إدانات دولية لـ ” مجزرة الفاشر ” .. مقتل 57 شخصا في قصف لميليشيا الدعم السريع لمسجد ومستشفي

أدان مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، الهجوم الذي شنّته ميليشيا الدعم السريع على آخر مستشفى عامل في مدينة الفاشر المحاصرة ومسجدٍ قريبٍ منه في شمال دارفور غرب السودان، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، من بينهم أطباء وممرضون، في منطقة ما تزال المساعدات الإنسانية ممنوعة من الوصول إليها.
وقال بولس في تدوينة له على موقع “إكس”: “لا مبرر لاستهداف أماكن العبادة والمستشفيات والمدنيين. لقد طال أمد الصراع، مزهقًا أرواح الأبرياء يوميًا بسبب الهجمات والمجاعة. على الأطراف المتحاربة أن تدرك أنه لا حل عسكريًا وأن تنهي هذا الصراع فورًا.”
الأمم المتحدة تدين الانتهاكات ضد المدنيين في دارفور
وفي السياق ذاته، أدان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأشد العبارات استمرار قتل وإصابة المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مشيرًا إلى تقارير تؤكد مقتل ما لا يقل عن 53 مدنيًا وإصابة أكثر من 60 آخرين على يد قوات الدعم السريع خلال الفترة من 5 إلى 8 أكتوبر الجاري، وسط توقعات بأن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك.
وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، في بيان صدر يوم الجمعة:”أشعر بالفزع من التجاهل المتعمد وغير المحدود من قبل قوات الدعم السريع لحياة المدنيين. رغم الدعوات المتكررة لحماية المدنيين، يواصلون القتل والتهجير ومهاجمة المرافق المدنية، بما في ذلك ملاجئ النازحين والمستشفيات والمساجد، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. يجب أن يتوقف هذا فورًا.”
قصف المستشفى السعودي ومخيمات النازحين
وأكدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 46 مدنيًا قُتلوا في غارات بالمدفعية والطائرات المسيّرة استهدفت أحياء أبو شوك ودرجة أولى ومخيم أبو شوك للنازحين، من بينهم 14 مدنيًا قضوا في هجمات يومي 5 و7 أكتوبر على المستشفى السعودي، الذي يُعد آخر مرفق صحي رئيسي عامل في شمال دارفور.
وأوضحت المفوضية أن المستشفى كان يعمل بطاقة استيعابية منخفضة نتيجة الأضرار السابقة، قبل أن يتعرض لمزيد من الدمار الجسيم جراء القصف الأخير.
وأضافت أن التقارير تشير إلى إعدام ما لا يقل عن سبعة مدنيين بإجراءات موجزة أثناء عمليات تفتيش من منزل إلى منزل نفذتها قوات الدعم السريع، ويُرجح أن تكون هذه العمليات بدوافع عرقية، حيث استهدفت أفرادًا من قبيلة الزغاوة.
وقال تورك: “أحث قوات الدعم السريع، وجميع أطراف النزاع، على استخلاص العبر من إدانة المحكمة الجنائية الدولية لعلي كوشيب هذا الأسبوع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.”
كما دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ذات النفوذ المباشر إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين ومنع وقوع مزيد من الفظائع والانتهاكات في الفاشر وبقية مناطق دارفور.
الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بارتكاب مجازر جديدة
وفي بيان رسمي، أكدت القوات المسلحة السودانية أن ميليشيا الدعم السريع استهدفت في ساعات الفجر الأولى من السبت مركز إيواء جامعة أم درمان الإسلامية للنازحين باستخدام الطائرات المسيّرة، مما أسفر عن استشهاد 57 شخصًا من النساء والرجال والأطفال وكبار السن، إلى جانب إصابة عدد آخر تم نقلهم لتلقي العلاج.
ووفقًا لـ وكالة الأنباء السودانية (سونا)، قالت الفرقة السادسة مشاة في موجزها اليومي إن شهود عيان أكدوا وجود أكثر من 200 جثة لشباب ورجال في مناطق غرب الفاشر، يُعتقد أنهم قُتلوا تحت التعذيب بعد نهب ممتلكاتهم وتجميعهم في مكان واحد بهدف إرهاب السكان.
وأضافت الفرقة أن نشاط الميليشيا المتمردة تحول في الآونة الأخيرة إلى استهداف المدنيين بشكل متعمد ومباشر، مشيرة إلى أن قوات الجيش دحرت هجومًا بريًا حاولت الميليشيا تنفيذه باستخدام المشاة والمركبات القتالية في المحور الشمالي الشرقي يوم الجمعة، وأوقعت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مؤكدة مقتل العشرات منهم، بينهم قادة ميدانيون.
كما أعلنت قيادة الفرقة السادسة إسقاط طائرة مسيرة قتالية كانت تحاول استهداف المدنيين في المدينة.
قصف متواصل ونهب وعمليات اختطاف
وأوضحت الفرقة أن مدينة الفاشر شهدت اليوم قصفًا متقطعًا بالمدفعية الثقيلة، تزامن مع هجمات بطائرات مسيّرة انتحارية استهدفت أحياء مدنية خلال الساعات الماضية.
ونقل شهود عيان أن ميليشيا الدعم السريع نهبت ممتلكات المدنيين وقتلتهم بعد تعذيبهم، بعد أن أوهمتهم بوجود مسارات آمنة للخروج. كما أشار الشهود إلى أن الميليشيا اختطفت خمسة شبان وطالبت فدية مالية قدرها مليارا جنيه سوداني لكل فرد، مهددة بقتلهم في حال عدم الدفع، فيما أفاد آخرون بانقطاع التواصل مع عدد من الأسر في مناطق القتال.
كارثة إنسانية في شمال دارفور
تتواصل المأساة الإنسانية في مدينة الفاشر وسط حصار خانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية، في وقت تتعرض فيه المدارس والمستشفيات والملاجئ لهجمات متكررة. وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أن الوضع الإنساني في دارفور بلغ مرحلة حرجة، مع تزايد أعداد القتلى والنازحين ونفاد الإمدادات الطبية والغذائية.
إقرأ المزيد :
رئيس الوزراء السوداني: التاريخ سيحاسب المجتمع الدولي على صمته تجاه حصار الفاشر