يا لها من ليلة منتظرة.. ويا له من اختبار حاسم! القاهرة كلها ستقف على أطراف أصابعها مساء الجمعة 5 سبتمبر 2025، عندما يرفع الحكم صافرة البداية بين مصر وإثيوبيا على استاد القاهرة الدولي، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين.. مباراة التأهل والكرامة، مباراة الثأر والحلم، مباراة الـ 90 دقيقة التي قد تكتب التاريخ من جديد.
الجماهير المصرية لا تتحدث إلا عن هذه المواجهة، والكل يدرك أنها أكثر من مجرد مباراة في التصفيات. الفراعنة يتصدرون المجموعة بـ 16 نقطة من 6 مباريات، على بعد خطوة من الوصول إلى مونديال 2026، لكن ذكريات السقوط المرير أمام إثيوبيا في 2022 (0-2) لا تزال جرحًا مفتوحًا، ولا علاج له إلا الفوز الكبير في هذه الليلة.
معسكر من نار وحلم يشتعل
حسام حسن، المدير الفني، أغلق الأبواب وأشعل الروح القتالية في اللاعبين. معسكر مغلق أشبه بالثكنة العسكرية، تدريبات تكتيكية لا تهدأ، جلسات نفسية لرفع المعنويات، وتحفيز لا يتوقف من القائد الذي يعرف معنى ارتداء قميص المنتخب.
الدولة نفسها دخلت على الخط.. وزير الرياضة أشرف صبحي حضر التدريبات وأرسل رسالة واضحة: “الجماهير هي السلاح.. وأنتم أمل مصر في المونديال.”
عودة الملوك.. صلاح ومرموش في الموعد
المعسكر اكتمل بوجود محمد صلاح، الأسطورة التي يتحدث عنها العالم، القادم إلى القاهرة متوجًا بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي. زملاؤه احتفلوا به، لكنه رد برسالة أبلغ من الكلمات: “هنا مصر.. هنا المنتخب.. لا وقت للجوائز الفردية.. هدفنا المونديال.”إلى جانبه عمر مرموش، السهم الطائر القادم من ألمانيا، ليشكّل الثنائي جناحين ناريين قادرين على إشعال المدرجات بأهداف تحسم اللقاء.
استاد القاهرة.. مقبرة المنافسين
50 ألف متفرج سيكونون كلمة السر في تلك الليلة. استاد القاهرة سيهتز من أول دقيقة وحتى الأخيرة، والجماهير تعرف أن صوتها قد يحسم المعركة قبل أن تحسمها الأقدام. صورة الملعب ممتلئًا باللون الأحمر ستعيد للأذهان أجمل ذكريات الصعود إلى روسيا 2018.
ثأر وأمل وتأهل
الخبراء يتفقون أن الفوز سيمنح مصر 19 نقطة، أي خطوة واحدة فقط على بطاقة التأهل المباشر. الأهم أن الفوز سيغسل مرارة الماضي، ويعيد الثقة قبل الموقعة التالية أمام بوركينا فاسو. أما الهزيمة فلا مكان لها في قاموس المصريين الليلة، والجماهير لا تقبل بغير الانتصار.
الكلمة الأخيرة
هي ليلة الرجال.. ليلة التاريخ.. ليلة لا مكان فيها إلا للعرق والدموع والقتال حتى آخر دقيقة. مصر كلها ستتنفس كرة قدم، والجميع في انتظار صافرة النهاية ليهتف: “مصر في المونديال.”
