أخبار عاجلةاخبار افريقياسياحة وطيرانغرب افريقيا

أبلا جوماشي وزيرة السياحة في غانا في حوار ل ” أفرو نيوز 24″ : العلاقات بين مصر وغانا تاريخية 

»» صداقة قوية كانت تربط نكروما وجمال عبد الناصر .. ورئيسنا الأسبق تزوج من مصرية 

»» أدعو المصريين لزيارة بلادنا فيجب عليهم أن يكونوا مهتمين برؤية ما يفعله “أصهارهم”

»» عندما يتم الحديث عن مصر تذكر الأهرامات وكذلك عند الحديث عن غانا يذكر التاريخ والثقافة والزعامات التقليدية وحركة عموم إفريقيا 

»» المتحف المصري الكبير مشروع استراتيجي وكان مشهد الافتتاح مهيبا 

 

أكدت أبلا جوماشي، وزيرة السياحة والثقافة في غانا علي قوة وتاريخية العلاقات التي تربط مصر وغانا ، مشيره إلي الصداقة القوية التي كانت تربط بين الزعيمين جمال عبد الناصر وكوامي نكروما .

وقالت وزيرة السياحة والثقافة بغانا في حوار مع ” أفرو نيوز 24″ علي هامش اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة: إن الرئيس نكروما تزوج من مصرية وأنجب منها 3 أبناء ، معتبره أن هذا سببا كافيا للمصريين لزيارة غانا .

وأوضحت الوزيرة أبلا جوماشي أن غانا زارها 1.3 سائح في عام 2024 ، مشيره إلي أن بلادها تعد مركزا لحركة عموم أفريقيا ، حيث يعتبرها المواطنون من أصول أفريقية حول العالم أن غانا تعتبر أصل العرق الأفريقي.

وفيما يلي نص الحوار : 

»» في البداية نود أن نعرف ما هي طبيعة السياحة في غانا؟ وكم عدد السائحين الذين يزورون بلدكم سنوياً ؟

 

– أولاً أشكرك على هذه الفرصة للحديث معكم ، فنحن في غانا نعتمد علي السياحة في الثقافة والتراث ، أنا متأكدة من أنه عندما يتم الحديث عن السياحة في مصر، الجميع يتحدث عن الأهرامات ، كذلك عندما يتم الحديث عن السياحة في غانا، نتحدث عن التاريخ، وعن نظام الزعامات التقليدية (Chieftaincy)، كما أن غانا من المعروف عنها أنها تعد مركزاً لحركة عموم أفريقيا (Pan-Africanism).

كما أن إرث الاستعمار يقدم لنا أيضاً مواقع سياحية ، وبالطبع لدينا السياحة البيئية، نحن من جانبنا نروّج لكل ذلك ، لكن بالتأكيد مصدر قوتنا الحقيقية دائمًا في الثقافة والإبداع.

وردا علي سؤالك بخصوص عدد السائحين الذين يزورون غانا سنويا ، ففي عام 2024، بلغ عدد الوافدين حوالي 1.3 مليون زائر. وبحسب ترتيب الدول من حيث عدد القادمين إلى غانا، تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى، ثم نيجيريا، فالمملكة المتحدة، ونحن نأمل أن تصبح مصر الرابعة بعد هذا الحديث معكم .

كلي آمل أن تصبح مصر هي الدولة الرابعة التي ترسل مواطنيها إلينا ، والسبب بسيط فالجميع يعلم أن العلاقات بين مصر وغانا تاريخية ومتميزة في جميع المجالات ، وأذكر هنا الصداقة القوية التي كانت تربط بين الرئيس كوامي نكروما و الرئيس جمال عبد الناصر كانا صديقين ، كما أن الرئيس نكروما تزوج من سيدة مصرية وأنجب منها ثلاثة أطفال ، وأعتقد أن كل هذا سبب كافٍ لكم كمصريين لزيارة بلدنا ، فيجب عليكم أن تكونوا مهتمين برؤية ما يفعله “أصهاركم” وكيف نتدبر أمورنا في هذا الجزء من العالم ،كما أننا مهتمون في غانا برؤية ما تفعلونه أنتم في مصر.

ومنذ أسبوع فقط، حظيت بشرف مرافقة رئيس جمهورية غانا جون دراماني ماهاما في افتتاح المتحف المصري الكبير، لقد كان مشهداً مهيباً.. وآمل أن يتم تبادل هذا الاهتمام بالمثل.

»» وكيف رأيت افتتاح المتحف؟

– أعتقد أنه تم دراسة مشروع إنشاء هذا المتحف جيداً، والنتيجة كانت واضحة للجميع فهو بحق مشروع استراتيجي، وقد كان افتتاحاً كاشفاً، وهناك الكثير من الدروس المستفادة من عرض ما تمتلكه الدولة من مقتنيات أثرية أمام مواطنيها وأمام العالم، وهذا أمر مهم ، لقد كان مثالاً رائعاً بالنسبة لي، تعلمت منه الكثير مما يمكن تطبيقه في بلدي غانا .

كما أن التعاون بين مصر واليابان من خلال وكالة جايكا وبعض الشركات الأخرى أعطى انطباعاً بالقوة، فهذا يُظهر أنه إذا تعاونت مع الشركاء المناسبين، يمكن أن تجذب الاستثمارات إلى بلدك.

ووفقا لمعلوماتي هناك مجلس أمناء يدير المتحف… وهم ليسوا جميعاً من مصر، بل يضم المجلس يابانيين وآخرين من المستثمرين في المشروع ، وهذا يوفر المساءلة ويُظهر مثالاً جيداً للتعاون بين القطاع الخاص والحكومة.

والقصة المتعلقة بقارب خوفو في المتحف، القارب الذي له مبنى خاص به أيضاً، هي قصة مدهشة، وقد رأيت أنه كان عليكم أن تطلقوا عليها اسم “سفينة نوح” ،هل تعرف ما هي سفينة نوح؟ ، في المسيحية، تعلمنا أنه عندما جاءت الفيضانات وضع الله الحيوانات والبشر في قارب، لذلك فإن ذلك القارب الضخم ربما هو سفينة نوح! من يدري؟، أعتقد أن كل هذه دروس يمكن للعالم أن يستفيد منها، وخاصة غانا.

 

»» عند الحديث عن المتحف وما يحتويه من كنوز حضارية فهذا يطرح التساؤل عن التراث والقطع الأثرية الأفريقية المسروقة، كيف يمكن لأفريقيا أن تستعيد كنوزها المسروقة ؟

 

– في عام 2017، أصبحت عضواً في اللجنة التي أنشأتها اللجنة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ” الإيكواس ” ، للدفع باتجاه استعادة تلك الكنوز المسروقة، وكما نتحدث اليوم، فإن رئيسنا جون دراماني ماهاما هو رائد ملف استرداد المقتنيات الأثرية والتاريخية الأفريقية ، وغانا تقود هذا التوجّه لإعادة ممتلكاتنا وكنوزنا من مختلف أنحاء العالم.

وهناك بعض الدول بادرت من تلقاء نفسها وشجعتنا على بدء مفاوضات معها لإعادة مقتنياتنا ، لكن هناك دولًا أخرى – كما تعلمون – لديها قوانين وضعوها بأنفسهم تمنعهم من إعادة ما هو ملك لنا، رغم معرفتهم بأنها ليست ملكا لهم ، لقد وضعوا قوانين تمنعهم من إعادة كنوزنا إلينا.

لذلك نحن أمام سيناريوهين: دول مستعدة للتفاوض والإعادة، ودول وضعت قوانين تعيق إعادة المقتنيات رغم اعترافها بأنها تخصنا. ونحن نعمل في هذا الإطار أيضا مع اليونسكو بشأن استعادة ممتلكاتنا الأثرية وكنوزنا ، وفي آخر اجتماع لليونسكو، عقد الاتحاد الأفريقي فعالية جانبية بمشاركة جميع وزراء الثقافة الأفارقة لضمان وحدة الموقف والنضال من أجل هذا الهدف .. إنها رحلة مستمرة ، قد لا تكون سهلة، لكنها ممكنة.

»» ما هي الحوافز التي تقدمها غانا للمستثمرين في قطاع السياحة خاصة المستثمرين المصريين؟

 

حالياً، الدعوة موجّهة لكم لزيارة غانا .. أنت تعلم أن هذه الأمور تتطلب اتفاقيات ثنائية، وأن تكون بين الحكومات، وأعتقد أن لكل دولة علاقة خاصة ومميزة مع الأخرى، حالياً نبحث عن مستثمرين في البنية التحتية ، و الحكومة تملك أراضي خالية من النزاعات يمكننا تقديمها لهؤلاء المستثمرين، ونحن سنقدم الحوافز وفقاً لما سيقدمه هؤلاء المستثمرين .

»» هناك صورة نمطية عن قارة أفريقيا في العالم  باعتبارها وجهة لسياحة السفاري فقط .. فكيف يمكن تغيير أو تصحيح هذا التصور ليعكس تنوع السياحة في القارة ؟

 

– قبل الحديث عن تنوع السياحة، اسمح لي أن أقول أن منطقة غرب أفريقيا لا يوجد فيها مدرسة سياحية عالمية متكاملة بكل المرافق من الخلفية التشغيلية إلى الواجهة الأمامية. وهذا مجال استثماري يمكنكم الاستفادة منه في مصر ، وغانا مستعدة لتكون مركزاً لهذا المشروع.

كما أن لدينا فرصة للاستثمار في الفنادق وبناء منشآت بسعة قد تصل إلى 5000 غرفة، وسنسهّل مثل هذا النوع من المشروعات، وهناك بالفعل أمثلة لفنادق قائمة مثل كمبينسكي وموفنبيك، وهذه نماذج يمكنكم الاستناد إليها وندعو مصر للمشاركة في هذا التوجه.

أما بالنسبة لأفريقيا، للأسف يتم النظر إليها كما لو كانت دولة واحدة، وهي ليست كذلك، هناك أجزاء من أفريقيا ليست ساحلية، ولذلك لا يمكنها تقديم ما لدينا نحن من اقتصاد أزرق، فلدينا البحر ” المحيط الأطلسي ” ، البحيرات والأنهار ، لذا فنحن نقدم سياحة الشواطئ والمنتجعات ورحلات السفن السياحية، و بدأنا بالفعل في استقبال سفن سياحية ” كروز ” .

الدول التي لديها سفاري، هذا مجال قوتها، أما نحن فقوتنا تكمن في كوننا مركزًا لحركة عموم أفريقيا، والمواطنين من أصول أفريقية حول العالم ينظرون إلى غانا باعتبار أنها قلب العرق الأفريقي .

نعم هناك سفاري في أفريقيا، لكنها ليست كل شيء، وأقول لكل ساءح إذا كنت تبحث عن بلد آمن وودود ودافئ في استقبالك فلا خيار أمامك سوى غانا.

لك أن تخيّل أن غانا هي الدولة الأقرب إلى مركز العالم، حيث يلتقي عندها خط الاستواء بخط غرينيتش ، فأقرب كتلة أرضية لمركز العالم هي غانا، اذهب وابحث في جوجل لتتأكد من ذلك بنفسك، لا تأخذ كلامي فقط، ابحث بنفسك!

هذا ما نقدمه، بالإضافة إلى أننا شعب ودود وطعامنا هو الأفضل في العالم، عليك فقط أن تأتي وتذوقه.

إذن نعم، للسفاري أهمية في أفريقيا، لكنها ليست الشيء الوحيد المهم، وأني أتساءل هنا .. لماذا يعتمد العالم على ثروات أفريقيا؟ وعندما نتحدث عن السياحة يحتاجون إلى تبرير لمجيئهم لأفريقيا؟ .. فعندما تريدون الذهب لا تطلبون أسباباً ، وأيضا عندما يريدون النفط لا تطلبون أسباباً، وكذلك عندما يريدون الألماس لا يطلبون أسباباً , ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياحة يطلبون تبريراً؟! .. السبب ذاته الذي يجعلهم يشترون الأخشاب والذهب والكاكاو… يجب أن يكون هو نفسه سبب مجيئهم للسياحة في بلداننا أليس كذلك؟ .

اقرأ المزيد 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »