القاهرة تؤكد تمسكها بوحدة السودان ورفضها أي دعوات للتقسيم
مصر تكثف جهودها الدبلوماسية لمنع تفكك السودان وسط تصاعد الأزمة الإنسانية والقتال في دارفور.
أكدت القاهرة مضيها في جهودها الرامية إلى دعم السلام والاستقرار في السودان، في ضوء تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية بمدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور غربي البلاد.
جاء ذلك خلال محادثات عقدها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في القاهرة مع نظيره السوداني محيي الدين سالم، حيث استعرض الوزيران آخر التطورات في السودان، خاصة ما تشهده الفاشر من تدهور إنساني وأمني.
عبد العاطي: استقرار السودان ركيزة لاستقرار المنطقة
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، تميم خلاف، إن الوزير عبد العاطي شدد على دعم مصر الكامل للشعب السوداني، والتزامها بمواصلة دورها في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار وفرض هدنة إنسانية شاملة، تسهّل عبور المساعدات وتخفف معاناة المدنيين. كما أكد التزام القاهرة بمبدأ وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته، معتبراً أن استقرار السودان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة بأكملها.
يأتي هذا الموقف المصري بعد إعلان “قوات الدعم السريع” سيطرتها على مقر الفرقة السادسة في الفاشر عقب معارك عنيفة، بينما أوضح رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن قيادة الجيش غادرت المدينة نتيجة عمليات تدمير وقتل ممنهج للمدنيين.
مصر والسودان: تعاون مشترك لمواجهة التحديات الداخلية والإقليمية.
وفي سياق متصل، اعتبر السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الوزير السوداني إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، نظراً إلى تصاعد حدة المواجهات واحتمالات تفكك الدولة، مؤكداً أهمية التنسيق الوثيق بين البلدين. وأوضح أن اللقاء تطرق إلى نتائج محادثات الوزير السوداني الأخيرة في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن القاهرة والخرطوم تتعاونان في ملفات إقليمية مشتركة، من أبرزها ملف سد النهضة.
وأضاف العرابي أن التنسيق بين مصر والسودان يجري أيضاً ضمن إطار “الرباعية” التي تضم السعودية والإمارات والولايات المتحدة، سعياً للوصول إلى هدنة إنسانية قريبة، في وقت تعتزم فيه القاهرة جمع القوى المدنية السودانية حول طاولة واحدة لإطلاق عملية سياسية شاملة.
