مصر: حكم نهائي بإيداع نجل فنان مصري شهير دار رعاية إجتماعية .. تعرف علي الأسباب؟

في مصر أصدرت محكمة مستأنف الطفل بمدينة السادس من أكتوبر حكمًا نهائيًا بتأييد إيداع علي محمد رمضان، نجل الفنان محمد رمضان، إحدى دور الرعاية الاجتماعية، بعد ثبوت إدانته في واقعة اعتداء على طفل داخل نادٍ شهير. ورغم إعلان الأسرة عن الصلح مع الطرف الآخر، فإن المحكمة شددت على أن مثل هذه الوقائع تندرج ضمن نطاق الحماية الجنائية للأطفال ولا يسقط أثرها القانوني بالتصالح.

من منظور قانون حماية الطفل رقم 12 لسنة 1996 وتعديلاته، فإن الطفل الذي يرتكب فعلًا يشكل جريمة لا يُعامل معاملة البالغ، بل يُتخذ بشأنه أحد التدابير المنصوص عليها في المادة (101)، ومن بينها الإيداع في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية كإجراء يهدف إلى تقويم السلوك وتأهيله تربويًا ونفسيًا. وهو ما أكدته المحكمة في حكمها، إذ اعتبرت أن الواقعة لا تخص طرفين فقط، وإنما تمس المصلحة العليا للطفل والمجتمع.

اللافت أن المحكمة لم تعوِّل على الصلح العائلي الذي أُعلن عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إدراكًا منها أن الجرائم المرتكبة ضد الأطفال تتعلق بالنظام العام، وبالتالي فإن التصالح لا ينهي الدعوى ولا يُعفي من تطبيق التدابير القانونية.

الحكم يحمل دلالة واضحة على أن القضاء المصري يتعامل مع قضايا العنف ضد الأطفال بمنظور حماية شاملة، بحيث يكون الهدف إعادة دمج الحدث المخطئ داخل بيئة أكثر انضباطًا، مع ضمان حقوق المجني عليه في الوقت ذاته.

فيما أعلن دفاع نجل محمد رمضان عزمه الطعن أمام محكمة النقض، فإن المؤكد أن القضية باتت تمثل نموذجًا لتفعيل نصوص قانون الطفل وتأكيد أن العدالة في هذا المجال لا تخضع للمجاملات أو الضغوط الاجتماعية.