أوبك تنضم رسميًا لمبادرة “استثمر في الطاقة الإفريقية”

أعلنت مبادرة “استثمر في الطاقة الإفريقية” (AEW 2025) عن انضمام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) كشريك رسمي في الحدث الرائد لقطاع الطاقة في القارة الإفريقية، والمقرر عقده في مدينة كيب تاون خلال الفترة من 29 سبتمبر إلى 3 أكتوبر المقبل.
ووفقًا لبيان صادر اليوم /الجمعة/ عن غرفة الطاقة الإفريقية، يمثل هذا التعاون خطوة محورية لتعزيز مكانة إفريقيا على الساحة العالمية، ليس فقط كمورد للطاقة، بل كشريك استراتيجي رئيسي في صياغة القرارات الدولية المتعلقة بقطاع الطاقة.
وأكد البيان أن انخراط “أوبك” بشكل كامل في مبادرة الطاقة الإفريقية AEW 2025، سيتيح للقارة فرصة تحديد أولوياتها بنفسها في مجالات النفط والغاز والتنمية والوصول إلى الطاقة، بما يعكس مصالحها واحتياجاتها الفعلية.
وتأتي مشاركة المنظمة في وقت مهم بالنسبة للطاقة الإفريقية، حيث تلعب دول كبرى مثل نيجيريا والجزائر وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية والغابون وليبيا، إلى جانب منتجين ناشئين مثل السنغال وناميبيا، أدوارًا محورية في جدول أعمال “أوبك” العالمي. وتمتد الشراكة لتشمل أيضًا أعضاء “أوبك +” الأفارقة، مثل جنوب السودان، ما يساهم في تشكيل كتلة إفريقية قوية قادرة على وضع سياسات لمشروعات المنبع، وجذب الاستثمارات، وتعزيز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة.
وأشار البيان إلى أن العلاقات المتنامية بين المملكة العربية السعودية والقارة الإفريقية في قطاع الطاقة، تعكس التزامًا واسع النطاق وطويل الأمد بدعم مستقبل الطاقة في إفريقيا على كافة المستويات، سواء من حيث الإنتاج أو الاستثمار أو نقل التكنولوجيا.
الطهي النظيف… أولوية تنموية كبرى
أحد الجوانب الأساسية التي تناولها البيان هو ملف الطهي النظيف، حيث لا يزال قرابة مليار شخص في إفريقيا يفتقرون إلى مصادر طهي نظيفة، الأمر الذي يشكل تحديات صحية وبيئية واجتماعية خطيرة، إضافة إلى تأثيراته السلبية على المساواة بين الجنسين.
وبالنسبة لمنتجي “أوبك” و”أوبك +” في إفريقيا، يمثل التوسع في استخدام أنواع وقود أنظف، مثل غاز البترول المسال، ضرورة تنموية وفرصة اقتصادية غير مستغلة بالكامل. ومع توسع القارة في إنتاج الغاز وتطوير البنية التحتية، فإن إعطاء الأولوية للوصول إلى حلول الطهي النظيف يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية وصحية وبيئية كبيرة، بما في ذلك خلق فرص عمل جديدة، الحد من إزالة الغابات، تحسين الصحة العامة، وتعزيز النمو الشامل.
فتح استثمارات المنبع ومواجهة قيود التمويل الدولي
أوضح البيان أن مشاركة “أوبك” في AEW 2025 ستسهم أيضًا في تحفيز النقاش العالمي حول فتح الاستثمارات في مشروعات المنبع في مختلف أنحاء إفريقيا، بالإضافة إلى دعم الموقف الدولي الرافض لسياسات الحظر المفروضة على تمويل مشروعات الوقود الأحفوري، والتي حالت دون تحقيق التنمية الكاملة في القارة لعقود.
كما شددت غرفة الطاقة الإفريقية على أن “أوبك” وأعضاءها يمكنهم لعب دور فعال في الضغط على مؤسسات التمويل الدولية، مثل البنك الدولي، لإعادة النظر في الأطر التقييدية الحالية، واعتماد سياسات تمويل أكثر مرونة تدعم خطط التنمية العادلة والمنصفة للدول الإفريقية المنتجة للطاقة.
رسالة واضحة إلى العالم: إفريقيا مستعدة للقيادة
في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق العالمية وارتفاع الطلب على مصادر الطاقة، تبعث هذه الشراكة بين “أوبك” ومبادرة الطاقة الإفريقية رسالة قوية مفادها أن إفريقيا جاهزة للقيادة والإنتاج، وأنها تسعى لتأمين مكانتها المستحقة في قلب الحوارات العالمية حول مستقبل الطاقة.
ومن المنتظر أن تكون AEW 2025 منصة رئيسية تتكامل فيها أولويات إفريقيا في قطاع الطاقة مع المتغيرات والديناميكيات العالمية، بحيث لا تكتفي الأصوات الإفريقية بالمشاركة في صياغة الأجندة العالمية، بل تتولى قيادتها وتوجيهها نحو تحقيق التنمية المستدامة والشاملة للقارة.
إقرأ المزيد :
منتدى مصر للتعدين: تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر وغينيا الاستوائية في مجال الطاقة والتعدين