أخبار العالمأخبار عاجلةفن وثقافةمصر

طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها

أكبر احتفالية لتكريم 1500 حافظ لكتاب الله بجنوب الصعيد وجوائز تتجاوز مليونًا ونصفًا ورحلتا عمرة للمتميزين

في جنوب مصر، حيث يحمل الصعيد عبق التاريخ وعمق الإيمان، تتلألأ قرية “طفنيس المطاعنة” التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر كبقعة نورٍ تتوارث حفظ كتاب الله جيلاً بعد جيل. ليست طفنيس مجرد قرية ريفية هادئة، ولا مجتمعًا بسيطًا كبقية القرى، بل هي مدرسة ممتدة عبر الزمن، جعلت من القرآن الكريم عنوانًا لحياتها ومصدرًا لقوتها الثقافية والروحية، حتى باتت واحة قرآنية في قلب الصعيد، ومَعلَمًا معروفًا على مستوى الجمهورية.

وفي احتفالية وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ المنطقة، شهدت القرية مساء اليوم حدثًا استثنائيًا تم خلاله تكريم 1500 حافظ وحافظة لكتاب الله، في مشهد يليق بالقرية التي لطالما كانت نموذجًا في تنشئة الأجيال على المحبة والتقوى والعلم الشرعي فازت فيها الحافظة لكتاب الله الطالبة نورا أبوعوف محمد احمد بالمركز الاول، فهي أبنة رجل بسيط، لكنه غني بإيمانه وتقواه وحبه للقرآن .

مشهد غير مسبوق.. 1500 حافظ يحتشدون في ليلة من ليالي الإيمان

ساحات ممتلئة وقرية تتحوّل إلى مهرجان نوراني، فمنذ ساعات العصر المبكرة بدأ الأهالي يتوافدون من كل أنحاء القرية والقرى المجاورة، حتى تحولت شوارع طفنيس إلى ساحة احتفالية ضخمة غصّت بالآلاف من الرجال والنساء والأطفال. كان المشهد مهيبًا؛ صفوف طويلة من الحفظة ترتدي الزي العربي التقليدي، أصوات التلاوات ترتفع من كل زاوية، ومآذن القرية تشدو بالأذكار وكأنها تشارك الحدث فرحته.

اللجنة المنظمة للاحتفال أكدت أن قيمة الجوائز تجاوزت مليونًا ونصف المليون جنيه، شملت مكافآت نقدية وهدايا قيمة ودروع تذكارية، إضافة إلى جائزتين كبيرتين هما:
رحلتان كاملتان لأداء العمرة للمتميزين من الحفظة المتفوقين.

هذه الجوائز ليست مجرد دعم مادي، بل رسالة تقدير لجهود استمرت أشهرًا طويلة من المراجعة والتحفيظ والمثابرة.

احتفال سنوي متجذّر.. تقليد قرآني عمره عقود

طفنيس.. قرية جعلت من الاحتفال بالقرآن عادة لا تنقطع، ليست هذه الفعالية حدثًا عابرًا؛ ففي طفنيس تتواصل مثل هذه الاحتفالات منذ سنوات طويلة، وأصبحت بمثابة عيد سنوي ينتظره الجميع.
منذ أوائل عام 2010 بدأت القرية تهتم بتنظيم مسابقات موسعة لحفظ القرآن الكريم، إلا أن الفكرة تحوّلت خلال السنوات التالية إلى مشروع قرآني ضخم تدعمه الجمعيات الأهلية وأهالي القرية ورجال الأعمال من أبناء المكان.

على مدار خمسة عشر عامًا توسع الحدث ليشمل: مسابقات مستمرة طوال العام، ودعمًا لمكاتب التحفيظ، وكذلك تدريب معلمي القرآن، وأيضًا منحًا دراسية للمتميزين، حفلًا سنويًا يصل عدد الحضور فيه إلى ما يزيد عن 8 آلاف شخص، وفي السنوات الثلاث الأخيرة تحديدًا، سجلت القرية قفزة هائلة؛ حيث ارتفع عدد المكرّمين من 600 حافظ إلى 1500 هذا العام، في زيادة غير مسبوقة على مستوى جنوب الصعيد.

أهل طفنيس.. معدن طيب وإيمان عميق

قرية لا تعرف إلا المحبة والتكافل، طفنيس ليست فقط قرية قارئة للقرآن؛ بل هي نموذج للعطاء والتكافل الاجتماعي، في كل عام، يتسابق أهلها – كبارًا وصغارًا، نساءً ورجالاً – في دعم الاحتفالية القرآنية، سواء بالمشاركة في التنظيم، أو تقديم الضيافة، أو التبرعات المالية، أو المساهمة في دعم الحفظة.
حتى الأطفال يشاركون في التنظيم، في مشهد يعكس الأصالة والجمال في قلوب أهل القرية.

ولذلك ليس من المستغرب أن تنجب طفنيس عشرات الحفظة سنويًا، وأن يصبح عدد كبير من أبنائها من الأئمة والدعاة ومحفظي القرآن المنتشرين في أنحاء مصر

كلمات من القلب: شهادات من القائمين على الاحتفال

محمد حسن، المنسق العام للاحتفال قال: “هذا الحفل ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو تجسيد لقيمة القرآن في حياتنا. حين نكرّم الحفظة فإننا نستثمر في بناء إنسان واعٍ، أخلاقه مستقيمة، وعقله مستنير، وقلبه عامر بالإيمان. هؤلاء هم ذخيرة الوطن ومحور نهضته الحقيقية.”

وأضاف أن طفنيس اليوم تقدّم نموذجًا يجب تعميمه في جميع قرى الصعيد ومصر كلها.

و أكد أن ما حدث الليلة هو نتيجة حب أهالي طفنيس للقرآن الكريم، قائلاً: “التجمع الحاشد الذي شهدته القرية اليوم ليس وليد اللحظة. إنه ثمرة جهد جماعي شارك فيه الجميع، من الكبار والصغار، بروح من الإخلاص والعطاء والمحبة. طفنيس بلد القرآن وستظل هكذا دائماً.”

من جانبه، قال الشيخ يحيى عبد العظيم، مشرف مكاتب تحفيظ القرآن بالقرية: “نحن نعمل طوال العام من أجل هذه اللحظة. كل حافظ يقف اليوم على المنصة مرّ بمئات الساعات من المراجعة والتوجيه والمتابعة. تكريمهم اليوم هو تتويج لجهود عظيمة تبذلها شيوخ التحفيظ وأهالي القرية بلا كلل.”

عوائد الحدث على المجتمع: أكثر من مجرد حفل، التربية على القيم والأخلاق، هذه الاحتفالات لا تنتج مجرد حافظين للآيات، بل تخرج أجيالاً تحمل أخلاق القرآن، وتكون القدوة الحسنة في منازلها ومدارسها ومجتمعها.

حماية النشء من الانحراف، مكاتب التحفيظ في طفنيس تلعب دورًا مهمًا في: حماية الشباب من الفراغ السلبي، بناء شخصية قوية، تعزيز الانتماء الديني والأخلاقي، تحسين مهارات التواصل والثقة بالنفس، تنشيط الحياة الثقافية والدينية في القرية

أصبحت القرية مقصدًا للعلماء والدعاة والمحفظين من مختلف المحافظات، مما رفع مستوى الوعي الديني والثقافي بين الأهالي.
طفنيس.. واحة قرآنية تستحق أن تُذكر في الإعلام

من النادر أن تجد قرية في مصر تضم هذا العدد الضخم من الحفظة، وتعيش حالة من الإيمان الجماعي بهذا الشكل.
هذا النجاح لم يكن ليحدث لولا:
إخلاص الشيوخ، طيبة القلوب، الروح التشاركية، الإيمان بأن القرآن هو طريق العزة.
طفنيس اليوم ليست مجرد قرية، بل مدرسة قرآنية متكاملة، تستحق أن تكون نموذجًا يُحتذى به في القرى والمدن المصرية.
في ليلة من ليالي الإيمان التي نادرًا ما تتكرر، أثبتت طفنيس المطاعنة أن القرآن الكريم ليس فقط كتابًا يُقرأ، بل حياة تُعاش، ونورًا يضيء القلوب، ومنهجًا يبني الإنسان.

هذه القرية الصغيرة في جنوب الأقصر قدّمت درسًا للعالم كله: حين يجتمع أهل مكان على القرآن، فإن الله يفتح لهم أبواب الرفعة والخير والبركة.

طفنيس اليوم رفعت رأس الصعيد عاليًا، وأثبتت أن مصر ما زالت بخير، وأن جذورها الروحية ما زالت متماسكة وقوية.

FB IMG 1764895868229 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها FB IMG 1764895865043 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0016 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0018 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0021 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0027 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0019 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0025 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0014 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها

IMG 20251205 WA0014 1 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0020 1 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0022 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0024 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0028 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0026 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0006 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0011 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0007 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0010 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0013 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0009 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0008 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0015 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0012 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0017 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0005 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0003 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها IMG 20251205 WA0004 طفنيس.. القرية التي جعلت القرآن هويّة وهواءً يتنفسه أهلها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »