عودة 100 ألف سوداني من مصر عبر مبادرة العودة الطوعية: رحلة إنسانية تعيد الأمل وتبني مستقبل السودان

كشفت لجنة العودة الطوعية التابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية عن نجاح مبادرتها في تيسير عودة 100 ألف مواطن سوداني من المقيمين في مصر منذ إطلاق المشروع في شهر إبريل الماضي، وذلك عبر قطارات السكك الحديدية المصرية والحافلات، في واحدة من أضخم عمليات العودة الإنسانية المنظمة التي يشهدها السودان في تاريخه الحديث.
انطلاق القطار رقم (19) من القاهرة إلى السودان
انطلق صباح اليوم الإثنين القطار رقم (19) من محطة رمسيس بالقاهرة، حاملاً على متنه نحو 1500 مواطن سوداني ضمن الفوج رقم (40) من مشروع “قطار العودة الطوعية”، الذي تشرف عليه منظومة الصناعات الدفاعية السودانية.
المشهد الإنساني في المحطة كان مؤثرًا للغاية، حيث امتزجت مشاعر الحنين إلى الوطن مع الأمل في غد أفضل، وسط دموع الفرح والتعب الذي رافق سنوات طويلة من النزوح والمعاناة.
رعاية رسمية ودعم كامل للعائدين
وأوضحت لجنة العودة الطوعية برئاسة المهندسة أميمة عبد الله، في بيان على الصفحة الرسمية للجنة بموقع فيسبوك، أن المشروع انطلق في أبريل الماضي برعاية مباشرة من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، وبإشراف كامل من الفريق ميرغني إدريس مدير منظومة الصناعات الدفاعية، التي تكفلت بتغطية كافة نفقات التفويج من النقل والتنسيق إلى الإعاشة والخدمات اللوجستية.
وأكدت أن المنظومة نفذت المشروع بالتعاون مع هيئة سكك حديد مصر، ونجحت في وضع نموذج إنساني منظم وفعّال، عكس التكامل بين السودان ومصر في خدمة المواطن السوداني.
ثلاث رحلات قطار أسبوعيًا ومئات الحافلات
منذ انطلاق المبادرة، اعتمدت اللجنة على تنظيم ثلاث رحلات بالقطار أسبوعيًا، بالإضافة إلى مئات الحافلات التي ساعدت على نقل العائدين إلى مختلف ولايات السودان.
وقد أسهم هذا النظام الدقيق في تسهيل عودة عشرات الآلاف من الأسر، حيث شملت ترتيبات الرحلات عربات خاصة للأمتعة، فرق مساعدة ميدانية لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وبيئة آمنة ومريحة داخل عربات القطار.
تفاصيل الرحلة رقم (19)

الرحلة التاسعة عشرة التي انطلقت صباح اليوم من القاهرة ضمت نحو 1500 مواطن سوداني من مختلف الفئات، بينهم أسر من منسوبي الأجهزة النظامية، ومعلمون، وكوادر صحية وصناعية، إلى جانب مواطنين من ولايات النيل الأبيض، نهر النيل، الجزيرة، العيلفون وأم درمان.
العائدون ارتدوا قمصانًا كُتب عليها شعارات “راجعين” و”شكراً مصر”، في رسالة تقدير وامتنان لمصر التي استقبلت ملايين السودانيين واحتضنتهم خلال سنوات الحرب والنزوح.
قصص إنسانية في رحلة العودة
الرحلات لم تقتصر على كونها وسيلة للنقل، بل تحولت إلى قصص إنسانية مؤثرة تحمل الكثير من المعاني:
أساتذة جامعات ومعلمون عادوا إلى السودان لمواصلة رسالتهم التعليمية.
عمال اصطحبوا أدوات عملهم للعودة إلى مواقع الإنتاج.
نظاميون عادوا لحماية قراهم ومدنهم.
أمهات احتضنّ أطفالهن على متن القطار وهن يحلمن بغد أفضل في حضن الوطن.
عودة 100 ألف سوداني: ملحمة وطنية وإنسانية

حتى الآن، تمكن المشروع من إعادة أكثر من 100 ألف سوداني، من بينهم ما يزيد عن 20 ألف مواطن عبر القطارات وحدها، في إطار تنظيم دقيق ومتابعة مستمرة.
هذه العودة لا تُعد مجرد رحلة انتقال من مكان إلى آخر، بل هي جسر للانتماء ولمّ الشتات، وإعادة للحمة الوطنية التي فرّقتها الحرب والاغتراب.
ووفقا للجنة العودة الطوعية التابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية فإن عودة 100 ألف سوداني من مصر إلى السودان ليست مجرد رقم، بل هي ملحمة وطنية وإنسانية تتجدد مع كل فوج، وتفتح صفحات جديدة في كتاب الأمل والإعمار وبناء مستقبل أفضل للسودان وأبنائه.
اقرأ المزيد