أخبار عاجلةاخبار افريقياشمال افريقيامصر

السفير محمد حجازي في حوار مع ” الجزائر الآن “: وحدة مصر والجزائر تشكل ثقلاً عربياً وإقليمياً لا طاقة لأعدائنا به

في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، أكد السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن مصر والجزائر تمثلان معاً محوراً استراتيجياً وقوة عربية لا يستهان بها، مشدداً على أن هناك أطرافاً تسعى لإحداث الوقيعة بين البلدين بسبب ثقل علاقاتهما التاريخية وقدرتهما على التأثير الإقليمي.
وقال حجازي في تصريحات خاصة لصحيفة “الجزائر الآن” إن العلاقات المصرية الجزائرية ضاربة بجذورها في التاريخ، منذ عهد الثورة المصرية وثورة التحرير الجزائرية، مروراً بمحطات النضال العربي المشترك، وصولاً إلى التعاون القائم حالياً في دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

اتصال السيسي وتبون في ذكرى أكتوبر يؤكد عمق العلاقات

وأوضح السفير محمد حجازي أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس عبد المجيد تبون في ذكرى نصر أكتوبر 1973، يعكس عمق العلاقات بين البلدين، ويجدد التأكيد على الدور الجزائري الداعم لمصر في معركتها ضد العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن هذا الاتصال ليس مجرد تهنئة بروتوكولية، بل يحمل رسالة سياسية واضحة مفادها أن العلاقات المصرية الجزائرية ثابتة وراسخة، وأن الجزائر كانت ولا تزال شريكاً أساسياً لمصر في قضايا الأمة.
وأشار إلى أن الانتصار المصري في أكتوبر لم يكن ليتحقق لولا دعم ومساندة الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم الجزائر، التي قدمت دعماً سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً كبيراً خلال حرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة.

العلاقات المصرية الجزائرية جذورها تاريخية وثورية

وأكد السفير حجازي أن علاقات مصر بالجزائر ليست وليدة مرحلة معينة، بل هي امتداد طبيعي لمسار تاريخي طويل بدأ منذ ثورة يوليو 1952، عندما ساندت مصر الثورة الجزائرية بقيادة جبهة التحرير الوطني وقدمت لها الدعم الكامل من سلاح ومال وإعلام وتدريب.
وأوضح أن هذا الموقف المبدئي من مصر كان أحد الأسباب التي دفعت قوى الاستعمار لشن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، في محاولة لمعاقبتها على مواقفها التحررية، لكن مصر الثورة لم تتراجع واستمرت في دعم الجزائر حتى نالت استقلالها عام 1962.
وأضاف أن هذا التاريخ المشترك أسّس لعلاقات ثنائية مميزة تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل، وتواصلت هذه الروابط في مختلف المراحل اللاحقة، حيث ظلت الجزائر مثالاً في نصرة القضايا العربية وداعماً رئيسياً لحركات التحرر في إفريقيا والعالم العربي.

الجزائر تدافع عن فلسطين في المحافل الدولية

وتحدث السفير حجازي بإسهاب عن الدور الجزائري الراهن في دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً أن موقف الجزائر في مجلس الأمن الدولي يمثل صوت العرب والأحرار في مواجهة الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة.
وقال إن الجزائر لعبت دوراً محورياً في التصدي الدبلوماسي للمخططات الإسرائيلية، وكانت مساندة دائمة لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير، مضيفاً أن المعدن الجزائري الأصيل يظهر بوضوح في مثل هذه المواقف المبدئية التي تعكس تاريخ الجزائر وثوابتها القومية.
وأشار إلى أن القمة العربية التي استضافتها الجزائر العام الماضي كانت حدثاً فارقاً أعاد الروح للعمل العربي المشترك، وأسهمت في تحقيق لحمة عربية حقيقية وتوحيد الصف العربي في مواجهة التحديات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

الرد على محاولات التشويه والتفرقة

وحول ما تم تداوله في بعض الأوساط من تسجيلات أو تسريبات قديمة تعود إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قال السفير حجازي إن “مثل هذه المحاولات لا يجب أن تُستخدم لتشويه العلاقات بين القاهرة والجزائر، لأنهما دولتان صنعتهما الثورات التحررية، والتاريخ لا يمكن أن يُختزل في تسجيل أو واقعة مجتزأة من سياقها”.
وأضاف أن الثورة المصرية والثورة الجزائرية كانتا متكاملتين في مسيرتهما نحو التحرر، وأن ما يجمع البلدين أكبر من أي محاولات مغرضة لتشويه الصورة، موضحاً أن البحث في أي سلبيات قديمة لا يجب أن ينسينا الصورة الكاملة لمسار طويل من التعاون والاحترام المتبادل.
وشدد على أن القاهرة والجزائر ظلتا عبر العقود سنداً للأمة العربية، وتعبيراً صادقاً عن الإرادة المشتركة في تحقيق نهضة حقيقية للعالم العربي والإفريقي.

تحذير من المتربصين بالعلاقات العربية

وأكد السفير حجازي أن هناك أطرافاً تتربص بالعلاقات المصرية الجزائرية وتسعى لإحداث فجوة بين البلدين لما لهما من تأثير كبير في محيطهما العربي والإفريقي والمتوسطي.
وقال إن التاريخ أثبت أن اتحاد مصر والجزائر ينتج دائماً مواقف قوية وإنجازات كبرى تصب في مصلحة شعوب المنطقة، موضحاً أن التحدي الحقيقي يكمن في مواجهة محاولات الوقيعة بالحكمة والوعي، والعمل على بناء أجواء إيجابية وداعمة للتعاون العربي.
وأضاف أن العلاقات بين البلدين شهدت أحياناً بعض الاحتكاكات المفهومة بحكم طبيعة الجوار والتفاعلات السياسية، لكنها لم تمس أبداً بجوهر العلاقة التاريخية المتينة بين الشعبين.

الترابط الوجداني بين الشعبين المصري والجزائري

وتوقف السفير حجازي عند البعد الشعبي في العلاقات بين مصر والجزائر، مشيراً إلى أن العلاقة بين الشعبين لا تقل أهمية عن العلاقات السياسية، بل هي أكثر رسوخاً وعمقاً.
وأوضح أن الشعب المصري تابع بإعجاب نضال الشعب الجزائري خلال ثورته ضد الاستعمار الفرنسي، وأن هذا الإعجاب تُرجم إلى دعم فني وثقافي وإعلامي، حيث وثقت السينما المصرية هذا النضال من خلال فيلم “جميلة بوحيرد”، الذي خلّد بطولة المناضلة الجزائرية وألهم أجيالاً من المصريين والعرب.
وأضاف أن جميلة بوحيرد أصبحت رمزاً خالداً في وجدان المصريين، تماماً كما أصبحت الثورة الجزائرية رمزاً للشجاعة والكرامة في الوعي العربي، مؤكداً أن هذا الترابط الشعبي والوجداني ما زال قائماً حتى اليوم، ويشكل أساساً متيناً لاستمرار التعاون والتقارب بين البلدين.

دعوة إلى تحصين العلاقات وتعزيز الوعي العربي

وفي ختام حديثه، شدد السفير محمد حجازي على أن المرحلة الراهنة تتطلب المزيد من الوعي والمكاشفة لحماية العلاقات العربية من محاولات التفريق والتشويه، قائلاً:“إن الخطورة الحقيقية اليوم تكمن في البحث عن الوقيعة بدلًا من بناء أجواء عربية إيجابية نحن في أمسّ الحاجة إليها.”

وأضاف أن “مصر والجزائر معًا تملكان ثقلاً عربياً وإقليمياً لا طاقة لأعدائنا به، ولهذا فإن تحصين هذه العلاقة بالوعي والشفافية ضرورة استراتيجية لضمان استمرار التعاون المشترك.”
وأكد أن مستقبل المنطقة العربية يعتمد على وحدة الصف والتضامن العربي، وأن القاهرة والجزائر قادرتان، بما تمتلكانه من تاريخ وموقع وتأثير، على أن تكونا قاطرة العمل العربي المشترك نحو مستقبل أفضل للأمة كلها.

للإطلاع علي الحوار كاملا عبر الرابط التالي :

https://algeriemaintenant.dz/2025/10/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7/

 

إقرأ المزيد :

سيرجي لافروف: الجزائر قوة اقتصادية صاعدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »