المغرب: احتجاجات الشباب تدعو لإصلاح جذري للخدمات في الصحة والتعليم وتنتقد أولويات الإنفاق الحكومي

تشهد عدة مدن في المغرب منذ 27 سبتمبر 2025، موجة احتجاجات شعبية يقودها بشكل أساسي شباب من “الجيل الرقمي” (Gen Z)، في واحدة من أكبر الحركات الاحتجاجية في السنوات الأخيرة.
تدعو الحركة، التي أطلقت على نفسها اسم “جيل زد 212″، إلى إصلاح جذري للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وتنتقد أولويات الإنفاق الحكومي. وقد شهدت هذه الاحتجاجات توترات مع قوات الأمن، مما أدى إلى سقوط ضحايا واعتقالات، بينما يظل الوصف الرسمي للأحداث محدوداً.
جذور الغضب والمطالب الأساسية في المغرب
لم تندلع الاحتجاجات من فراغ، بل جاءت نتيجة لتراكم الإحباط من تردي الخدمات الاجتماعية الأساسية. وكانت الحادثة المأساوية التي أثارت الرأي العام، وهي وفاة ثماني نساء أثناء الولادة في مستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير، قد سلطت الضوء بشكل صادم على الأزمة التي يعانيها القطاع الصحي . ويرى المحتجون تناقضاً صارخاً بين هذا الوضع وبين استثمار الدولة مليارات الدراهم في استضافة البطولات الرياضية الكبرى، مثل كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030 . ويمكن تلخيص مطالب المحتجين في المحاور التالية:
المطالب الصحية: يركز المحتجون على المطالبة بتجويد الخدمات الصحية العمومية، من خلال رفع عدد الأطباء لكل ألف نسمة، وتوفير المستلزمات الطبية الأساسية، ودعم الإنتاج المحلي للأدوية، وتطوير خدمات الإسعاف . وتشير الإحصائيات إلى أن المغرب يحتل المرتبة 94 من أصل 99 دولة في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025، مع وجود 4 أطباء فقط لكل 10 آلاف نسمة، وهو رقم أقل من المعدل الدولي المطلوب .
المطالب التعليمية: تطالب الحركة بتوفير تعليم جيد ومجاني للجميع، وسد النقص الحاد في الكادر التدريسي للحد من الاكتظاظ في الأقسام، وتحديث المناهج، ورقمنة التعليم، وبناء مدارس مجهزة في المناطق النائية.
مطالب اقتصادية واجتماعية: تشمل هذه المطالب تخفيض أسعار المواد الأساسية، وتحسين الأجور ومعاشات التقاعد، ومحاربة البطالة التي بلغ معدلها الرسمي 12.8%، ومحاربة الفساد والاحتكار.
الحركة.. التنظيم والتفاعل الإقليمي
برزت حركة “جيل زد 212” كحركة لامركزية، لا تنتمي إلى أي حزب سياسي أو نقابة تقليدية، بل تشكلت وتنظمت بشكل أساسي عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “ديسكورد” و”تيك توك” و”إنستغرام”. وقد نجحت في حشد آلاف المشاركين عبر دعوات رقمية انتقلت بسرعة من العالم الافتراضي إلى الشارع.
وقد لفتت هذه الاحتجاجات انتباه الإعلام الرسمي الجزائري، الذي قدم تغطية مكثفة ربطت فيها المطالب الاجتماعية للشباب المغربي بالصراع الجيوسياسي التقليدي بين البلدين، مستخدمة تعابير نقدية حادة في وصفها للأحداث.
الردود الرسمية في المغرب وتصاعد التوتر
في رد الفعل المحلي، لم تصدر الحكومة المغربية أو السلطات القضائية أي بيان رسمي مباشر يتناول الاحتجاجات حتى 30 سبتمبر 2025. ومع ذلك، وعلى خلفية مأساة مستشفى أغادير، تم إقالة مدير مستشفى الحسن الأول ومسؤولين صحيين إقليميين آخرين من قبل وزير الصحة.
أما على الأرض، فقد شهدت عدة مدن، بما في ذلك الرباط والدار البيضاء وطنجة، تدخلاً أمنياً مكثفاً لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى اعتقالات واشتباكات، وأفادت الإحصاءات الرسمية باعتقال 409 شخص منذ بدء الاحتجاجات من جهتها، أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذه الاعتقالات ووصفتها بانتهاك الحق في الاحتجاج السلمي .
اقرا المزيد:-
العربية للطيران المغرب تطلق تخفيضات بنحو 50% على رحلاتها الجديدة في المغرب وشمال افريقيا
“الخطوط المغربية” تدشن خطًا جويًا جديدًا يربط الدار البيضاء بجزيرة سال في الرأس الأخضر
الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يطلق بيع تذاكر كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب
100 يوم علي انطلاق صافرة البداية لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2028 بالمغرب إفريقيا