انتخابات إسنا.. من يفوز بالمقعد الذهبي؟ 18 ألف صوت لضمان الإعادة بشرط ألا تزيد نسبة المشاركة عن 35%
لا وجود للتحالفات والمفاجأت محتملة وتوقعات بمشاركة تفوق 130 ألف ناخب"

تشهد دائرة إسنا جنوب محافظة الأقصر واحدة من أكثر المنافسات الانتخابية سخونة في صعيد مصر، حيث يتنافس ٢٤ مرشحًا على مقعد واحد فقط في مجلس النواب، وسط حالة من التعبئة الشعبية والانقسام العائلي التي أعادت للأذهان مشاهد الانتخابات القديمة، حين كانت الدواوين ميدانًا للوعود والتحالفات والنقاشات الساخنة.
يبلغ عدد الناخبين في الدائرة ٣٠٣ آلاف و٥٢٥ ناخبًا وناخبة موزعين على 63 لجنة فرعية، ما يجعلها واحدة من أكبر دوائر الجنوب من حيث الكثافة التصويتية وعدد القرى الممتدة على ضفاف النيل.
دراسة تحليلية حول المشهد الانتخابي في دائرة إسنا – جنوب الأقصر
المعطيات العامة للدائرة: عدد اللجان الفرعية: ٦٣ لجنة – عدد الناخبين المقيدين: ٣٠٣,٥٢٥ ناخبًا وناخبة- عدد المترشحين: ٢٤ مترشحًا على مقعد فردي واحد، وطبيعة المنافسة: عائلية قبلية الطابع مع مؤشرات على حراك سياسي متصاعد
تصنيف القوة الانتخابية:
٤ مرشحين أقوياء جدًا- ٦ مرشحين متوسطي القوة – ١٤ مرشحًا ضعيفي الحظوظ
أولًا: التحليل العددي وفق نسب المشاركة الجديدة
السيناريو الأول:
لو جاءت نسبة مشاركة بنحو ٣٥٪ تقريبًا فإن عدد الأصوات الصحيحة التقريبي = ٣٥٪ × ٣٠٣,٥٢٥ = ١٠٦,٢٣٤ صوتًا تقريبًا
في هذا السيناريو، تعود الأوضاع لتقترب من دورة ٢٠٢٠، حين كانت المشاركة محدودة ومحصورة داخل العائلات الكبرى.
المترشح الأول يحتاج بين ١٨,٠٠٠ إلى ٢٠,٠٠٠ صوت لدخول الجولة الثانية جولة الإعادة .
أما المترشح الثاني فسيحتاج بين ١٥,٠٠٠ إلى ١٧,٠٠٠ صوت لدخول الجولة الثانية جولة الإعادة،
مع الوضع في الاعتبار أن نسبة المشاركة المنخفضة تعني أن الكتلة العائلية وحدها هي صاحبة القرار، وأن الأصوات “الحرة” أو المستقلة سيكون تأثيرها ضعيفًا جدًا.
السيناريو الثاني: لو وصلت نسبة المشاركة التصويتية الي ٤٥٪
فعدد الأصوات الصحيحة التقريبي سيكون = ٤٥٪ × ٣٠٣,٥٢٥ = ١٣٦,٥٨٦ صوتًا تقريبًا، في هذا المستوى، تخرج المنافسة قليلًا من الإطار العائلي الضيق، وتبدأ التحالفات بين القرى الصغيرة والعائلات الوسطى في الظهور.
وهنا سيحتاج المترشح الأول ما بين ٢٢,٠٠٠ إلى ٢٤,٠٠٠ صوت
والمترشح الثاني يحتاج بين ١٩,٠٠٠ إلى ٢١,٠٠٠ صوت،
وهذه النسبة تمثل نقطة التوازن الانتخابي في إسنا، حيث تبدأ الحملات الخدمية والبرامج المحلية في التأثير، خاصة بين الشباب وسكان المدينة إضافة الي القبلية والعصبية والمال السياسي وتصفية الحسابات بين المترشحين.
السيناريو الثالث: نسبة مشاركة ٥٠٪
عدد الأصوات الصحيحة التقريبي = ٥٠٪ × ٣٠٣,٥٢٥ = ١٥١,٧٦٢ صوتًا تقريبًا
وهذا السيناريو الأقرب إلى المشهد الحالي وفق المؤشرات الميدانية.
المترشح الأول يحتاج بين ٢٥,٠٠٠ إلى ٢٧,٠٠٠ صوت
المترشح الثاني يحتاج بين ٢١,٠٠٠ إلى ٢٤,٠٠٠ صوت
مع العلم أن المشاركة المتوسطة تتيح للعائلات الكبرى المحافظة على هيمنتها، لكنها تفتح أيضًا الباب أمام “مرشحي الخدمات” والوجوه الجديدة لكسب مساحات في المناطق الحضرية داخل المدينة.
ثانيًا: التحليل النوعي للخريطة الانتخابية
- العائلات والقري الكبرى (مثل عائلات المطاعنة وبخاصة أصفون، والكيمان، النمسا، الدير، والبندر، وجزيرة راجح،): ما زالت الكتلة الصلبة المؤثرة، تمثل نحو ٧٠٪ من الأصوات المنظمة.
- العائلات المتوسطة والصغيرة: تميل للتحالفات المؤقتة، وغالبًا ما تحسم الجولة الثانية.
- المرشحون الشباب: يعتمدون على التواصل الاجتماعي والتعبئة الرقمية، ما يجعل حضورهم أكثر في المدينة وأطرافها.
- المال الانتخابي: يلعب دورًا محدودًا لكنه ملموس في القرى الأبعد عن مركز المدينة.
ثالثًا: السيناريو المرجّح لعام ٢٠٢٥
نسبة المشاركة الأقرب: ٤٥ إلى ٥٠٪
عتبة دخول الإعادة: من ٢٣ إلى ٢٧ ألف صوت
جولة الإعادة: شبه مؤكدة بين اثنين من المرشحين الأربعة الكبار
الفارق المتوقع بين الأول والثاني: ٣ إلى ٥ آلاف صوت فقط
التحليل الختامي: قراءة في ملامح المعركة الانتخابية
دائرة إسنا تدخل سباق ٢٠٢٥ بمعادلة معقدة: تراث انتخابي قبلي قديم لا يزال مؤثرًا، حراك شعبي جديد مدفوع بوسائل التواصل الاجتماعي، وعي متزايد لدى الشباب جعل بعض المرشحين التقليديين يعيدون حساباتهم.
المشهد أقرب إلى معركة توازن بين القديم والجديد، ومقعد إسنا سيُحسم على موائد التحالفات العائلية وليس في الحملات الدعائية فقط.
العائلات.. الكلمة التي لا تسقط بالتقادم
رغم تمدد تأثير الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن العائلات الكبرى ما زالت تمثل العصب الحقيقي في انتخابات إسنا، ففي قرى مثل أصفون، الدير، البندر، النمسا، تظل كلمة العائلة العامل الحاسم في اتجاهات التصويت، بينما تلعب التحالفات المرحلية بين العائلات الصغيرة والمتوسطة دورًا في ترجيح الكفة هنا وهناك.
في هذه الدورة برزت وجوه شابة تسعى لكسر النمط التقليدي، لكنها ما زالت تصطدم بواقع انتخابي تحكمه العِشرة، والوجاهة الاجتماعية، والقدرة على حشد القطيع والمال السياسي يوم التصويت.
يتفق المراقبون على أن انتخابات إسنا هذا العام هي الأعقد منذ عقدين، بسبب ارتفاع عدد المرشحين وتداخل الانتماءات العائلية وتشابك الولاءات بين القرى.
ويتوقع أن تشهد اللجان إقبالًا كثيفًا في اليوم الانتخابي الأول، مع احتمالية تسجيل نسب تصويت هي الأعلى بين دوائر محافظة الأقصر.
خلاصة المشهد
إسنا اليوم ليست مجرد دائرة انتخابية، بل صورة مصغرة من المشهد السياسي في الصعيد:
ولاءات تقليدية تتقاطع مع طموحات جديدة، وشباب يحاولون كسر السقف القديم، وعائلات تحاول الحفاظ على مكانتها في المعادلة السياسية.
أما المقعد الوحيد، فسيذهب لمن يفهم لغة الدواوين، ويحسن إدارة التحالفات، ويجيد قراءة المزاج الشعبي بدقة؛ لأن السياسة في إسنا لا تُحسم بالشعارات، بل بالكلمة المسموعة والبيت العامر بالناس.





