حاكم دارفور يتهم الدعم السريع بارتكاب مجزرة في المستشفي السعودي في الفاشر
الحكومة السودانية تدعو المجتمع الدولي لتصنيف الميليشيا منظمة إرهابية

اتهم مني أركو مناوي حاكم دارفور ميليشيا الدعم السريع بارتكاب مجزرة في المستشفي السعودي في الفاشر ، وتصفية اكثر من 460 مواطن مريض كانوا في المستشفي ، مؤكدا أن مجلس الأمن الدولي تقع علي عاتقه مسؤولية إلقاء القبض علي قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي ” وشقيقه عبدالرحيم دقلو أينما وجدوا .
من جانبه انتقد وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر، صمت المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي عن الجرائم والانتهاكات البشعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع الإرهابية في دارفور والتي تتواصل في مدينة الفاشر حتى الآن، متهمًا المجتمع الدولي باتباع سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها المليشيا المتمردة .
وأشار الإعيسر في مؤتمر صحفي نظمته وكالة السودان للأنباء ببورتسودان اليوم ، إلى أن ما ارتكبته المليشيا من فظائع خلال الأيام الأخيرة بمدينة الفاشر كفيل بتصنيف المليشيا تنظيما إرهابيا، لافتا إلي أن تصنيف المنظمات الإرهابية لو كان بالأرقام فإن المليشيا تجاوزت كل الأرقام.
وقال الإعيسر ” إن التنظيمات السياسية المتحالفة مع المليشيا المتمردة هي شريك في كل الانتهاكات المرتكبة في دارفور وآخرها في الفاشر ويجب محاسبة هذه القوى .
وناشد الإعيسر الشعوب الحرة بالعالم بالضغط لتصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية لأنها ارتكبت كل صنوف وأنواع الجرائم والانتهاكات التي تؤهلها لذلك , مؤكدا أن موقف الحكومة السودانية ومن خلفها الشعب السوداني ثابت حول الترسيخ لقيام دولة العدالة الخالية من المليشيا الإرهابية، وملتزمة بحماية المدنيين والتنسيق الكامل لتأمين الغذاء لهم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن بالغ قلق المملكة العربية السعودية واستنكارها للانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي جرت خلال الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وشددت السعودية على ضرورة قيام قوات الدعم السريع بواجبها في حماية المدنيين، وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وفق ما ورد في إعلان جدة الالتزام بحماية المدنيين في السودان الموقع بتاريخ 11 مايو 2023م , داعيه إلى العودة للحوار للتوصل بشكل فوري إلى وقف الإطلاق النار، مؤكدةً على أهمية وحدة السودان وأمنه واستقراره، وضرورة الحفاظ على مؤسساته الشرعية، ورفضها للتدخلات الخارجية التي تطيل أمد الصراع، وتزيد معاناة شعب السودان الشقيق.
من جانبها أكدت مؤسسة أمريكية بحثية مرموقة أن مليشيا الدعم السريع ومنذ دخولها الفاشر ارتكبت مجازر وتقتيل جماعي يقع في خانة التطهير العرقي، فيما أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية بالكونجرس الأمريكي انه آن الوقت لتسمية وتصنيف مليشيا الدعم السريع “منظمة ارهابية” وان وجودها يؤثر على الامن القومي الامريكي.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جيم ريش، جمهوري عن ولاية أيداهو في تغريدة مساء اليوم الثلاثاء “لم تكن الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر بدارفور صدفة، بل كانت خطة قوات الدعم السريع منذ البداية.” واضاف ميليشيا الدعم السريع شنت أعمال إرهاب وارتكبت فظائع لا تُوصف، من بينها إبادة جماعية، ضد الشعب السوداني.
وقال : “يجب أن تُسمّى ميليشيا الدعم السريع بصفتها الحقيقة : منظمة إرهابية أجنبية، وأن تُصنّف رسميًا على هذا النحو. أمريكا ليست أكثر أمانًا أو أمنًا أوازدهارًا مع ذبح قوات الدعم السريع للآلاف.”
ووفقا لوكالة الأنباء السودانية أشار مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة، بجامعة ييل الامريكية إلى أن شواهد مادية ونتائج بحث استقصائي اكدت ثبوت أدلةً تُشير إلى ارتكاب مليشيا قوات الدعم السريع عمليات قتل جماعي بعد سيطرتها على الفاشر، شمال دارفور، وذلك وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية التي جُمعت يوم، 27 أكتوبر 2025
وأكد الوصول لهذه الادلة بعد استيلاء الملبشيا علي المدينة والتي تثبت ارتكاب قوات الدعم السريع عمليات قتل جماعي، وفقا لتفرير نشرته الجامعة في موقعها الرسمي.
وقال التقرير :”لاحظ مختبر البحوث الإنسانية في كلية ييل انتشار مركبات قوات الدعم السريع في تشكيلات تكتيكية تتوافق مع عمليات التطهير من منزل إلى منزل في حي الدرجة الأولى؛ وقد تأكد لجوء المدنيين إلى حي الدرجة الأولى حتى الأسبوع الماضي. تشمل هذه الأنشطة إغلاق الشوارع الجانبية بالمركبات ووجود مركبات مُجهزة بمدافع. يُظهر تحليل الصور أجسامًا تُطابق حجم جثث بشرية على الأرض بالقرب من مركبات قوات الدعم السريع، بما في ذلك خمس حالات على الأقل من تغير لون الأرض إلى الأحمر.”
واشار تقرير مختبر البحوث إلي أنه تُجرى عمليات التطهير من منزل إلى منزل على بُعد حوالي 250 مترًا من مسجد الصافية – الذي هاجمته قوات الدعم السريع في غارة بطائرة مُسيّرة في 19 سبتمبر 2025، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 78 شخصًا – وإلى الشمال الغربي قليلاً من المستشفى السعودي.”
وقال التقرير ” ان فريق ييل لحقوق الإنسان انهم رصدوا عقب هجوم المليشيا علي المدينة أجسامًا تُطابق حجم الجثث بالقرب من الجدران الساتر الترابي المحيطة بالفاشر؛ وتتوافق هذه الملاحظات مع تقارير عن عمليات إعدام بالقرب من الساتر الترابي وقتل أشخاص حاولوا الفرار من المدينة عبره،
و اضاف “تتوافق هذه الأجسام مع نطاق حجم جثث بشرية بالغة، وهي غير موجودة في الصور السابقة. “
واضاف ان فريق ييل لحقوق الإنسان رصد تقارير موثوقة متعددة عن عمليات قتل جماعي في الفاشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة و ان هناك تقارير متعددة عن وفاة مدنيين أثناء فرارهم من الفاشر، بما في ذلك بسبب جروح أصيبوا بها على يد ميليشيا الدعم السريع.
واورد المعمل صورا للاقمار الاصطناعية و الحرارية و قام بمطابقتها بصور لذات الموقع قبل ذلك للتاكيد بان محاولة المدنيين الفرار الي معسكرات النازحين انتهت بهم إلى الاغتيال على ايدي المليشيا التي تحيط بكافة ارجاء المدينة.
إقرأ المزيد :




