أخبار عاجلةاخبار افريقياالسودان

حصار الفاشر في شمال دارفور: مجاعة تلوح في الأفق و الدعم السريع يرتكب مجزرة

حذّرت وزارة الخارجية الألمانية من تفاقم الوضع الإنساني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدة أن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون دون إمكانية الحصول على الطعام، وسط استمرار الهجمات ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

وقالت أنيكا كلاسن إدريس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تغريدة على صفحتها الرسمية على موقع “إكس”: “الناس يموتون بالفعل جوعًا… الهجمات مستمرة، ووصول المساعدات محظور. ندعو قوات الدعم السريع إلى رفع الحصار فورًا، وعلى جميع الأطراف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.”

برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة وشيكة في الفاشر

أكد برنامج الأغذية العالمي أن الأوضاع الإنسانية في الفاشر كارثية، حيث يواجه مئات الآلاف من السكان خطر الموت جوعًا نتيجة الحصار المفروض، مما حال دون وصول المساعدات الغذائية.
وأشار البرنامج إلى أن الأزمة تأتي بعد عام واحد فقط من إعلان المجاعة في السودان، ومع استمرار الحرب المدمرة، تدهور الوضع بشكل غير مسبوق، خاصة في شمال دارفور.

وقال إريك بيرديسون، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق وجنوب أفريقيا:
“يواجه الجميع في الفاشر صراعًا يوميًا للبقاء على قيد الحياة. بعد أكثر من عامين من الحرب، لقد استنفد الناس جميع آليات التكيف الممكنة.”

قصف معسكر أبو شوك ومقتل العشرات بينهم أطفال

وفي سياق متصل، كشفت شبكة أطباء السودان عن مقتل 31 شخصًا بينهم 7 أطفال وامرأة حامل، إضافة إلى إصابة 13 آخرين، جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على معسكر أبو شوك للنازحين بشمال دارفور.

وأوضحت الشبكة في بيان رسمي أن الهجوم استهدف المدنيين بشكل متعمد، في وقت يعاني فيه المعسكر من نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية والمواد الغذائية، مما يفاقم من الأزمة الإنسانية ويعرض حياة الآلاف للخطر.
وأضاف البيان أن هذه الجرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي، كونها تستهدف المدنيين في أماكن نزوح محمية دوليًا.

دعوات للتدخل الدولي العاجل

طالبت شبكة أطباء السودان الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات، والضغط على قيادة الدعم السريع من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية إلى المناطق المنكوبة.

أكبر أزمة جوع في العالم

بحسب تقارير مركز الأمم المتحدة للإعلام، يعيش بعض سكان الفاشر على علف الحيوانات وبقايا الطعام، بينما يواصل برنامج الأغذية العالمي تقديم دعم نقدي رقمي لحوالي 250 ألف شخص لشراء ما تبقى من الغذاء في الأسواق.
لكن البرنامج يؤكد أن هذه المساعدات لا تكفي لمواجهة الأزمة المتفاقمة، وأن الحل يكمن في إدخال مساعدات عينية عاجلة لمكافحة الجوع واسع النطاق.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأزمة في السودان تسببت في أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يواجه نحو 25 مليون شخص – أي نصف سكان البلاد – مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني 3.5 مليون امرأة وطفل من سوء التغذية الحاد.

إقرأ المزيد :

« البرهان » يوافق علي دعوة أمين عام الأمم المتحدة إعلان هدنة إنسانية في الفاشر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »