وزير الخارجية المصري : نحن دعاة سلام وليس دعاة حرب وقادرون ومستعدون للدفاع عن أنفسنا وحدودنا

أ ش أ
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي أن مصر هي الدولة العربية الأولى التي فتحت مجال السلام، ولدينا معاهدة السلام تم توقيعها مع إسرائيل عام 1979، مؤكدا أن “مصر تحترم التزاماتها فهي ملتزمة التزاما كاملا بمعاهدة السلام وببنودها طالما الجانب الإسرائيلي يحترمها ويلتزم بها” .
وقال وزير الخارجية في – في مقابلة مع فضائية “سكاي نيوز عربية” بثت مساء اليوم /الجمعة/ من (نيويورك) – في رده علي سؤال عن وصف العلاقة بين مصر واسرائيل، ” أن السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن – مرارا وتكرارا – أن السلام هو خيار استراتيجي؛ وبالتالي نحن دعاة سلام وليس دعاة حرب، لكننا قادرون ومستعدون للدفاع عن أنفسنا وحدودنا بطبيعة الحال”.
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن الاستجابة إلى التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة؛ هو السبيل الوحيد لـ “الاندماج”، وتحقيق الأمن الاستقرار المستدام في المنطقة.
وأشار إلى أن هناك موقفا عربيا إسلاميا موحدا لدعم رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، مشيرا إلى أن اللقاء الذي دار بين الرئيس الأمريكي وعدد من القادة العرب والمسلمين كان لقاء مهما للغاية ومشجعا لأنه تحدث عن كونه رئيسا للسلام والقادر على وقف الحرب في قطاع غزة.. مضيفا: “نأمل في ترجمة حديثه – المشجع والإيجابي – على أرض الواقع من خلال طرح رؤية رسمية توقف الحرب في غزة”.
وقال عبد العاطي إن “هذه الحرب؛ غاشمة وعدوان غادر على الشعب الفلسطيني؛ يتعين العمل على إنهائها”، مشددا على ضرورة إيقافها وإنهاء حالة المجاعة التي صنعها الجانب الإسرائيلي من خلال وضع القيود على تدفق على المساعدات الى قطاع غزة، وأيضا العمل على وقف أعمال القتل الممنهج الذي يحدث في القطاع بشكل يومي.
ولفت إلى أن ما ذكره الرئيس ترامب – خلال لقائه مع القادة العرب والمسلمين في نيويورك – قد يقود على إنهاء هذه الحرب، طالما أن هناك إرادة سياسية من الجانب الأمريكي وفرضها لتحقيقها على أرض الواقع.
وأشار إلى “نحن داعمون للرئيس ترامب ورؤيته لتحقيقها على أرض الواقع، ولابد من تهيئة كل الظروف لتنفيذ هذه الأفكار على الأرض، قد لا تكون مثالية أو كاملة بالنسبة لنا، لكن هي الأكثر عملية على أرض الواقع الآن”.
واعتبر د. عبد العاطي أن ما تقوم به اسرائيل من تدخلات عسكرية سافرة في العديد من الدول العربية، وانتهاك سيادة عدد من الدول العربية لا يحقق لها الأمن والاستقرار، علما بأن غطرسة القوة لن تحقق الاستقرار في المنطقة.. وقال: “قد تستطيع أن تحقق بعض النجاحات نتيجة لتفوق عسكري، لكن أن يكون استدامة لتحقيق الأمن والاستقرار؛ فهذا لن يتحقق على الإطلاق، بـ غطرسة القوة”.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن هناك رؤية مصرية عربية إسلامية، تعد نقطة البداية وشديدة الوضوح، حال وقف إطلاق النار ووقف الحرب الظالمة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال: سوف نتحرك فورا على أكثر من مجال أولها الترتيبات الأمنية، وثانيها، الحوكمة، وما يدير قطاع غزة، وبعدها عقد المؤتمر الدولى لإعادة إعمار غزة والتعافي المبكر في القطاع.
وأوضح أن هناك رؤية حول الحوكمة، وأخرى إدارية من التكنوقراط مشكلة من 10 أعضاء تم تحديدهم والأسماء موجودة، وهم يستطيعون البدء فورا في إدارة قطاع غزة في اليوم التالي وهذا سيكون لفترة مؤقتة لحين تمكين السلطة الفلسطينية حتى تتولى إدارة القطاع وفقا لـ الملكية الفلسطينية وفي اطار الارتباط العضوي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال عبد العاطي “أعلنا بأننا سنقوم – خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار – باستضافة مؤتمر دولي وإعادة الأعمار في القاهرة بمشاركة المجتمع الدولي للعمل على التركيز على المتطلبات العاجلة للتعافي المبكر؛ ومنها توفير بعض المساكن سابقة التجهيز، ومياه شرب وصرف صحي وكهرباء، فضلا عن عيادات متنقلة؛ وهذا سوف يكون في الأشهر الأولى، حيث سيقود هذا إلى إعادة الإعمار بشكل كامل وبمشاركة المجتمع الدولي”.
وأضاف أن هناك تدريبا يتم في مصر لعناصر من الشرطة الفلسطينية، وأيضا بالتنسيق مع الأردن، ولدينا رؤية لإمكانية نشر قوات دولية على الأرض وفقا لرؤية واختصاصات واضحة ومحددة وتكون في النهاية داعمة للسلطة الفلسطينية وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
واشار إلى أن هناك أيضا لجنة إدارية؛ إذا كان طرف يرفض – فهذا لا يمكن أن يفرض إرادته ضد المجتمع الدولي – فاللجنة الإدارية ستكون بشكل مؤقت، وهي ليست فصائلية بمعنى لا تتبع أي فصيل على الإطلاق، لكن هي من التكنوقراط وهم من يتولون إدارة القطاع بشكل مؤقت؛ لحين نشر السلطة الفلسطينية باعتبارها السلطة الشرعية التي ستتولى إدارة القطاع فيما بعد.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر قامت بدور مهم جدا في الملف النووي الإيراني، خلال استضافتها مؤتمر ضم: وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، حيث جرى الاتفاق على استئناف التعاون بين الجانبين بالقاهرة.
وشدد وزير الخارجية على أن السلام هو خيار استراتيجي للدولة المصرية، ولابد من العمل واحتواء الصراعات في المنطقة ومنع إنزلاق المنطقة من أتون حرب إقليمية شاملة لن يستفيد منها أحد.
وقال: “نتدخل ونحاول – بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي – تكثيف جهود الوساطة، وبالفعل نجحنا في التوصل لاتفاق استئناف التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وإعادة نشر المفتشين في إيران، ونأمل من الأطراف الدولية أن تساعد في هذا الإطار؛ سواء من الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة؛ للعمل على إعطاء فرصة للتفاوض والدبلوماسية لخفض التصعيد”.
وأشار إلى أن مصر ترى استعداد الجانب الإيراني في التجاوب والتعاون مع وكالة الطاقة النووية، وهناك أفكار كثيرة للبناء عليها وإيجاد تسوية سلمية لأزمة الملف النووي الإيراني، وفقا لكل الالتزامات الخاصة بمعاهدة منع الانتشار النووي.
وحول تقييم دور الأمم المتحدة في الصراعات الإقليمية والعالمية، أعرب د. عبد العاطي، عن أسفه الشديد من الوضع المتردي الذي وصل إليه “النظام متعدد الأطراف”، مبرزا وجود انتهاكات سافرة؛ وعلى رأسها الانتهاكات الإسرائيلية، للقانون الدولي ومبادئ القانون الدولي والإنساني.
وأوضح أن هناك شللا كاملا في مجلس الأمن الدولي، وعدم قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة، فضلا عن وجود حالة من “عدم الديمقراطية” داخل المؤسسات الاقتصادية الدولية؛ سواء البنك الدولي أو صندوق النقد.. وطالب بإعادة حوكمة وإصلاح النظام الدولي في الشق الخاص بالأمن والاستقرار الدوليين، خاصة فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن، وأن يكون أكثر تمثيلا، خاصة فيما يتعلق بإفريقيا، ولابد أن يكون هناك أربعة مقاعد لإفريقيا؛ مقعدان دائمان وآخران غير دائمين؛ “فهذا أمر مهم للغاية”.
وتابع: نحتفل بـ 80 عاما على انشاء الأمم المتحدة، ولابد أن تكون هناك وقفة لتفعيل وإصلاح الأمم المتحدة لتكون أكثر فعالية، منبها إلى أن الرأي العام – للأسف – بدأ يفقد ثقته الكاملة فيما نطلق عليه النظام القائم على القواعد والمتعدد الأطراف؛ “لأننا نرى حالة غير مسبوقة من الاستقطاب وعدم احترام القرارات التي يتم اتخاذها من قبل الأمم المتحدة”.
كما نبه وزير الخارجية إلى “الشلل” داخل مجلس الأمن؛ تجاه “نراه ونشاهده من فظائع وانتهاكات وقتل وتجويع وتهجير في قطاع غزة والضفة الغربية”، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، قائلا :”نضغط في هذا الاتجاه؛ وهو أمر شديد الأهمية”.
إقرأ المزيد
الرئيس السيسي: السلام خيار مصر الاستراتيجي لضمان مستقبل آمن ومستقر لشعوب المنطقة