قطار العودة الطوعية السابع يغادر القاهرة حاملاً 1200 سوداني .. وتنبيه هام من رئيس اللجنة

في مشهد إنساني مؤثر جمع بين الفرح والحنين، غادر صباح اليوم الأحد القطار السابع من محطة رمسيس بالقاهرة، وعلى متنه نحو 1200 مواطن سوداني من المقيمين في مصر، متجهًا إلى مدينة أسوان ومنها إلى السودان، وذلك في إطار مشروع العودة الطوعية المجانية الذي أطلقته منظومة الصناعات الدفاعية السودانية.
ويُعد هذا القطار الفوج رقم (28) ضمن رحلات العودة المنظمة منذ بداية المبادرة، حيث تصل الرحلة إلى ميناء السد العالي بمدينة أسوان، قبل أن يستقل العائدون حافلات تقلهم إلى مناطقهم المختلفة داخل السودان.
تفاصيل الرحلة ومشاهد إنسانية في محطة رمسيس
ضم القطار السابع مواطنين سودانيين من مختلف الولايات دون استثناء، بعد أن قاموا بالتسجيل عبر الأرقام الرسمية المعلنة من اللجنة المنظمة على صفحة المبادرة. وقد تولت اللجنة مهمة إخطارهم بمواعيد السفر وتسهيل جميع الإجراءات المرتبطة برحلتهم.
وخلال لحظات انطلاق القطار، امتلأت الأجواء في محطة رمسيس بمشاهد وداع مؤثرة، حيث تجمعت أسر سودانية ومصرية لتوديع ذويهم وجيرانهم، في مشهد يعكس روابط المودة والأخوة العميقة بين الشعبين المصري والسوداني.
تصريحات رئيس لجنة العودة الطوعية
أكدت أميمة عبد الله، رئيس لجنة العودة الطوعية، في تصريحات خاصة لموقع أفرو نيوز 24، أن إجراءات التسجيل للعودة الطوعية للسودانيين المقيمين في مصر لم يطرأ عليها أي تغيير منذ انطلاق المبادرة قبل أسابيع، مشددة على أن المبادرة مستمرة ولن تتوقف.
وأوضحت أن هناك اعتقادًا خاطئًا لدى بعض المواطنين بأن التفويج بالقطارات قد يتوقف، مؤكدة أن هذا غير صحيح، وقالت: “نريد أن نطمئن جميع السودانيين في مصر أن التفويج لن يتوقف، لكن المطلوب منهم هو الالتزام بعملية التسجيل عبر الأرقام الرسمية المعلنة من اللجنة”.
وأضافت أن من غير الممكن الرد على جميع الاتصالات الهاتفية، نظرًا لكثرة الطلبات، مشيرة إلى أن كل قطار ينقل نحو ألف مواطن من الذين تم التواصل معهم مسبقًا من خلال اللجنة.
التحديات التي تواجه المبادرة
تحدثت أميمة عبد الله أيضًا عن بعض التحديات التي تواجه عمل اللجنة، مؤكدة أن “أي مشروع كبير لا يخلو من الثغرات”، مشيرة إلى وجود مشكلة مع بعض المواطنين الذين يحاولون استغلال التسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية لنقل بضائع بغرض التجارة عبر القطارات.
وقالت إن هذا الأمر يمثل استغلالًا غير مقبول للمبادرة، داعية إلى ضرورة حماية برنامج العودة الطوعية من مثل هذه الممارسات، بحيث تظل التسهيلات والإجراءات موجهة للأسر السودانية العائدة فقط.
كما نبهت إلى ضرورة التزام العائدين بالحقائب المسموح بها، موضحة أن قائمة الممنوعات تشمل الأجهزة الكهربائية، ومشددة على إمكانية استخدام شركات الشحن لنقل الأمتعة الزائدة، بما يسهم في تسهيل الرحلات وضمان استمرارية المبادرة دون عراقيل.
ترتيبات جديدة لتقليل قوائم الانتظار

كشفت رئيسة لجنة العودة الطوعية عن وجود ترتيبات جارية مع السلطات المصرية لتسيير قطار ثالث أسبوعيًا، بهدف تقليل قوائم الانتظار الطويلة للمواطنين الراغبين في العودة ممن سجلوا بياناتهم. وأكدت أنه بالتوازي مع القطارات، ستستمر رحلات العودة عبر الحافلات لتسهيل الأمور على السودانيين المقيمين في مصر.
وشددت أميمة عبد الله على أن اللجنة لن تدخر جهدًا في توفير وسيلة انتقال آمنة ومنظمة لجميع المواطنين السودانيين الراغبين في العودة، مشيرة إلى أن المطلوب من العائدين هو فقط الالتزام بالإجراءات السليمة للتسجيل، لضمان سير العملية بسلاسة وانتظام.
ترتيبات خاصة للمقيمين في المحافظات المصرية

وفيما يخص السودانيين المقيمين في محافظات مصرية أخرى غير القاهرة، مثل أسوان، أوضحت أميمة عبد الله أن تفويج هؤلاء المواطنين يتم بالتنسيق مع القنصلية السودانية في أسوان ومع لجنة فرعية تابعة للمبادرة هناك. أما بالنسبة للسودانيين المقيمين في الإسكندرية، فهم يسافرون إلى القاهرة أولًا ثم يستقلون القطارات من محطة رمسيس أسوةً ببقية العائدين.
حصيلة المبادرة حتى الآن

منذ انطلاق مبادرة العودة الطوعية المجانية، تمكنت منظومة الصناعات الدفاعية السودانية من إعادة أكثر من 60 ألف سوداني من مصر إلى السودان عبر رحلات متواصلة بالقطارات والحافلات، في واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية والتنظيمية التي أسهمت في لمّ شمل آلاف الأسر السودانية وتسهيل عودتها إلى الوطن.
اقرأ المزيد