رامافوزا يشارك في قمة “سادك”.. وجنوب إفريقيا تتحرك لتعويض خسائر الرسوم الأمريكية عبر الصين

وصل رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا مساء اليوم إلى مطار إيفاتو الدولي في أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر، وذلك للمشاركة في القمة العادية الخامسة والأربعين لرؤساء دول وحكومات مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (سادك)، المقرر انطلاقها غدًا الأحد.
تأتي مشاركة رامافوزا في وقت حساس بالنسبة لبلاده، إذ تسعى جنوب إفريقيا، صاحبة أكبر اقتصاد متطور في القارة السمراء، إلى اتخاذ خطوات استراتيجية لتعزيز تجارتها الخارجية، خصوصًا بعد الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بنسبة 30% على السلع الجنوب إفريقية المصدرة إلى الولايات المتحدة، وهو ما مثل ضربة قوية دفعت بريتوريا إلى الإسراع في تنويع أسواق صادراتها.
وبحسب ما أوردته منصة بزنس أفريكا، فإن جنوب إفريقيا توجهت نحو الصين لفتح آفاق تجارية جديدة، حيث كشف وزير الزراعة جون ستينهايسن عن قرب اكتمال اتفاق تجاري جديد مع بكين، يشكل شريان حياة لاقتصاد بلاده في ظل التوترات التجارية مع الشركاء الغربيين.
وأوضح ستينهايسن أن الاتفاق تم التوصل إلى بروتوكوله الأولي خلال زيارته الأخيرة إلى الصين برفقة نائب الرئيس الجنوب إفريقي بول ماشاتيله، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى ستشمل تصدير خمس فواكه رئيسية هي: البرقوق، الخوخ، النكتارين، المشمش، والبرقوق المجفف إلى السوق الصينية.
ونشر الوزير عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” قائلا:”بعد لقائي مع الإدارة العامة للجمارك الصينية حصلنا على البروتوكول الخاص بالفواكه، وهو ما يمهد الطريق لدخول منتجاتنا الزراعية إلى السوق الصينية”.
ويهدف الاتفاق إلى تمكين جنوب إفريقيا من الوصول إلى سوق الاستيراد الزراعي الضخم في الصين، ليس فقط لتعويض أثر الرسوم الأمريكية، بل أيضًا لتوسيع حضورها في الاقتصاد الآسيوي الذي يعد الأسرع نموًا عالميًا.
هذا التطور يُعد محطة فارقة في استراتيجية جنوب إفريقيا لإعادة صياغة علاقاتها التجارية، حيث تسعى بريتوريا إلى الموازنة بين شراكاتها التقليدية مع الغرب من جهة، وجاذبية الاقتصادات الصاعدة في الشرق من جهة أخرى.
فعلى مدار عقود، استفادت جنوب إفريقيا من علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة عبر اتفاقيات مثل “أجوا” التي منحتها وصولًا تفضيليًا إلى الأسواق الأمريكية. لكن قرار فرض الرسوم الجمركية الأمريكية دفعها إلى تعميق علاقاتها التجارية مع القوى الاقتصادية الصاعدة، وعلى رأسها الصين.
وتتمتع جنوب إفريقيا بميزات طبيعية تجعلها من أهم مصدري الفواكه عالميًا، إذ تتميز بمناخ معتدل ووديان خصبة تتيح إنتاج محاصيل موسمية عكس نصف الكرة الشمالي. وهي تعد ثاني أكبر مصدر للحمضيات عالميًا بعد إسبانيا، كما تصدر كميات كبيرة من التفاح والعنب، إلى جانب تزايد صادرات الأفوكادو والتوت الأزرق.
وفي عام 2024، ارتفعت صادرات الفواكه الطازجة من جنوب إفريقيا بنسبة 2.1% لتصل إلى 4.2 مليون طن، مسجلة نموًا سنويًا بمتوسط 3.7% خلال العقد الأخير.
ومع اقتراب توقيع اتفاق شامل مع الصين، تضع بريتوريا نفسها على أعتاب الاستفادة من أحد أكبر أسواق الاستهلاك نموًا في العالم، حيث يتوقع خبراء أن يشكل البروتوكول الأولي المتعلق بالفواكه نقطة انطلاق لتوسيع التعاون ليشمل المعادن، المنتجات الصناعية، والسلع ذات القيمة المضافة، وهو ما سيقلل من تبعيتها الاقتصادية لقرارات تجارية أحادية من أي شريك منفرد.
إقرأ المزيد