إياتا: سفر المستقبل يبدأ من شاشة الهاتف… واستطلاع جديد لعام 2025 المسافرون يرغبون في أن تصبح الرحلة بالكامل رقمية دون الحاجة لأي وثائق ورقية أو بطاقات بلاستيكية

كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) في نتائج استطلاع المسافرين العالمي لعام 2025، الذي شارك فيه أكثر من عشرة آلاف مسافر من أكثر من مئتي دولة، وصدر اليوم عن تحوّل جذري في الطريقة التي يريد العالم أن يسافر بها. وعلى رأس هذا التحول تأتي الهوية الرقمية والقياسات الحيوية والاعتماد الشامل على الهواتف الذكية عبر جميع مراحل الرحلة الجوية، بدءًا من الحجز وحتى استلام الأمتعة.
ويعكس هذا التحول رغبة واضحة لدى المسافرين في أن تسير تجربة السفر الجوي بنفس سرعة وانسيابية حياتهم الرقمية اليومية، مع رسالة أساسية: المسافرون يحبون الحلول الرقمية ويريدون المزيد — بشرط ضمان أمن البيانات وبناء الثقة الرقمية.
وأكد نيك كارين، نائب الرئيس الأول للعمليات والسلامة والأمن في IATA، أن الأمن السيبراني لم يعد خيارًا، بل هو العمود الفقري للتحول الرقمي في صناعة الطيران، مشيرًا إلى أن مستقبل السفر هو مزيج من الهوية الرقمية، والمدفوعات الذكية، والخدمات الذاتية.
يشير التقرير إلى أن الهاتف المحمول أصبح المحور الرئيسي لرحلة المسافر. فقد تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية بشكل غير مسبوق لإدارة جميع تفاصيل السفر، مثل الحجز والدفع وإدارة برامج الولاء وتسجيل الوصول والإجراءات الأمنية واستلام الأمتعة.
وبات أكثر من نصف المسافرين يفضلون التعامل مباشرة مع شركات الطيران عبر التطبيقات والمواقع الرسمية، بينما يواصل الحجز عبر الإنترنت هيمنته، مع تحوّل تدريجي من المواقع الإلكترونية إلى التطبيقات، خصوصًا بين المسافرين الشباب الذين يقودون هذا الاتجاه بثقة كبيرة.
كما يؤكد التقرير صعود المحافظ الرقمية كوسيلة دفع مفضّلة، مع تراجع الاعتماد التقليدي على بطاقات الائتمان. ويُظهر المسافرون رغبة في دمج جواز السفر الرقمي والمحفظة وتذاكر السفر داخل الهاتف نفسه، بحيث تصبح إدارة الرحلة بالكامل رقمية وموحدة، من دون الحاجة لأي وثائق ورقية أو بطاقات بلاستيكية.
ولم يتوقف التحول الرقمي عند الحجز والدفع، بل امتد ليشمل بطاقات الحقائب الإلكترونية التي يزداد استخدامها، حيث يمكن للمسافر إنشاء بطاقة الأمتعة من هاتفه مباشرة قبل الوصول إلى المطار.
القياسات الحيوية… نحو السفر بدون جواز ولا بطاقة صعود
يشير الاستطلاع إلى توسّع غير مسبوق في اعتماد البيانات البيومترية مثل التعرف على الوجه وبصمة العين. فقد استخدم نصف المسافرين التقنيات الحيوية في مرحلة واحدة على الأقل أثناء رحلتهم، مع مستويات رضا قياسية تجاوزت 85%.
ويرحب نحو ثلاثة أرباع المسافرين بفكرة مشاركة بياناتهم البيومترية لتسهيل المرور عبر نقاط الأمن والهجرة والصعود إلى الطائرة دون الحاجة لإظهار وثائق السفر، بشرط ضمان الخصوصية. بل إن نسبة كبيرة ممن يرفضون ذلك حاليًا قالوا إنهم قد يعيدون التفكير إذا تم تعزيز الثقة وتأمين البيانات الشخصية بشكل أعلى.
ويشير التقرير إلى أن تحقيق تجربة سفر رقمية بالكامل يتطلب خطوات حكومية موازية، على رأسها إصدار جوازات سفر رقمية معترف بها دوليًا، وهو ما سيمهد لعصر جديد من السفر الخالي من الطوابير والتعقيدات الحدودية.
سلّط التقرير الضوء على اختلافات إقليمية لافتة في سلوك المسافرين حول العالم، ففي أفريقيا، لا يزال التفاعل البشري مهمًا عند الحجز، رغم ارتفاع الرضا العام. وتظلّ عوائق التأشيرات والهجرة أكبر تحدٍ لنمو السفر بالقارة.
وفي آسيا والمحيط الهادئ، يقود المسافرون التحول الرقمي عالميًا، فهم الأكثر حجزًا عبر التطبيقات والأسرع اعتمادًا على المدفوعات الرقمية، رغم كونهم الأقل رضا عن منظومات القياسات الحيوية الحالية — ما يعكس رفعهم لسقف التوقعات التقنية.
أما أوروبا، فتبقى الأكثر حذرًا وتحفظًا، حيث يفضل المسافرون الأساليب التقليدية للدفع والحجز، ويترددون في تبني الهوية الرقمية والبيومترية، برغم رضا جيد عن تجربة السفر العامة.
وفي أمريكا الشمالية، يهيمن عامل الراحة في اختيار الرحلات، لكن مخاوف الخصوصية الرقمية قوية، ما يجعل مستوى الرضا العام أقل مقارنة بباقي المناطق.
أما أمريكا اللاتينية والكاريبي، فتُظهر تفضيلًا للتفاعل الإنساني عند الحجز ومستوى جاهزية كبيرًا لتبني التكنولوجيا الجديدة بمجرد توفرها.
ويبرز الشرق الأوسط كمنطقة تجمع بين ولاء قوي لشركات الطيران والمطارات وحماس كبير للحلول الرقمية والمحافظ الذكية، مع مستويات رضا من بين الأعلى عالميًا.
بين الرجال والنساء… وبين الأجيال أيضًا

يوضح التقرير أن الرجال أكثر حماسًا لاستخدام التطبيقات والسفر بدون وثائق، في حين تُظهر النساء حذرًا أكبر وتركيزًا أعلى على السمعة والخبرة السابقة لشركة الطيران. كما أن الجيل الأصغر (أقل من 26 عامًا) هو الأكثر نضجًا رقميًا والأكثر تطلبًا، فهو يتطلع لرحلة بلا أوراق وبلا طوابير، لكنه أيضًا الأقل رضا عن تجربة السفر الحالية — لأنه يتوقع الأفضل دائمًا، تؤكد نتائج استطلاع IATA أن السفر العالمي يدخل مرحلة جديدة عنوانها: “الهاتف بديل الجواز… والوجه بطاقة الصعود… والمطار بلا طوابير” ومع كل هذا التقدم، تبقى ثقة المسافرين في حماية بياناتهم هي العامل الحاسم في تسريع هذا التحول العالمي نحو السفر الذكي.
إقرا ايضًا :-
الإياتا: خط كيب تاون – جوهانسبرج الأكثر ازدحامًا في إفريقيا بـ 3.3 مليون مسافر
(إياتا) الخطوط الكينية أول شركة تستخدم نظام Light الجديد (I-ASC)
(إياتا): نمو عدد الركاب يصل إلى 5٪ في مايو
“إياتا ترفض تدخل البرلمان الأوروبي في سياسات الأمتعة الجوية
“إياتا” شركات الطيران الأفريقية تحقق زيادة في الطلب بنسبة 20.7% على أساس سنوي




