أخبار عاجلةالرأي

الدكتور محمود أحمد فراج يكتب: قمة العشرين في مصر .. انعكاسات اقتصادية واستراتيجية تعزز مكانة القاهرة العالمية

إن استضافة مصر لاجتماع لمجموعة العشرين (G20) لا يعدّ مجرد حدث دبلوماسي، بل هو إنجاز يعكس مكانتها المتزايدة على الساحة الدولية، ويحمل في طياته فوائد اقتصادية هائلة.

مكانة دولية متنامية

تُعدّ مجموعة العشرين من أهم المنصات الاقتصادية في العالم، حيث تضمّ أكبر 20 اقتصادًا تمثل حوالي 90% من الناتج الاقتصادي العالمي، و80% من التجارة العالمية. لذلك، فإن استضافة مصر لاجتماع لهذه المجموعة، وخاصة خارج دولة الرئاسة، يعتبر شهادة ثقة من المجتمع الدولي في قدرتها على قيادة الحوار حول القضايا العالمية الأكثر إلحاحًا. تُرسّخ هذه الاستضافة مكانة مصر كقوة محورية على المستويين الإقليمي والدولي، وتجعلها بوابة رئيسية لأفريقيا وواجهة معبرة عن قضاياها داخل المجموعة.

الانعكاسات الاقتصادية المباشرة

تحمل استضافة هذا الاجتماع فوائد اقتصادية مباشرة لمصر، ومن أبرزها:

جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة: تُعطي القمة فرصة ذهبية لمصر للترويج لمشروعاتها التنموية الكبرى، مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والمشاريع المتعلقة بالطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر. هذا الترويج يعزز ثقة المستثمرين الأجانب ويزيد من تدفق الاستثمارات، مما يدعم النمو الاقتصادي.

زيادة التبادل التجاري: تُتيح القمة لمصر إقامة شراكات استراتيجية جديدة وتوسيع نطاق علاقاتها الاقتصادية مع الدول الكبرى. هذا يساهم في زيادة حجم الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية، مما يعود بالنفع على الميزان التجاري المصري.

تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري: انعقاد مثل هذا الحدث العالمي في مصر يعكس حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي، مما يحسّن من صورة مصر على الساحة الدولية كدولة جاذبة للاستثمار والسياحة.

نقل الخبرات والتكنولوجيا: توفر القمة فرصة للاطلاع على أحدث التجارب العالمية في مجالات متعددة مثل التكنولوجيا المتقدمة، والاتصالات، والتنمية المستدامة، مما يمكن مصر من الاستفادة من هذه الخبرات وتطبيقها محليًا.

الأمن الغذائي والتنمية المستدامة على طاولة قمة العشرين

تأتي استضافة مصر لقمة العشرين في وقت تسعى فيه جاهدة إلى تحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها، وهو هدف محوري في استراتيجيتها التنموية. تُعدّ قمة العشرين منصة مثالية لعرض جهود مصر في هذا المجال، وأبرزها مشروع الدلتا الجديدة، الذي يهدف إلى استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية لزيادة الرقعة الزراعية. يمثل هذا المشروع نموذجًا طموحًا للتنمية المستدامة، حيث يستخدم أحدث تقنيات الري ويتكامل مع جهود أخرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة.

من خلال عرض هذه المشاريع، تُثبت مصر التزامها بمواجهة التحديات العالمية الكبرى مثل ندرة الغذاء والمياه، مما يعزز دورها كشريك موثوق به في صياغة الحلول الدولية لهذه القضايا.

مكاسب سياسية ودبلوماسية

بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية، تُعزز استضافة القمة من النفوذ السياسي والدبلوماسي لمصر. حيث تُصبح القاهرة منصة لمناقشة قضايا حيوية تهمّ المنطقة والعالم، مثل الأمن الغذائي، والأمن المائي، والتنمية المستدامة. هذا يعكس التزام مصر بالدفاع عن قضايا الدول النامية والقارة الأفريقية، ويؤكد دورها كشريك فاعل في صياغة القرارات الدولية.

 

اقرأ المزيد

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »