أخبار عاجلةاخبار افريقيا

الكاميرون: بول بيا يؤدي اليمين الدستورية لولاية ثامنة رئيسًا للبلاد حتي بلوغه سن الـ 100 عام

في الكاميرون وفي مشهد يعكس التناقض العميق بين الشرعية الدستورية والاستمرارية السياسية في أفريقيا، أدى الرئيس الكاميروني بول بيا، البالغ من العمر 93 عامًا، اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثامنة تمتد لسبع سنوات،وتمتد لبلوغه عامه المائة بعد إعلان فوزه في انتخابات أكتوبر الماضي التي شابها الكثير من الجدل والاتهامات بالتزوير.

ففي قاعة البرلمان بالعاصمة ياوندي، وبين إجراءات أمنية مشددة وانتشار عسكري كثيف، تعهد الرئيس بيا – الذي يُعد ثاني أقدم زعيم حكمًا في القارة بعد تيودورو أوبيانغ في غينيا الاستوائية – بمواصلة العمل من أجل “كاميرون موحدة ومستقرة ومزدهرة” لكن الشارع الكاميروني بدا أقل احتفاءً وأكثر تشككًا.

المفكر السوداني الدكتور حيدر إبراهيم يطلق مقترح الميثاق القومي للسلام والتنمية

تقول بريسيلا أييمبوه، وهي خياطة في ياوندي: “لقد سئمنا من وعود لا تتحقق. لا طرق، لا وظائف، ولا أمل في التغيير.”
أما نجوى بيتران مبوهشوكه، الطالبة في إحدى المدارس الثانوية، فترى أن السنوات السبع المقبلة “إما أن تشهد إصلاحًا سياسيًا حقيقيًا أو انهيارًا أعمق للثقة بين الدولة والمجتمع”.

ويرى المحلل السياسي منجا فيتاليس فاجا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بويا، أن تنصيب بيا يجري في “مناخ سياسي متوتر لكنه مضبوط أمنيًا”، مشيرًا إلى أن البلاد “تعيش انقسامًا حادًا بين نخبة متمسكة بالسلطة وشعب تتزايد خيبته”. وأضاف أن التحديات المقبلة تشمل “تجديد الطبقة السياسية، ومعالجة النزاع في المناطق الناطقة بالإنجليزية، واستعادة الثقة في مؤسسات الدولة”.

السفير السوداني بالقاهرة : مصر حريصه علي وحدة السودان

وأعلنت المحكمة العليا في 27 أكتوبر فوز بيا بنسبة 53.66% من الأصوات، مقابل 35.19% لمنافسه الأبرز عيسى تشيروما باكاري، الوزير السابق وحليف النظام سابقًا، لكن نتائج الانتخابات فجّرت احتجاجات في عدة مناطق، تخللتها أعمال عنف وسقوط قتلى، وسط اتهامات المعارضة بحدوث “تلاعب شامل” في الأصوات.

وكتب تشيروما على منصاته الرقمية عشية التنصيب: لقد سُرقت إرادة الشعب الكاميروني في وضح النهار، وما جرى ليس انتخابًا، بل انقلاب دستوري سافر.”

ومنذ توليه السلطة عام 1982 خلفًا للرئيس الأول أحمدو أهيدجو، رسّخ بول بيا نظامًا سياسيًا شديد المركزية، مدعومًا بتحالفات حزبية وأمنية متشابكة. وقد ألغى تعديلٌ دستوري عام 2008 القيود على عدد الولايات الرئاسية، فاتحًا الطريق أمام بقائه في الحكم لأكثر من أربعة عقود.

قبل إغلاق التسجيل في المبادرة غدا .. تصريح هام من رئيسة لجنة العودة الطوعية 

لكن مع طول البقاء، تآكلت شرعية النظام داخليًا. فالمعارك الانفصالية في الغرب الناطق بالإنجليزية، والاضطرابات في الشمال، إلى جانب الركود الاقتصادي والفساد المتفشي، كلها عوامل جعلت الكاميرون تعيش حالة من الجمود السياسي الممزوج بالإرهاق الشعبي.

اليوم، أكثر من 70% من سكان الكاميرون – البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة – لم يعرفوا رئيسًا غير بول بيا. وإذا أكمل ولايته الحالية حتى عام 2032، فسيغادر المنصب وقد بلغ قرنًا من العمر تقريبًا.

رئيس رابطة العالم الإسلامي يصل السودان   

وهكذا تبقى الكاميرون أمام معادلة صعبة: زعيم عجوز يمتلك خبرة التاريخ، وشعب شاب يطمح لمستقبل مختلف.
وبين هذين القطبين، يتشكل المشهد الكاميروني الجديد – مزيج من الاستمرارية المرهقة والتغيير المؤجل.

إقرأ المزيد:-

 «منافسة كلاسيكو».. برشلونة وريال مدريد يتصارعان على الأسد الكاميروني إيتا إيونج موهبة ليفانتي

 الكاميرون تشتعل عقب اعلان فوز بول بيا بالولاية رقم 8 والغضب الشعبي يجتاح الشوارع

الكاميرون تعيش ازمة سياسية بين صناديق الاقتراع ودوامة الطعون السياسية

الكاميرون: 8 مليون ناخب يختارون رئيسهم اليوم وبول بيا العجوز الذي لا يترجّل يطرق أبواب الولاية الثامنة في البلاد

 الكاميرون تشتعل عقب اعلان فوز بول بيا بالولاية رقم 8 والغضب الشعبي يجتاح الشوارع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »