” يتم خداعهم بتوفير فرص احتراف في أندية أوروبية ” .. 15 ألف طفل من غرب أفريقيا ضحايا الاتجار بالرياضة سنوياً

كشفت تقارير حديثة عن حجم خطير لظاهرة الاتجار بالرياضة في غرب أفريقيا، حيث يتم كل عام خداع نحو 15 ألف طفل وشاب عبر وعود زائفة بالحصول على فرص احتراف رياضي في أوروبا، لينتهي بهم الأمر في شبكات استغلال غير شرعية تهدد مستقبلهم وحياتهم.
وفي مواجهة هذه الأرقام المقلقة، نظم المجلس الرياضي للاتحاد الأفريقي (AUSC) – المنطقة 2، بالتعاون مع المركز العملياتي القاري لمكافحة الهجرة غير النظامية ومبادرة بعثة 89، يوم الخميس 24 يوليو 2025، ندوة افتراضية رفيعة المستوى بعنوان: “مكافحة الاتجار بالرياضة في غرب أفريقيا”.
مشاركة حكومية ودولية واسعة
الندوة التي استمرت ساعتين جمعت وزراء حكومات، ومفوضي رياضة، ومنظمات مجتمع مدني، وخبراء في الهجرة، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية، حيث ناقشوا بشكل معمّق التهديد المتنامي لاستغلال الرياضة كغطاء للاتجار بالبشر وخاصة استهداف الرياضيين الأطفال والشباب.
تصريحات رسمية وتحذيرات حادة
افتتح اللقاء الدكتور ليدي بيسي كاما، وزير الرياضة والترفيه في توغو، مؤكداً أن الرياضة – رمز الأمل للشباب – يتم استغلالها من قبل الشبكات الإجرامية، وداعياً إلى جهد جماعي من الحكومات والأسر والاتحادات لبناء بيئة رياضية أخلاقية وآمنة.
كما شدد مايمو ماشيثي، مدير المركز العملياتي القاري لمكافحة الهجرة غير النظامية، على أن لا توجد دولة أفريقية في مأمن من هذه الأزمة، معتبراً أن الظاهرة بمثابة “جرس إنذار” للاتحادات الرياضية وأصحاب القرار لبدء مواجهة عاجلة وحاسمة.
شهادات وخبرات ميدانية
شارك في الندوة مسؤولون وخبراء بارزون من بينهم:
ملام شيهو ديكو – ممثل مفوضية الرياضة النيجيرية.
ليرينا برايت – المديرة التنفيذية لمبادرة بعثة 89.
الدكتور ديسيوس شيباندي – منسق مجلس الرياضة في الاتحاد الأفريقي.
جيفري وافولا كوندو – ممثل المركز العملياتي القاري للاتحاد الأفريقي.
السفير أولاوالي ماييجون – المدير السابق للشؤون الاجتماعية في الاتحاد الأفريقي.
كما قدمت لاعبة كرة القدم الدولية وسفيرة بعثة 89 آشلي بلومبتري شهادة مؤثرة، أوضحت فيها أن حلم الاحتراف الذي يراود آلاف الفتيات يجعلهن عرضة للاستغلال، مؤكدة أن من مسؤولية الرياضيين المحترفين التحدث بجرأة عن مخاطر الاتجار بالرياضة.
أبرز النتائج والتوصيات
خلصت الندوة إلى مجموعة من المخرجات الهامة، من أبرزها:
التزامات عملية من المشاركين بتنفيذ خطوات ملموسة لمكافحة الاتجار بالرياضة خلال ستة أشهر.
تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي والحكومات والمجتمع المدني.
رفع مستوى الوعي بضرورة تطبيق إطار سياسة الهجرة للاتحاد الأفريقي في إدارة الرياضة.
حملات توعوية لحماية الشباب
جاءت هذه الفعالية قبل اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص (30 يوليو)، حيث تم الإعلان عن إطلاق الحملة العالمية “الخط الذي لا نتجاوزه” يوم 30 يوليو 2025، وهي مبادرة مشتركة بين بعثة 89 ومنظمة متحدون من خلال الرياضة، تحمل رسالة قوية: لا مكان لاستغلال الأطفال في الرياضة.
وفي الختام، دعا السفير أولاوالي ماييجون إلى تبني تحرك جماعي ومستدام على مستوى الحكومات والاتحادات والقطاع المدني لضمان القضاء على الاتجار بالرياضة وصون مستقبل الرياضيين الشباب في القارة.
اقرأ المزيد