أخبار عاجلةأخبار العالم

حاخام إسرائيلي يهدد الرئيس الفرنسي ماكرون بالقتل

في تهديد علني وفي مقطع فيديو مدته 37 دقيقة على يوتيوب، هدد الحاخام الإسرائيلي دافيد دانيال كوهين (المقيم في إسرائيل) الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلًا: “يجب على هذا الرئيس الفرنسي أن يعلم أن من مصلحته أن يجهز نعشه. وسيريه الرب معنى أن يكون وقحًا إلى هذه الدرجة”.

ووصف كوهين خطط فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين بأنها “إعلان حرب على الرب” و”تعبير عن معاداة السامية”، معتبرًا أن القرار “خيانة” لإسرائيل .

وعلي الفور فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقًا رسميًا تحت عنوان “تهديدات بالقتل ضد رئيس الجمهورية”، بناءً على تقارير من وزير الداخلية برونو ريتايو ومنصة إلكترونية للإبلاغ عن خطاب الكراهية .

وكُلفت وحدة التحقيقات الجنائية بالشرطة القضائية في باريس بالتحقيق، مع تركيز على تحديد مكان كوهين (يُعتقد أنه في إسرائيل) وتقييم إمكانية ملاحقته قضائيًا .

من ناحيته أدان حاخام فرنسا الأكبر حاييم كورسيا التهديدات بشدة، مشيرًا إلى أن كوهين “ليس جزءًا من المؤسسة اليهودية الفرنسية”، وأنه لم يتلقَّ تدريبًا أو شهادة من المدرسة الحاخامية الفرنسية .

ويرجع السبب المباشر: الاعتراف الفرنسي بفلسطين

ففي 25 يوليو 2025، أعلن ماكرون رسميًا أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، مؤكدًا إرسال خطاب بهذا التعهد للرئيس الفلسطيني محمود عباس، و سبق هذا الإعلان تصريح في أبريل 2025 عن نية الاعتراف في يونيو، لكنه تأجل إلى سبتمبر لتعزيز الضغط الدولي .

وهاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ماكرون متهمًا فرنسا بـ مكافأة “حماس الإرهابية” واصفًا الاعتراف بأنه “جائزة لمجزرة 7 أكتوبر” .

واتهم وزير الخارجية جدعون ساعر ماكرون بـ”قيادة حملة صليبية ضد إسرائيل”، وسخر قائلًا: “إن كان حريصًا على دولة فلسطينية، فليقمها على أراضي فرنسا!” .

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير طالبًا بفرض “السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”كرد على القرار الفرنسي .

يواجه التحقيق الفرنسي تحديات إذا كان كوهين في إسرائيل، حيث لا توجد معاهدة تسليم مجرمين تُلزم إسرائيل بتسليم مواطنيها. قد تُصدر فرنسا مذكرة توقيف دولية أو تطلب التعاون القضائي عبر الإنتربول .

و تُصنَّف التهديدات ضد رؤساء الدول في فرنسا كـ”جناية كبرى”، يعاقب عليها بالسجن حتى 30 عامًا وفق المادة 113-9 من القانون الجنائي .

وعلي الجانب الآخر علق مستخدمون عرب على مواقع التواصل بأن التهديد “كشف ازدواجية المعايير”، متسائلين عن رد الفعل لو كان المهدِّد مسلمًا .

أشار أحد التعليقات إلى أن كوهين قد “يُستقبل في باريس” أو يُطلب منه الاعتذار فقط دون عقوبات فعلية .

يُعد الحادث اختبارًا لموقف الاتحاد الأوروبي من حرية التعبير مقابل خطاب الكراهية، خاصة مع ضغوط إسرائيلية لوقف دعم الاعتراف بفلسطين .

– قد يزيد التوتر في العلاقات الفرنسية-الإسرائيلية، خاصة بعد اتهام نتنياهو لألمانيا بـ”مكافأة حماس” لوقف صادرات السلاح لإسرائيل .

وجاء التهديد في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي في غزة، حيث قُتل 36 فلسطينيًا في غارات منذ فجر 9 أغسطس، بينهم 21 طالب مساعدات إنسانية.

وأعلنت إسرائيل خططًا لـ”احتلال تدريجي لغزة”، مما أثار إدانة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش وتحذيرات أوروبية من عواقب كارثية .

ويعتبر تهديد الحاخام كوهين ليس حادثًا منعزلاً، بل جزءًا من سياق متشابك ديني وسياسي، وتوظيف خطاب ديني لتبرير العنف ضد قرار سياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »