أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

تحديات الذكاء الاصطناعي في إفريقيا: 9 دول تفرض قيودا علي “شات جي بي تي”

يواجه برنامج الدردشة المدعوم بـ الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”، الذي طورته شركة “أوبن إيه آي”، قيودًا وحظرًا في تسع دول إفريقية، ما يعكس تحديات متشابكة تتجاوز البعد السياسي المباشر في القارة. وتأتي هذه القيود في ظل تنامي الاهتمام العالمي بالذكاء الاصطناعي ودوره المتزايد في دفع عجلة الاقتصاد، والتعليم، والخدمات اللوجستية، والأعمال الصغيرة.

وذكرت منصة “بيزنس إنسايدر أفريكا” المتخصصة في الشؤون الإفريقية أن بعض الدول العالمية مثل الصين وروسيا وإيران فرضت حظرًا سياسيًا واضحًا على استخدام منصات الذكاء الاصطناعي، مع تطوير بدائل محلية خاصة بها. وفي السياق الإفريقي، تواجه عدة دول مزيجًا معقدًا من ضعف البنية التحتية للإنترنت، والعقوبات، وعدم الاستقرار السياسي، والارتباك التشريعي، ما أدى إلى الحد من الوصول إلى منصات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”.

ومن بين الدول الإفريقية التي تفرض حظرًا على استخدام التطبيق: إريتريا، ليبيا، إسواتيني، بوروندي، جنوب السودان، السودان، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

على النقيض، تتمتع دول إفريقية مستقرة مثل نيجيريا، كينيا، جنوب إفريقيا، وغانا بإمكانية وصول كاملة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع جهود واضحة لتنظيمه وتطويره محليًا، ما يسلط الضوء على أهمية الاستقرار المؤسسي والبيئة التنظيمية الداعمة في تبني التقنيات الحديثة.

ويشهد الذكاء الاصطناعي في هذه الدول ازدهارًا في مجالات التعليم، الأعمال الصغيرة، الخدمات المهنية، والخدمات اللوجستية، بينما تواجه الدول المقيدة خطر الإقصاء من الاقتصاد العالمي المدفوع بالذكاء الاصطناعي، والذي يُتوقع أن يضيف تريليونات الدولارات إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

ويحذر الخبراء من أن تأخر إفريقيا عن تبني الذكاء الاصطناعي قد يعيدها إلى موقع المتأخرين عن الثورة الصناعية الجديدة، ما قد يهدد مكانتها في الاقتصاد الرقمي العالمي , وقد شدد الرئيس الرواندي بول كاجامي على أن القارة لا تستطيع تحمل رفاهية التخلف عن الركب التقني، وأن تبني التكنولوجيا الحديثة والمنافسة العالمية أصبح ضرورة استراتيجية لضمان مصالح إفريقيا.

في الوقت ذاته، يتسارع السباق العالمي في تطوير الذكاء الاصطناعي مع ظهور بدائل قوية مثل تطبيقات “كلود”، “جيميني”، “جروك”، إلى جانب نماذج الذكاء الاصطناعي من ميتا، ما يهدد بتحويل إفريقيا إلى مجرد مستهلك لهذه التقنيات بدلًا من أن تكون منتجًا ومبتكرًا فيها.

استجابة لهذه التحديات، اعتمد الاتحاد الإفريقي في عام 2024 استراتيجية قارية تهدف إلى نهج إفريقي مستقل وشامل في تطوير الذكاء الاصطناعي، مع وضع ضوابط صارمة للحد من المخاطر المحتملة. وتعكس هذه السياسة رغبة القارة في تقليل الاعتماد على الأنظمة الأجنبية وتعزيز الابتكار المحلي.

مع استمرار المخاوف العالمية من مخاطر الذكاء الاصطناعي، تجد إفريقيا نفسها أمام خيار حاسم: إما تقييد التكنولوجيا والمخاطرة بالإقصاء من الثورة الصناعية الجديدة، أو تبني الذكاء الاصطناعي وتنظيمه لبناء منظومة إفريقية قادرة على المنافسة عالميًا.

 

إقرأ المزيد 

هل الذكاء الاصطناعي خطرا علي البشر ؟ .. تفاصيل حوار مع شات جي بي تي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »