رسائل البرهان خلال لقاءه قيادات الجيش : لسنا دعاة حرب ولا نرفض السلام

الجيش السوداني مصمم على استعادة كل الأراضي المتأثرة بالتمرد

أكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، أن الجيش السوداني عازم على استعادة كل الأراضي التي سيطر عليها التمرد في ولايتي كردفان ودارفور، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تتراجع عن استعادة هذه المناطق مهما كانت التحديات.

وقال البرهان: “سنطردهم من هذا السودان، والنصر سيكون حليفنا طالما نحن على حق.”

وخلال اجتماع اليوم مع كبار ضباط القوات المسلحة السودانية من رتبة لواء فما فوق، شدد البرهان على أن السودان يمتلك شعباً وجيشاً قويين، وأن لا أحد يمكنه تهديد الدولة أو فرض شروط عليها. وأضاف: “نحن لسنا دعاة حرب، ولا نرفض السلام، ولكن لا أحد يستطيع أن يملي علينا شروطه.” وأكد أن ثقته الكاملة في الضباط وضباط الصف والجنود تمثل مصدر قوة الجيش السوداني ، وأن هذه الثقة هي ما يجعل المؤسسة العسكرية السودانية قادرة على مواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي.

معركة الكرامة: مسؤولية وطنية لبقاء الشعب السوداني

أوضح البرهان أن القوات المسلحة مصممة على خوض المعركة بشرف وعزة ودون أي تدخل خارجي، وأن ما يُعرف بـ “معركة الكرامة” هي معركة كل السودانيين، وتمثل معركة بقاء للشعب السوداني. وأضاف: “القوات المسلحة لا تقاتل قبائل أو مجموعات سكانية بعينها، وإنما نواجه المتمردين فقط.”

كما نفى البرهان بشكل قاطع كل المزاعم التي يروج لها بعض المسؤولين الأمريكيين بشأن وجود سيطرة لتنظيم الإخوان على الجيش السوداني، مؤكداً أن هذه الشائعات لا تعدو أن تكون فزاعة وكذباً بواحاً.

وأكد قدرة الجيش السوداني على إصلاح هيكله وبنيته بنفسه دون أي تدخل خارجي، مشدداً على استقلالية المؤسسة العسكرية.

الدعم السريع: اتهامات بالقتل والنهب ورفض تدخلات خارجية

وجه البرهان انتقادات لاذعة لقوات الدعم السريع، واصفاً إياها بأنها مليشيا متمردة ارتكبت جرائم قتل ونهب ضد المدنيين، كما ارتكبت جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق السودانيين. وأكد أن هناك دولاً تقدم الدعم لهذه المليشيا، وهو أمر مرفوض تماماً، إضافة إلى دعم بعض الجماعات السياسية لهذه القوات، وهو أيضاً غير مقبول.

ودعا البرهان نظار القبائل والعمد المتحالفين مع عبد الرحيم دقلو إلى الاحتكام لصوت العقل وعدم الزج بأبنائهم في هذه الحرب، محذراً من الهلاك الكبير لشباب هذه القبائل نتيجة استمرار الصراع. وقال: “هلاك العديد من شباب هذه القبائل في هذه الحرب مأساة كبيرة يجب تجنبها.”

تحية لمبادرة ولي العهد السعودي ومساعي تحقيق السلام

أشاد البرهان بمبادرة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، ومساعيه لتحقيق السلام في السودان. وأوضح أن حديث ولي العهد السعودي مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ساهم في توضيح الصورة الحقيقية لما يحدث في السودان، وأكد أن هذه الجهود تعكس حرص المملكة على استقرار السودان وأمن المنطقة.

وأشار البرهان إلى أن السودانيين الذين تأثروا بهذه الحرب ينظرون بإيجابية كبيرة لهذه المبادرة، واصفاً إياها بأنها “فرصة لتجنيب بلادنا الدمار والتمزق”، مؤكداً أن أمن البحر الأحمر قضية تهم الجميع في المنطقة. وأضاف: “نحن نعول على هذه المبادرة، ونعتبرها صوت الحق وصوت المنطقة.”

وأكد البرهان أن السودان سيتعامل مع المبادرة السعودية بما يضمن إنهاء الحرب بطريقة مثالية ترضي جميع السودانيين، مشيراً إلى أن هناك العديد من المبادرات التي طرحت في الفترة الماضية، إلا أن معظمها رفض لأنها تبقي المتمردين ضمن المشهد السياسي، وهو ما لم يقبله الجيش السوداني.

رؤية السودان لحل الأزمة ووقف إطلاق النار

أوضح البرهان أن مبادرة “الرباعية” قدمت ثلاثة مقترحات، مشيراً إلى أن أحدها لا يستحق حتى الطرح لأنه يتعارض مع مبادئ الدولة السودانية وتضحيات الشعب، ويتناقض مع طموحات الجيش السوداني. لذلك قدمت القوات المسلحة خارطة طريق واضحة للأصدقاء والأشقاء تتضمن رؤيتها لحل الأزمة السودانية بما يضمن استقرار البلاد.

وشدد البرهان على أن وقف إطلاق النار يجب أن يترافق مع انسحاب قوات الدعم السريع من كل المناطق التي دخلتها بعد اتفاقية جدة، بما في ذلك: زالنجي، الجنينة، الفاشر، نيالا، وكل المدن الأخرى التي سيطرت عليها هذه المليشيا.

وأضاف ” أن المليشيا ستجمع في مناطق محددة بعد الانسحاب، حتى يتمكن السودانيون من العودة إلى مناطقهم، ومن ثم الدخول في حوار سوداني شامل لتحديد مستقبل السودان بطريقة عادلة وآمنة، تضمن حقوق جميع المواطنين وتحقق الأمن والاستقرار.

الجيش السوداني ملتزم بحماية الأرض والشعب

أكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة السودانية ستواصل عملها وفق خطة مدروسة لاستعادة كل الأراضي وتأمين المواطنين، مع الحفاظ على الشرف والكرامة الوطنية، وبما يتوافق مع مصالح الشعب السوداني وأمن واستقرار المنطقة. وشدد على أن أي تهديد أو تدخل خارجي لن يثني الجيش عن أداء واجبه الوطني، وأن معركة الكرامة هي مسؤولية كل السودانيين، وهي خطوة أساسية نحو بناء مستقبل آمن ومزدهر للبلاد.

الوسوم