نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي : معالجة آثار العبودية والاستعمار تتطلب مبادرات عملية تعيد للأفارقة كرامتهم

اختتمت السفيرة سلمى مليكة حدادي، نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، زيارة عمل مثمرة إلى بريتوريا بجنوب أفريقيا، في إطار أسبوع الشتات الأفريقي الافتتاحي، الذي حمل شعار “تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كأشكال للعدالة التعويضية”.
وجاءت هذه الزيارة التي امتدت من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري لتجسد التزام الاتحاد الأفريقي العميق بتعزيز التضامن والوحدة بين الشعوب الأفريقية والمنحدرين من أصل أفريقي، وترسيخ قيم العدالة والكرامة المشتركة.
وشهدت زيارة السفيرة حدادي مشاركة سياسية رفيعة المستوى، حيث كانت أنشطتها مزيجًا بين العمل السياسي والدبلوماسي والثقافي، إحياءً لذكرى ضحايا العبودية والاستعمار، وتأكيدًا على التزام الاتحاد الأفريقي بالعدالة التعويضية والذاكرة التاريخية، بما يعزز من حضور القارة على الساحة الدولية كمحور للعدالة والإنصاف.
أسبوع الشتات الأفريقي.. منصة لتعزيز العدالة الاجتماعية والثقافية
وكان أسبوع الشتات الافتتاحي، الذي أطلقته حكومة جنوب أفريقيا واستضافته العاصمة بريتوريا، حدثًا استثنائيًا جمع بين ممثلي الدول الأفريقية وأبناء الشتات الأفريقي في العالم، بهدف إحياء الذاكرة التاريخية وبناء الجسور الثقافية والإنسانية بين أفريقيا وأبنائها المنتشرين في القارات الأخرى.
وسلطت فعاليات الأسبوع الضوء على قضايا العدالة التعويضية، والروحانية، والتعافي الجماعي، وتخليد الذكرى، مؤكدّةً الدور المحوري للاتحاد الأفريقي في قيادة الحوار القاري حول العدالة التاريخية والاقتصادية.
كما أبرزت الأنشطة التزام الاتحاد الأفريقي بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع حكومة جنوب أفريقيا، وتطوير قنوات التواصل مع مجتمع الشتات، في إطار الجهود المستمرة لتحقيق الوحدة الأفريقية الكاملة.
السفيرة سلمى حدادي تدافع عن العدالة التعويضية وتدعو للتمكين الاقتصادي
وتماشيًا مع شعار الاتحاد الأفريقي لعام 2025 “العدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل أفريقي من خلال التعويضات”, ألقت السفيرة سلمى مليكة حدادي كلمة خلال حلقة نقاش رفيعة المستوى تناولت الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، شددت خلالها على ضرورة أن تتجاوز العدالة التعويضية الطابع الرمزي، لتتحول إلى ممارسات وسياسات ملموسة تُترجم إلى تمكين اقتصادي واستعادة للتراث الثقافي الأفريقي.
وأكدت أن معالجة آثار العبودية والاستعمار تتطلب مبادرات عملية تعيد للأفارقة كرامتهم، وتضمن لهم موقعًا متقدمًا في الاقتصاد العالمي المعاصر.
وأضافت السفيرة حدادي ” أن العدالة التعويضية ليست مجرد تصحيح لأخطاء الماضي، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل أكثر إنصافًا ومساواة، يتيح لكل الأفارقة داخل القارة وخارجها المشاركة في التنمية، وإعادة تعريف العلاقة بين أفريقيا والعالم على أسس من الاحترام المتبادل والاعتراف بالمظلومية التاريخية.
تكريم أبطال التحرر الأفريقي في حديقة الحرية
وفي لفتة رمزية تعبّر عن الامتنان والعرفان، قامت السفيرة سلمى حدادي بزيارة إلى موقع ومتحف حديقة الحرية للتراث في بريتوريا، حيث وضعت إكليلًا من الزهور على جدار الأسماء تخليدًا لذكرى مناضلي الحرية الأفارقة الذين ضحوا من أجل كرامة القارة واستقلالها.
وأكد هذا التكريم التزام الاتحاد الأفريقي بالحفاظ على ذاكرة النضال والتحرر، واستلهام قيم التضحية والوحدة من أولئك الذين وهبوا حياتهم لأجل حرية أفريقيا. وأوضحت السفيرة أن هذا الموقع التاريخي يُعد رمزًا للكرامة الجماعية للأفارقة، ومصدر إلهام للأجيال الجديدة لمواصلة مسيرة التحرير والتنمية.
كلمة رئيسية حول تخليد الذكرى والتعافي الجماعي
وفي حفل رسمي مهيب، ألقت نائبة رئيس المفوضية كلمة رئيسية بعنوان “تخليد الذكرى والتعافي ودور مفوضية الاتحاد الأفريقي”، أكدت فيها على ريادة المفوضية في دعم مشاريع الذاكرة والهوية القارية.
وسلطت الضوء على مبادرات الاتحاد مثل النصب التذكاري لحقوق الإنسان للاتحاد الأفريقي والمتحف الكبير لأفريقيا، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين من ركائز النهضة الثقافية الأفريقية، ودعت إلى تعاون دولي عادل ومتوازن يُسهم في تحويل الحزن التاريخي إلى طاقة إيجابية توحّد القارة وتبني مستقبلًا قائمًا على الصمود والكرامة.
وأشارت السفيرة حدادي إلى أن تخليد الذكرى ليس مجرد تذكّر للماضي، بل هو عمل بنّاء لاستعادة الهوية وتعزيز روح الوحدة، داعيةً إلى تعاون بين الأجيال في القارة لضمان استمرار الرسالة التاريخية للحرية والعدالة.
اجتماعات رفيعة المستوى مع حكومة جنوب أفريقيا
وفي ختام الزيارة، عقدت السفيرة سلمى حدادي اجتماعًا مثمرًا مع معالي السيد ألفين بوتس، نائب وزير العلاقات الدولية والتعاون في جمهورية جنوب أفريقيا.
وتناول الاجتماع سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الاتحاد الأفريقي وجنوب أفريقيا، وخاصة في مجالات التكامل القاري، ومجموعة العشرين، والتنمية المستدامة، وتنفيذ أجندة أفريقيا 2063، إلى جانب الجهود المشتركة في إطار الأمم المتحدة.
وأكد الجانبان خلال اللقاء على التزامهما المشترك بتعزيز التنمية الشاملة في أفريقيا، وتعزيز مكانة القارة على الساحة الدولية، والعمل معًا من أجل بناء أفريقيا موحدة، قوية، مزدهرة، ومتصالحة مع تاريخها.
اقرأ المزيد
مصر تدعو لإعادة عضوية مالي وبوركينا فاسو والنيجر بالإتحاد الأفريقي