قمة لواندا الإفريقية-الأوروبية .. دعوات لبناء شراكات اقتصادية عادلة

انطلقت في أنجولا اليوم أعمال القمة السابعة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في العاصمة لواندا، وذلك بحضور الرئيس جوان مانويل جونسالفيس لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا و محمود علي يوسف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيسة وزراء الدنمارك ورئيسة الاتحاد الأوروبي ميتا فريدريكسن، إلى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، والأمين العام للأمم المتحدة ويترأس وفد مصر في القمة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ,وجاء انعقاد القمة احتفالًا بالذكرى الخمسين لاستقلال أنجولا .
وفي كلمة افتتاحية، أعرب محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عن امتنانه للرئيس لورينسو وحكومة وشعب أنجولا على حسن الاستضافة، مؤكداً أن انعقاد القمة بالتزامن مع احتفالات اليوبيل الذهبي لاستقلال أنجولا يحمل رمزية وأملاً كبيرين لمستقبل القارة.
وأشار يوسف إلى أن هذه اللقاءات، التي تُعقد بين القادة الأفارقة والأوروبيين منذ 25 عامًا، تمثل فرصة استراتيجية لبحث المصير المشترك، وتعزيز المصالح المتبادلة، وبناء شراكة أكثر استدامة بين الجانبين.
وأكد أن العالم يشهد حالة غير مسبوقة من عدم اليقين، مع تحديات جيوسياسية متصاعدة، وارتفاع معدلات النزاعات والإرهاب والتطرف، وتراجع الالتزام بالقانون الدولي. ورغم الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه إفريقيا، فإن قادتها رسموا منذ عقود مسارًا لتحقيق طموحات قارة موحدة وسلمية ومزدهرة وفق أجندة 2063.
وأوضح أن القمة تُعقد في ظل تصاعد الاستقطاب الدولي وضعف فعالية المؤسسات متعددة الأطراف، وتراجع دور منظمة التجارة العالمية، وتقييد فاعلية مجلس الأمن بسبب تضارب مصالح القوى الكبرى، مضيفاً أن ذلك يحتم منح إفريقيا مكانة كاملة على طاولة اتخاذ القرار العالمي.
وشدد على أهمية عضوية إفريقيا الكاملة في مجموعة العشرين، مشيدًا بدور جنوب إفريقيا في تعزيز طموحات القارة، وداعيًا إلى حصول إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن وتمثيل عادل داخل المؤسسات المالية الدولية.
وتناول رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عمق الشراكة التاريخية بين إفريقيا وأوروبا، مؤكداً المصالح المتشابكة بين الجانبين، داعيًا إلى زيادة الاستثمارات الأوروبية في الممرات الاقتصادية، والتحول الطاقي، والتصنيع الزراعي والصناعي. كما دعا إلى إصلاح النظام المالي العالمي لخفض تكلفة رأس المال وتسهيل الوصول إلى التمويل، بجانب إصلاح إدارة الديون وفق الموقف الإفريقي المشترك، وضمان العدالة المناخية وتمويل برامج التكيف.
وأشار يوسف إلى أن إفريقيا تتجه لتصبح قريبًا محركًا رئيسيًا للنمو العالمي، مستفيدة من وفرة الموارد وتوسع الأسواق وتزايد القوى البشرية. وأضاف أن دور إفريقيا كمجرد مورد للمواد الخام في طريقه إلى التلاشي مع توسع دورها في سلاسل القيمة العالمية.
ودعا إلى إقامة شراكات تجارية أكثر توازنًا، وتعزيز الاستثمارات الأوروبية في عمليات تحويل المعادن محليًا، وإزالة العوائق الجمركية وغير الجمركية التي تحد من وصول المنتجات الإفريقية إلى الأسواق الأوروبية. كما شدد على ضرورة بناء نظام متعدد الأطراف أكثر قوة وفاعلية قائم على المساواة واحترام سيادة الدول.
واختتم يوسف كلمته بالتأكيد على أن قمة لواندا تمثل فرصة لإرساء رؤية مشتركة بين إفريقيا وأوروبا تُعزّز السلام والتنمية والازدهار، داعيًا إلى العمل المشترك بعيدًا عن الأنانية والمصالح الضيقة، وبما يخدم مستقبل الإنسانية.
إقرأ المزيد :
رامافوزا يشيد بإعلان قمة العشرين في جوهانسبرج ويؤكد: إفريقيا في قلب أجندة العالم




