أخبار عاجلةاخبار افريقياشرق إفريقياشرق افريقيا

حزب معارض في أوغندا يفاجئ الجميع ويدعم موسيفيني في انتخابات 2026

في خطوة سياسية مفاجئة، أعلنت الجبهة الديمقراطية الأوغندية، أحد أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، دعمها الرسمي لترشيح الرئيس يوري موسيفيني في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها مطلع العام القادم.
ويُعد هذا الموقف تحولًا لافتًا في مواقف المعارضة، التي كانت حتى وقت قريب من أبرز المنتقدين لسياسات الرئيس الأوغندي المخضرم.

وقالت الجبهة في بيان صدر بعد مشاورات مكثفة ومراجعة دقيقة للوضع السياسي الداخلي:“بعد تقييم شامل للمشهد السياسي وتقدير موازين القوى، قررت الجبهة الديمقراطية بقيادة ماثياس مبوجا سحب دعمها السابق للمرشح مبارك مونياجوا من حزب الرجل العادي، وإعلان دعمها للرئيس يويري كاغوتا موسيفيني في الانتخابات المقبلة، حرصًا على الاستقرار الوطني ومواصلة مسيرة التنمية”.

وأضاف البيان أن الجبهة ترى أن شعبية مونياغوا لا تزال محدودة، وفرصه في الفوز تكاد تكون معدومة، في حين يمثل دعم الرئيس موسيفيني خطوة “من أجل وحدة الوطن واستمرارية التقدم”.
كما دعت الجبهة جميع أعضائها ومؤيديها إلى الالتفاف خلف الرئيس موسيفيني والعمل معًا من أجل تحقيق أوغندا آمنة ومتطورة.

https://x.com/Democratic256_/status/1976923316699963849

موسيفيني يترشح لولاية جديدة وسط جدل سياسي متجدد

وقد أعلنت اللجنة الانتخابية الأوغندية رسميًا موافقتها على ترشح الرئيس موسيفيني (81 عامًا) للانتخابات المقبلة، والتي قد تمد فترة حكمه لتصل إلى ما يقرب من نصف قرن، منذ وصوله إلى السلطة في عام 1986 بعد صراع مسلح طويل.

ويُعد موسيفيني أحد أقدم الزعماء الأفارقة في الحكم، إذ تمكن خلال عقود قيادته من تحقيق استقرار سياسي واقتصادي نسبي في البلاد، إلى جانب نجاحه في مكافحة وباء الإيدز وتحسين البنية التحتية.
لكن في المقابل، يواجه الرئيس انتقادات واسعة من المعارضة والمنظمات الحقوقية بسبب ما تصفه بـ”القيود المفروضة على الحريات العامة” و”استمرار الفساد في المؤسسات الحكومية”.

وخلال مؤتمر صحفي في العاصمة كمبالا عقب إعلان ترشحه، قال موسيفيني:“بلدنا غني بالموارد الطبيعية، ومشكلتنا ليست في الثروة بل في غياب القيادة التي تخدم الشعب. سنواصل في المرحلة القادمة تعزيز الأمن، وتحسين شبكات النقل، وتوسيع خدمات الرعاية الصحية والتعليم المجاني”.

وأشار إلى أن ولايته الجديدة، الممتدة لخمس سنوات، ستركز على مكافحة الفساد وإعادة هيكلة الاقتصاد استعدادًا لبدء تصدير النفط الخام في العام المقبل، وهو ما يتوقع أن يرفع معدل النمو إلى خانة العشرات.

سباق انتخابي ساخن بين موسيفيني وبوبي واين

من المتوقع أن تشهد انتخابات 2026 منافسة قوية بين موسيفيني ومنافسه البارز بوبي واين (واسمه الحقيقي روبرت كياجولاني)، المغني الشهير الذي تحول إلى سياسي معارض يحظى بشعبية كبيرة بين فئة الشباب.
وكان واين قد خاض الانتخابات السابقة عام 2021 وخسر أمام موسيفيني بفارق واسع، لكنه اتهم السلطات حينها بـ”تزوير النتائج” و”ترهيب الناخبين” عبر تدخل الأجهزة الأمنية.

ومع ذلك، تواصل حملة بوبي واين نشاطها استعدادًا للانتخابات المقبلة، وسط توقعات بمعركة انتخابية شرسة ستحدد مستقبل الديمقراطية في الدولة الواقعة بشرق إفريقيا.

إنجازات موسيفيني ومسيرته المثيرة للجدل

يحظى الرئيس يوري موسيفيني بتقدير واسع داخل أوغندا وخارجها لما قدمه من إصلاحات سياسية واقتصادية في بداية حكمه، إذ ساهم في استقرار الدولة بعد عقود من الاضطرابات، وحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا في قطاعات الزراعة والطاقة والتعليم.
لكن في المقابل، يرى معارضوه أنه تمسك بالسلطة لفترة طويلة، بعد أن عدّل الدستور مرتين لإلغاء القيود المفروضة على السن وعدد الولايات الرئاسية، مما أثار جدلاً حول مستقبل التداول السلمي للسلطة في البلاد.

السيرة الذاتية للرئيس الأوغندي يوري كاغوتا موسيفيني

ولد يوري كاغوتا موسيفيني تيبوهابوروا في 15 أغسطس عام 1944 في منطقة نتونغو غرب أوغندا، ونشأ في أسرة ريفية تعمل في الزراعة.
تلقى تعليمه الجامعي في جامعة دار السلام في تنزانيا، حيث درس الاقتصاد والعلوم السياسية، وهناك بدأ نشاطه السياسي ضمن الحركات المناهضة للاستعمار.

شارك موسيفيني في المقاومة ضد نظام عيدي أمين في سبعينيات القرن الماضي، ثم أسس لاحقًا حركة المقاومة الوطنية (NRM)، التي قادت تمردًا مسلحًا أطاح بنظام ميلتون أوبوتي عام 1986، ليصبح بعدها رئيسًا لجمهورية أوغندا.

منذ توليه الحكم، تبنى موسيفيني سياسات هدفت إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير البنية التحتية، مع التركيز على التعليم والصحة العامة.
كما يُنسب إليه خفض معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في أوغندا من بين أعلى النسب في إفريقيا إلى مستويات منخفضة بفضل حملات التوعية والعلاج المكثف.

يُعتبر موسيفيني اليوم أحد أطول القادة الأفارقة بقاءً في الحكم، ويؤكد في خطاباته أن الاستقرار والأمن هما الشرطان الأساسيان لتحقيق التنمية في القارة، بينما يواجه انتقادات من خصومه بسبب ما يعتبرونه استبدادًا سياسيًا وتراجعًا في الحريات العامة.

أوغندا بين الاستقرار والطموح الديمقراطي

مع إعلان حزب معارض رئيسي دعمه للرئيس يوري موسيفيني، تدخل أوغندا مرحلة جديدة من إعادة تشكيل التحالفات السياسية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبين مؤيد يرى في موسيفيني رمزًا للاستقرار والتنمية، ومعارض يطالبه بفتح المجال أمام جيل جديد من القادة، تترقب البلاد انتخابات يُنتظر أن تحدد مسارها السياسي والاقتصادي لعقود قادمة.

 

إقرأ المزيد :

الرئيس الأوغندي موسيفيني: نهر النيل يربط بين مصر وأوغندا وفرص التعاون الاقتصادي هائلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »