أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

أرض الصومال تشدد السيطرة على حدودها وتعلن عدم الاعتراف بتأشيرات الحكومة الصومالية

 

أعلنت سلطات أرض الصومال أن تأشيرات وتصاريح السفر الصادرة عن الحكومة الفيدرالية الصومالية “غير صالحة” لدخول إقليمها، في خطوة تؤكد فيها على سيادتها بحكم الأمر الواقع وتثير تحديات عملية أمام المسافرين والخطوط الجوية على حد سواء.

وأصدرت هيئة الهجرة ومراقبة الحدود في أرض الصومال هذا التوجيه الرسمي يوم الأحد 9 نوفمبر 2025، مشيرة إلى أن القرار ساري المفعول فورًا وأنه يجب على الأجانب الراغبين في زيارة أرض الصومال الآن الحصول على تأشيرة عبر إحدى القنوات التالية: التأشيرة عند الوصول: في مطاري هارجيسا Egale International Airport أو بربرة Berbera International Airport. أو التقدم بطلب عبر البعثات الدبلوماسية لأرض الصومال في دول مثل كينيا، إثيوبيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، تركيا، وجيبوتي .

وفي خطوة متزامنة، أكد الرئيس عبد الرحمن محمد عبد الله (إيرو) على سيادة أرض الصومال على مجالها الجوي، مشيرًا إلى أن حماية السماء “مسألة كرامة وطنية” وألزم جميع الطائرات بالحصول على تصريح من سلطات أرض الصومال للتحليق في مجالها الجوي .

وأعلنت أرض الصومال استقلالها عن الصومال في عام 1991، وعلى الرغم من عملها كدولة مستقلة بحكم الأمر الواقع لأكثر من ثلاثة عقون، لم تحظ بأي اعتراف دبلوماسي من المجتمع الدولي .

ويُعد هذا القرار جزءًا من صراع أوسع على الهوية والموارد بين هارجيسا ومقديشو، فالحكومة الفيدرالية الصومالية لا تزال تعتبر أرض الصومال جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، بينما تواصل أرض الصومال السعي لإضفاء الشرعية على مؤسساتها الدولة ،هذا ليس أول موقف من هذا النوع؛ فقد عارضت أرض الصومال في السابق اتفاقيات دولية أبرمتها مقديشو، كما حدث مع اتفاقية تطوير ميناء بربرة مع موانئ دبي العالمية عام 2016 .

ويمثل تحصيل رسوم التأشيرات مصدر دخل مهم لأي كيان، قرار أرض الصومال هذا يحافظ على تدفق إيرادات التأشيرات مباشرة إلى خزينتها بدلاً من الحكومة الفيدرالية في مقديشو، يأتي قرار أرض الصومال ردا مباشرا على قيام الحكومة الصومالية مؤخرًا بتوسيع نطاق نظام التأشيرة الإلكترونية (e-TA)، في إطار إصلاحات مالية مدعومة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تهدف إلى زيادة إيرادات الحكومة المركزية من خلال digitalizing الخدمات الحكومية، بما في ذلك التأشيرات .

وتضع هذه الإجراءات الخطوط الجوية في موقف صعب، حيث قد تضطر للاختيار بين الامتثال لقواعد مقديشو أو هارجيسا، مما قد يؤدي إلى تعطيل الرحلات الجوية، وسيحتاج المسافرون إلى أرض الصومال الآن إلى التأكد من حيازتهم للتأشيرة الصحيحة، حيث أن التأشيرة الإلكترونية الصومالية لن تمكنهم من دخول الإقليم .

ويمكن النظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة من أرض الصومال لتقوية موقفها التفاوضي المستقبلي مع إثيوبيا والدول الأخرى، خاصة في أعقاب مذكرة التفاهم المثيرة للجدل الموقعة مع إثيوبيا في أوائل 2024، والتي تناولت قضايا الوصول إلى البحر والاعتراف المحتمل .

يُمثل القرار الأخير لأرض الصومال تأكيدًا صارخًا على إدارتها المستقلة وتحديًا مباشرًا لسلطة الحكومة الصومالية المركزية. إنه يذكر جميع الأطراف بأن مسألة السيادة في منطقة القرن الأفريقي لا تزال قضية حية ومعقدة، ذات جذور تاريخية عميقة وتداعيات اقتصادية وسياسية مباشرة. بينما تستمر أرض الصومال في بناء مؤسساتها وتشديد قبضتها على حدودها، يبقى المستقبل السياسي للإقليم أحد أكثر الملفات تعقيدًا في المشهد الأفريقي.

اقرأ كذلك:-

“موانئ دبي العالمية” تفتتح خطاً ملاحياً جديداً يربط ميناءي جبل علي وبربره بأرض الصومال 

“موانئ دبي العالمية” تفتتح خطاً ملاحياً جديداً يربط ميناءي جبل علي وبربره بأرض الصومال 

الصومال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »