه.. وقال: ليس كل ما تسمعونه أو ترونه؛ تصدقونه وتتحركون وراءه.

وشدد على احترام مصر لجميع الأشقاء العرب وتقديرها لمواقفهم الإيجابية معها.. “ولن ننسى ذلك أبدا لهم”.

 

وأكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – في كلمة خلال زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية بمقر قيادة الدولة الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم /الأربعاء/ – أن الأكاديمية العسكرية مصنع لبناء شخصية قادرة ومتوازنة في كل مؤسسات الدولة، وأنها مصنع ليس فقط للرجال ولكن للسيدات أيضا، وهي مصنع للكل لبناء شخصية متوازنة قادرة ليس فقط للقوات المسلحة ولكن لكل مؤسسات الدولة.

وأضاف أن الأكاديمية تقوم بدور كبير جدا وكل يوم يتضح هذا الدور والهدف الذي من أجله تم إنشاء الأكاديمية، مشيرا إلى أن الأكاديمية تستضيف دورة جديدة من الدورات المدنية، مرحبا بالمشاركين في الدورة وقال إنها تجربة الهدف منها بناء شخصية قادرة على مجابهة تحديات العصر.

وأوضح أن الفكرة ليست فكرة التواجد لمدة معينة فقط، ولكن هناك برامج كبيرة جدا وهذه البرامج صممت من كبار المتخصصين من الجامعات المعنية ، كعلوم الاجتماع وعلوم النفس والمواد العلمية الأخرى .

وقال السيد الرئيس السيسي في كلمته -خلال زيارة تفقدية فجر اليوم إلى الأكاديمية العسكرية المصرية بمقر قيادة الدولة الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة- : “لن أوصيكم أن المدة التي تتواجدون فيها داخل الأكاديمية، إن طالت أو قصرت فستنتهي، لذلك عليكم أن تستفيدوا من كل لحظة أثناء تواجدكم هنا سواء بالبناء في المعرفة أو الاستفادة البدنية والعادات التي نقوم بضخها في مجتمعنا والناس المحيطين بنا”.

وأضاف: “أن الأكاديمية وقيادتها وأعضاء تدريسها الذين يعدون عناصر منتقاة مؤمنة بالفكر والهدف، يتمتعون بالجدية والمسؤولية، وبالتالي عندما يبدأ الطلاب يومهم منذ الرابعة فجرا أو الاستيقاظ المفاجئ عند الثانية صباحا حسب التخطيط”، مؤكدا أنه لا يستطيع أحد القيام بهذا الدور والاستمرار فيه، ولكن هم قائمين في الأكاديمية لتحقيق هذا الهدف، مثمنا الدور العظيم الذي تقوم به الأكاديمية متمنيا استمراره في كافة التخصصات والمجالات.

وتابع الرئيس السيسي :”اليوم أتحدث معكم قليلا ومن خلالكم أتحدث للرأي العام أيضا في مصر، وأتطرق للصعيد الداخلي بالدولة المصرية، وأريد أن أطمئنكم أن الأمور بفضل الله تسير بشكل جيد، والأحداث التي تمر بمنطقتنا تؤكد ثوابت السياسة المصرية التي وضعناها منذ 10 سنوات في التعامل سواء مع قضايانا بشفافية ومصداقية وصراحة وجدية، لمحاولة التغلب عليها والتي تؤكد بفضل الله التقدم الذي يتم فيها”.

وأشار الرئيس السيسي :”أرجو أن يكون لدينا دائما سياق للأحداث والمسار الذي عاصرناه، وأوجه حديثي لكل الدارسين والمصريين ولا تنسوا أننا منذ أكثر من 10 سنوات واجهنا مشكلة كبيرة في مصر كادت أن تعصف بأمننا واستقرارنا، والتي كان سيكون لها تداعيات كبيرة على أحوالنا الآن ويجب علينا ألا ننسي ذلك”.

ووجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية والترحيب والأماني الطيبة والتوفيق لكل طلاب الأكاديمية العسكرية.

وتابع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا: “إن جميع الأحداث التي تمر على مستوى الدول يكون لها تأثيرات سواء سلبية أو إيجابية على مصر”، وأكد في الوقت نفسه أنه على الرغم من هذه التداعيات إلا أن الأمور في مصر تسير بشكل جيد بشهادات المؤسسات الدولية.

وأضاف الرئيس السيسي أن الظروف الصعبة التي تمر بالمنطقة ستكون لها تأثيرات وتداعيات كبيرة للغاية على منطقة الشرق الأوسط بأكملها سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل، لافتا إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قناة السويس جراء الظروف الراهنة في المنطقة.

وأوضح الرئيس السيسي أن “أكثر من 8 مليارات دولار كان عائد مباشر لقناة السويس فقدناه نتيجة الظروف التي تمر بها المنطقة والحرب في غزة، ولكن برغم ذلك مسارنا الإصلاحي والاقتصادي يسير بشكل جيد ونتقدم كل يوم”.

ودعا الرئيس السيسي الشعب المصري إلى مواصلة التضامن والتكاتف لتخطي الصعوبات وتحقيق التنمية المنشودة، مطمئنا الشعب المصري بوجود احتياطي كاف من السلع الغذائية الأساسية.

وفيما يخص الاقتصاد وتحسين أحوال المواطنين، أشاد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بجهود الشعب المصري الأصيل في مواجهة الصعاب من أجل الحفاظ على مصر، مثمنا في الوقت نفسه دور قطاعات الدولة بأكملها التي تعمل بكفاءة ومعرفة كبيرة لإنجاز وتحقيق أهداف التنمية المنشودة.

وأكد الرئيس السيسي أهمية التقدم العلمي والتطور الإنساني، مشددا على ضرورة حسن التعامل مع هذا التطور العلمي لحصد ثوابت عظيمة، لافتا إلى أنه من أهم أهداف الأكاديمية تعليم قطاع كبير من الطلاب كيفية الاستغناء عن الهاتف لأكثر من يوم كامل أو شهور كاملة إلا بتوقيتات محددة.

وأكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم /الأربعاء/ أن “مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزء كبيرا من حياتنا، ويتم استخدامها كسلاح يوجه إلينا، لخفض الروح المعنوية ونشر الشائعات وتفكيك الإرادة والتضامن والصلابة من خلال الكلام الكثير”.

وراهن الرئيس السيسي على وعي الشعب المصري الذي يزداد يوميا وهو ما تؤكده التصرفات وردود أفعال جميع المصريين مع الأحداث والقضايا التي نمر بها، لافتا إلى “أهمية عدم تصديق كل ما نراه ونسمعه في مواقع التواصل أو وسائل الإعلام المؤثرة على الناس وتوجيه الرأي العام بشكل كبير في مصر”.

وشدد الرئيس السيسي على ضرورة الانتباه لهذا الأمر لأننا نمر بأصعب وقت في منطقتنا، حيث تستخدم كل الوسائل لإحداث التأثير لإنجاح الخطط المطلوب تنفيذها، مؤكدا أنه “لم يستطع أحد هزيمة شعب، ولا تقدر دولة أن تهزم شعب، ولكن قد تهزم أفرادا أو قطاعات، لكن لا أحد يهزم شعبا متماسكا مؤمنا بالله وبأهدافه ويثق في نفسه، بشرط أن يكون هذا الشعب فاهم وواع وصلب ومستعد دوما للتضحية بكل شئ حتى وإن كانت حياته”.

وأشار السيد الرئيس السيسي إلى أن “المنطقة العربية تعاني منذ عام 2011 ، من ظروف صعبة وليس فقط الأزمة في غزة التي اندلعت منذ عامين، ولكني أعتبر منطقتنا العربية تمر بظروف صعبة للغاية قبل عام 2011” .

 

وحول تطورات الأوضاع في قطاع غزة والجهود المصرية المبذولة لوقف الحرب، أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة المصرية، ليس فقط خلال فترة رئاسته، وإنما منذ قبل ذلك، كانت متفهمة ومدركة لمخاطر الصدام بين العناصر في قطاع غزة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن كل الجهود منذ عام 2005 وحتى الآن كانت موجهة نحو محاولة منع التصعيد والاقتتال.

وأوضح الرئيس أنه خلال تلك الفترة اندلع القتال حوالي خمس مرات، انتهت بالمواجهة الأخيرة، مشيرا إلى أن تقدير مصر كان دائمًا أن أي مواجهة سيكون لها ثمن يدفعه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث كان يتم تدمير القطاع، ويتم إعادة بناءه عدة مرات، إلا أن حجم التدمير هذه المرة غير مسبوق.

وشدد الرئيس السيسي على أهمية فهم هذا الموقف، قائلاً: “عندما نقول إننا نكون فاهمين ولدينا تقدير بعواقب الأمور، يجب أن يضع الناس ذلك في الاعتبار”.

وأشار إلى أن الجهد المصري منذ 7 أكتوبر وحتى الآن يتركز على محاولة إطفاء نيران الحرب، وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى من الجانبين.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر نجحت في بعض الأحيان، ولم تنجح في أوقات أخرى، لأن الأمر ليس بيدها وحدها، بل تتشارك فيه أطراف أخرى، قائلا: “هذا الموضوع ليس موقفًا داخليًا فقط، ولكنه موقف دولي، ونعمل مع شركاء ونتعاون معهم من أجل وقف الحرب، وإدخال المساعدات، وإطلاق سراح الرهائن”.

واستنكر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حملات الخداع والافتراء والادعاء والكذب والتضليل التي استهدفت دور مصر المحوري تجاه القضية الفلسطينية خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وأردف الرئيس السيسي قائلا: “وددت أن أذكر هذه النقطة لأن أحيانا من كثرة ترديد الكذب، أو في حالة غياب أو ضعف صوت قوي جدا للحق والحقيقة، من الممكن أن ينخدع الناس، فلا بد من التأكد من أمر واحد أننا دائما بالله لا نخاف… لأن الذي يفعل شيء خاطئا يخاف لأن بداخله صوت يقول له أنه سيحاسب على الأقل في الدنيا وعلى الأكثر في الآخرة ولذلك يخاف”.

وتابع الرئيس السيسي: “أننا بفضل الله سبحانه وتعالى نخاف من الله فقط لأنه يرانا وهو خبير وبصير وقادر، وبالتالي بنعمله حساب كبير جدا، وأيدينا بفضل الله غير ملطخة بدماء أحد ولا بأموال أحد ولا بالتآمر على أحد وهدفنا كله هو البناء والتعمير والتنمية والإصلاح ولذلك نحن لا نخاف وكل التآمر والخداع الذي يحدث لا نخاف منه ليس لأننا أقوياء فقط ولكن لأننا نعلم أن لنا سند كبير، السند الأكبر في الوجود كله، وكلما نخافه ونعمله حساب كلما نجحنا وكبرنا ولا أحد بفضل الله يستطيع أن يفعل أي شيئ.. بالله وبالله وبالله”.

وفي الختام أعرب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته بالتواجد مع طلاب الأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدا أنه يرى فيهم الغد والأمل والمستقبل لمصر، متمنيا لهم التوفيق وأن يحفظهم الله من كل شر وسوء.

 

اقرأ المزيد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »