الأمم المتحدة تدعو لتعزيز العدالة التعويضية للأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي

دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الدول والجهات الفاعلة حول العالم إلى مضاعفة الجهود المبذولة في مجال العدالة التعويضية لصالح الأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي، وذلك عبر إجراءات تشمل الاعتذارات الرسمية، وكشف الحقيقة، وإحياء الذكرى، والدعم الطبي والنفسي، والتعويضات.
العدالة التعويضية.. مفتاح لتفكيك العنصرية الممنهجة
ووفقًا لتقرير أصدره المكتب الأممي – ونشره مركز إعلام الأمم المتحدة – فإن العدالة التعويضية المرتبطة بإرث الاستعباد والاتجار بالمستعبدين الأفارقة والاستعمار، تُعد أداة أساسية لمعالجة آثار العنصرية المنهجية التي ما زالت تؤثر على الأفارقة وأحفادهم في مختلف أنحاء العالم.
فولكر تورك: مواجهة الماضي شرط لبناء المستقبل
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن “العنصرية الممنهجة متجذرة في إرث الماضي”، مشددًا على أن العدالة التعويضية تتطلب اتباع نهج شامل يضمن تقديم تعويضات بأشكال متعددة.
وأضاف تورك أن نجاح هذه العملية يستلزم ربط الماضي بالحاضر على المستويين الفردي والمجتمعي، بهدف تفكيك الأنظمة الظالمة التي صممها التاريخ الاستعماري. وأوضح أن المبادرات ينبغي أن تستند إلى السياق المحلي والذاكرة التاريخية، مع إيلاء اهتمام خاص بتجارب النساء المنحدرات من أصل أفريقي.
إشراك المجتمعات في صياغة الحلول
شدد التقرير الأممي على أهمية أن يكون للأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي دور مركزي في تصميم وتنفيذ تدابير العدالة التعويضية، عبر مشاركة شاملة وآمنة وذات مغزى. كما دعا الدول إلى تجديد التزامها بمحاربة الظلم العنصري، والاعتراف بالأضرار الناجمة عن ممارسات الماضي، إضافة إلى حماية من يناضلون ضد العنصرية وتعزيز مسار العدالة.
مبادرات دولية ومؤسساتية بارزة
وأشار التقرير إلى أن عددًا من الدول والمؤسسات اتخذت خطوات عملية في هذا المجال، منها:
إعادة مراجعة الأماكن العامة لإزالة أو إعادة تصنيف الممتلكات المرتبطة بالاستعباد أو الاستعمار.
المؤسسات الأكاديمية التي أجرت أبحاثًا عن تاريخها الاستعماري وقدمت اعتذارات رسمية، بجانب تعزيز التعليم للمجتمعات الأفريقية.
إنشاء نصب تذكارية لإحياء ذكرى ضحايا العبودية.
المؤسسات التجارية التي اعترفت بعلاقتها بالماضي عبر مبادرات بحثية ودعم مجتمعي.
الجماعات الدينية التي أطلقت عمليات لكشف الحقيقة وتعهدت بتقديم منح دراسية.
دعوة متجددة لمكافحة العنصرية
أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن العدالة التعويضية ليست مجرد إجراءات رمزية، بل مسار عملي يهدف إلى بناء مجتمعات أكثر عدلاً، تقوم على مواجهة الماضي والاعتراف بالحقائق، بما يضمن مستقبلًا خاليًا من العنصرية الممنهجة.
اقرأ المزيد