وزير الخارجية المصري من فوق منبر الأمم المتحدة : إثيوبيا متوهمه أن مصر ستنسي حقوقها ومصالحها الوجودية في نهر النيل

أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري أن مصر تؤمن إيمانا راسخا بأن التعاون وفقا للقانون الدولي ركيزة الاحترام المتبادل والسبيل الأوحد لتحقيق المنفعة المشتركة , مشيرا إلي أن التجارب أثببت أن الإجراءات الأحادية تعمق الأزمات وتزيد الفجوات، وفي المقابل ارتأت إثيوبيا مخالفة القانون الدولي وفرض الأمر الواقع ضمن سياستها الاحادية المزعزعة للاستقرار في القرن الإفريقي وحوض النيل الشرقي وأعلنت عن انتهاء سدها وأن ما مضى قد مضى حالمة أو بالأصح متوهمة أن مصر ستنسى حقوقها ومصالحها الوجودية في نهر لنيل”.
وقال الوزير بدر عبد العاطي في بيان مصر أمام الشق رفيع المستوي للدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة “وإن كان هناك من يتشدق بمزاعم التزامه بالقانون الدولي فإننا على أتم الاستعداد لتناول الأمر في آليات القضاء والتحكيم الدولي ذلك إن صدقت النية للاحتكام لهذه الآليات القانونية، الأمر الذي لم ولن يتوفر، أما وإن ركنوا للمماطلة وتهديد حياة ملايين البشر في دولتي المصب فإننا لن نتهاون في ضمان حقوقنا وإننا لقادرون على ذلك ويكفل لنا ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي حماية مصالحنا الوجودية في نهر النيل” .
الوضع في الشرق الأوسط علي شفير الانفجار
وأكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي، أن الوضع في الشرق الأوسط على شفير الانفجار، لافتا إلى أن مصر أول من أرسى دعائم السلام في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية “أنه من الضروري بناء نظام عالمي يتأسس على قواعد القانون الدولي، لافتا إلى أن مصر ترفض أي سيناريوهات للتهجير القسري.
وأضاف أنه كان من المفترض أن يكون احتفالنا اليوم على تأسيس الامم المتحدة مناسبة للتأمل في مسيرة المنظمة وكيفية التعزيز في حفظ الأمن وتحقيق الرفاهية للجميع.
وأكد وزير الخارجية أن مصر أول من أرسى دعائم السلام في الشرق الأوسط بالزيارة التاريخية للرئيس أنور السادات للقدس عام 1977 لتنظر للواقع الأليم السائد بالمنطقة بعين القلق والمسؤولية في آن واحد فبعد عامين من العدوان الغاشم على غزة والانتهاكات المتكررة اليومية في الضفة الغربية أضحت أسس السلام الذي استغرق نسجه أكثر من 45 عاما في مهب الريح,
وأوضح الوزير أنه إزاء هذه الظروف العسيرة تطرح مصر رؤيتها للتعامل مع الوضع في الشرق الأوسط والمنظومة الدولية على النحو التالي: الإعراب عن الامتنان والتقدير لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من التزام كامل واستعداد للعمل مع قادة المنطقة لإنهاء هذه الحرب الظالمة على قطاع غزة وفقا لرؤية متكاملة تحقن الدماء وتضمن الأمن للجميع وتستعيد أسس بناء الثقة المفقودة وتبدي مصر كل الاستعداد وكامل الالتزام ببناء على رؤية الرئيس ترامب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب وفتح أفق سياسي يقود نحو تجسيد الدولة الفلسطينية وفضلا عن اطلاق سراح الرهائن والاسرى وتضميد كل الجراح ، جراح اليتامى والأسرى والجرحى والجوعى في قطاع غزة ووضع حد لغطرسة القوة ووضعها جانبا ورفع رايات الاستقرار والعمران والأمل في الغد.
وأشار إلى أن مصر كرست منذ اندلاع الازمة كافة جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يكون مستداما في قطاع غزة بالاشتراك مع قطر الشقيقة والولايات المتحدة واستئناف ادخال المساعدات دون عوائق لمواجهة المجاعة الحالية التي هي من صنع اسرائيل وهو ما يجب ان يمثل مع الانعاش المبكر لمقومات الحياة في غزة اولوية قصوى للمجتمع الدولي وعلينا جميعا وسويا التضامن والتكافل لضمان توفير ونفاذ المساعدات الإنسانية باسرع وقت ممكن وبالكميات اللازمة والكافية وحماية المدنيين.
رفض مصر لأي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني
وقال وزير الخارجية “نعيد هنا التاكيد على رفضنا القاطع لاي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني باعتبار أن ذلك جريمة للتطهير العرقي و نقولها بوضوح شديد مصر لم ولن تكون بوابة لتصفية القضية الفلسطينية وسنستمر في دعم صمود الشعب الفلسطيني الأبي المتشبث بترابه الوطني ولن نكون أبدا شركاء في نكبة جديدة وما تعنيه من جرائم وما سيء إنسانية مضاعفة “.
وقال وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، إن مصر طرحت خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار تم اعتمادها عربيا وإسلاميا ودوليا ولا يفوتني هنا الاشادة بالدور الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” لما تقدمه من دعم هائل ومقدر لملايين اللاجئين الفلسطينيين كما نشيد بدور الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وندعو كل دول العالم لتوفير الدعم الكامل والمستدام لوكالة الأونروا.
وأضاف أن استمرار الاحتلال الاسرائيلي وعميلة الإبادة الجماعية التي تحدث اليوم في قطاع غزة وتغيير الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في اقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إنما يفرغ أي حديث عن الأمن والسلام في المنطقة من مضمونه.
وتابع الوزير أن مصر تدعم الكامل لمسار مؤتمر حل الدولتين الذي قادته فرنسا والمملكة العربية السعودية ونشيد بالقرارات الشجاعة للدول التي أعلنت مؤخرا اعترافها بدولة فلسطين المستقلة والحرة فلا يمكن أن تنعم إسرائيل بالأمن فيما ينعدم الأمن للآخرين ولن تنعم تلك المنطقة بالاستقرار دون دولة فلسطينية مستقلة، وتسخر قرارات الشرعية الدولية بمحددات كل الحلول لأزمات المنطقة كل ما نحتاجه فقط الرؤية الثاقبة والحكمة والإرادة السياسية واستيعاب دروس الماضي.
وفي هذا السياق حذر عبد العاطي من استمرار السياسات القمعية والممارسات الإسرائيلية غير المسؤولة في غلق الباب أمام آمال شعوب المنطقة في التعايش السلمي والتعاون الإقليمي وفي مواجهة هذه التحديات طرحت مصر والسعودية الرؤية المشتركة للامن والتعاون في المنطقة التي اقرتها الجامعة العربية لتكون أساسا لتصور جديد لاقليم ينعم كل أطرافه بالأمن المتكافئ والمتوازن والمستدام .
يدنا ممدوة بالسلام
وقال وزير الخارجية: “يدنا ممدودة بالسلام فلا تخذلوا أحلام أطفال يتطلعون لمستقبل مشرق وشباب يرغبون في البناء والتعمير وشيوخ يرجون الحياة الكريمة في سلام واقتبس ما ذكره السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن السلام هو خيار مصر الاستراتيجي لضمان مستقبل آمن ومستقر لشعوب المنطقة”.
وأضاف أن مصر تنظر لمحيطها الملتهب من منظور شامل يرتكز على القانون الدولي يعطي الاولوية لاحترام سيادة الدول وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ومكافحة الإرهاب كركائز للاستقرار، وفي هذا الإطار تشدد مصر على الاهمية البالغة لدعم السودان الشقيق الذي يمر بمرحلة دقيقة ومفصلية من تاريخه تحتاج إلى تكاتف كل الجهود وندعم بكل قوة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية بما فيها الجيش السوداني الوطني، كما نعمل بالتعاون مع مجلس السيادة السوداني والشركاء الدوليين في إطار الرباعية الدولية من أجل استعادة الأمن والاستقرار والسلام في السودان استنادا للملكية السودانية الوطنية لتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق.
وتابع الوزير أن مصر تؤكد دعمها الثابت لليبيا الشقيقة ومؤسساتها الوطنية وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت ممكن وأهمية خروج القوات الاجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا إذا كنا نتحدث بجدية عن الامن والاستقرار المستدام في ليبيا وبما يسهم في تعزيز الأمن وتمكين وتوحيد المؤسسات الليبية من الاطلاع بدورها في ترسيخ الاستقرار على كامل الأراضي الليبية.
وأوضح أن مصر تشدد على ضرورة حل الأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات الدولية وصون حرية الملاحة والحفاظ على امن البحر الاحمر شريان التجارة الدولية، خاصة وأن مصر اكثر الأطراف المتضررة من هذا التصعيد حيث خسرت اكثر من 9 مليارات دولار من عوائد قناة السويس نتيجة اضطراب حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر.
أمن الصومال
وأكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي، أن أمن الصومال واستقلاله ووحدته الترابية جزء لا يتجزأ من أمن الإقليم، وأن مصر تدعو إلى تضافر الجهود وحشد التمويل اللازم من أجل تفعيل بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار في الصومال “اوسوم”، ولفت إلى اعتزام مصر المشاركة في هذه القوة بمكون شرطي عسكري.
وقال وزير الخارجية “في ظل هذه الأزمات الاقليمية المركبة تقوم مصر بدور انساني بارز من خلال استضافة أكثر من 10 ملايين من اللاجئين بها وتوفر بيئة تحترم حقوقهم وكرامتهم وتضمن حصولهم على الخدمات الأساسية دون تمييز ، ورغم الأعباء المتزايدة التي تفوق قدرتنا واتحدى ان تكون هناك دولة في العالم تستضيف هذا العدد الهائل من اللاجئين وتقدم لهم كل هذه الخدمات وتعاملهم معاملة المصريين، خاصة في ظل الازمات الاقتصادية والاقليمية والعالمية ومع ذلك تواصل مصر التزامها الاخلاقي والانساني ونؤكد على ضرورة تفعيل مبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات المنصوص عليه في العهد الدولي للاجئين” .
وأضاف ” أن مصر تتبنى سياسية نشيطة للوساطة وبناء السلام تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لنسج التفاهمات والتوصل لحلول إثر ما شهدته منطقتنا من استهداف لمنشات نووية خاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمخالفة للقانون الدولي .
إقرأ المزيد :
رامي زهدي يكتب : مصر وأوغندا ورواندا.. رسائل القاهرة المتجددة لحوض النيل بين الأمن والتنمية والتكامل