رواندا تتهم الكونغو وبوروندي بانتهاك عملية السلام .. ولوموند: ” البحيرات العظمى ” تعاني من ويلات الحرب أكثر من أي وقت مضى

وأفادت “لوموند الفرنسية ” في مقال للكاتب الفرنسي “كريستوف شاتيلو” بأن سكان /أوفيرا/ في مقاطعة كيفو الجنوبية، لم يتمكنوا من الاحتفال بالتوقيع في 4 ديسمبر الجاري في واشنطن على “اتفاقية سلام شاملة” تمسهم بشكل مباشر.
وأضاف الكاتب أن هذه الاتفاقية التي وصفها بـ “التاريخية”، التي أُبرمت بين الرئيس الرواندي “بول كاجامي” ونظيره الكونغولي “فيليكس تشيسكيدي”، كان من المفترض أن تضع حدا لـ”أحد أسوأ الصراعات” في العالم، كما تباهى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” راعي الاتفاقية.
وبعد خمسة أيام، باتت /أوفيرا/ – التي يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة – على وشك السقوط في أيدي تحالف نهر الكونغو/حركة 23 مارس (AFC/M23)، وهي حركة تمرد، وفقا لأحدث تقارير خبراء الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبعد /جوما/، عاصمة إقليم كيفو الشمالية التي سقطت في 29 يناير الماضي، ثم /بوكافو/ نظيرتها في كيفو الجنوبية، يعد الاستيلاء على /أوفيرا/، الواقعة جنوبا والتي كانت بمثابة العاصمة الفعلية، أهم انتصار للتمرد منذ شهر مارس الماضي وقد أثار توسع أراضيه جنوبا مخاوف من امتداد الصراع إلى بوروندي المجاورة.
وفي الأشهر القليلة الأخيرة، لم يقتصر تركيز حركة تحالف القوى من أجل التغيير/حركة 23 مارس/ على ترسيخ سيطرتها الأمنية والسياسية على كيفو الشمالية، حيث استأنفت هجومها في شهر نوفمبر 2021 بعد توقف دام ثماني سنوات، بل واصل المتمردون أيضا تقدمهم نحو كيفو الجنوبية، محولين جزءا من قواتهم إليها.
وقبل هذا الهجوم الأخير، انتشر آلاف الجنود البورونديين هناك بموجب اتفاقية ثنائية للدفاع والأمن وقعت عام 2023 مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتم اختراق نقاط التفتيش الأمنية الكونغولية تباعا. وشملت هذه النقاط بلدتي /كامانيولا/، الواقعة عند مفترق الطرق الحدودية بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي، وهي نقطة الدخول الرئيسية للتعزيزات العسكرية الرواندية، و/كاتوجوتا/، التي تتيح الوصول إلى المرتفعات المطلة على /أوفيرا/. وتمكنت حركة “إم 23” من شن مناورة للالتفاف على المواقع الكونغولية في السهول بهدف الحصول على موقع استراتيجي أفضل يطل على المدينة. وقد استخدمت هذه التكتيكات نفسها، المتمثلة في الخنق والتطويق، بنجاح في وقت سابق من العام نفسه للاستيلاء على /جوما/.
ومنذ استئناف القتال في شهر نوفمبر عام 2021، اتهم كل طرف الآخر بالاستفزاز وانتهاكات وقف إطلاق النار المتتالي الذي شهده هذا الوقت.
ومن الناحية الاستراتيجية، فإن الاستيلاء على /أوفيرا/ يقطع خط الإمداد بالرجال والمعدات والذخيرة، والذي، وفقا لعدة مصادر أمنية، يمتد من مطار بوروندي في بوجومبورا إلى الجبهة الشرقية.
والخسائر البشرية في الأيام الأخيرة فادحة بالفعل. أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاثنين الماضي إلى مقتل 74 شخصا معظمهم من المدنيين، وإصابة 83 آخرين بجروح، خلال الفترة من 2 إلى 7 ديسمبر الجاري في القتال المدمر الذي دار في مناطق /أوفيرا/ و/والونغو/ و/موينغا/ و/فيزي/.
ومن جانبها، أعربت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) عن قلقها إزاء “تزايد استخدام الأسلحة المتفجرة ذات المدى الواسع، مثل القذائف والصواريخ، في المناطق المكتظة بالسكان، ما تسبب في سقوط العديد من الضحايا المدنيين”.
وبحسب المصدر نفسه، نزح ما لا يقل عن 200 ألف شخص من منازلهم داخل المقاطعة منذ 2 ديسمبر الجاري وقد عبر بعضهم الحدود إلى بوروندي.
وهناك، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، “الظروف المعيشية بالغة الخطورة: ملاجئ مكتظة، وتزايد خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، وانتشار الأوبئة، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية”.
وكان جنوب كيفو يضم بالفعل 2ر1 مليون نازح. كما أظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي رتلا من الجنود والمسلحين يفرون باتجاه الحدود البوروندية, وسيشكل هذا التدفق غير المنضبط للاجئين المدنيين والمسلحين عبئاً ثقيلاً على الحكومة البوروندية.
إقرأ المزيد :
اتفاق سلام تاريخي بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في واشنطن برعاية ترامب .. ودعم إفريقي واسع




