أخبار العالمأخبار عاجلةاخبار افريقيا

الإنتربول الدولي يقود عملية الرعد 2025 ضد جرائم الحياة البرية في أفريقيا وأوروبا وآسيا والأمريكتين

القيسوني: مصادرة 30 ألف حيوان حي والجرائم مرتبطة بتهريب المخدرات واستغلال البشر العصابات تستخدم الرشاوى للتهريب

نظم الإنتربول والجمارك العالمية حملة عالمية باسم “عملية الرعد 2025” والتي كشفت عن صورة مروعة لواقع تجارة الحياة البرية غير المشروعة التي أصبحت صناعة منظمة عابرة للقارات، الإحصاءات التي تم الكشف عنها ليست مجرد أرقام، بل هي شاهد حي على جريمة منهجية ضد التنوع البيولوجي للأرض، مصادرة 30 ألف حيوان حي، فضلاً عن عشرات الآلاف من النباتات والمفصليات والأخشاب، ليست مجرد ضبطيات، بل هي إنذار أحمر لاستنزاف لا يرحم.

تؤكد هذه الأرقام أن السوق الإجرامية لم تعد تقتصر على “سلع” محددة، بل توسعت لتصبح شبكة معقدة تمتد من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا والأمريكتين، وتتقاطع مع جرائم خطيرة أخرى مثل تهريب المخدرات والأسلحة، مما يجعل مواجهتها أكثر تعقيداً.

أكد الخبير البيئي العالمي محمود عبد المنعم القيسوني، أن الضرر الحقيقي يتجاوز بكثير ما تم ضبطه، كل زرافة تُصطاد من أجل لحوم الطرائد (5.8 طن تم ضبطها) هي اختلال في توازن السافانا، حيث تفقد البيئة مُهندساً رئيسياً لتنظيم الغطاء النباتي، كل قرد يُصادر جلده أو لحمة هو تفكيك لبنية اجتماعية معقدة في الغابات المطيرة، والاتجار بـ 10500 فراشة وعنكبوت قد يبدو بسيطاً، لكنه يهدد بتلقيح النباتات ودورات الغذاء الطبيعية، وقد يؤدي إدخالها إلى بيئات جديدة إلى كوارث بيئية على شكل آفات أو أمراض غازية.

وحذر الإنتربول من ارتفاع صيد أسماك القرش للحصول على زعانفها (245 طن من الأنواع البحرية) يُخلّ بالهرم الغذائي في المحيطات، والأخطر من ذلك، كما رأينا في جائحة كوفيد-19، فإن تقريب المسافة بين الإنسان والحياة البرية عبر الأسواق غير القانونية يفتح الباب أمام انتقال أمراض حيوانية المصدر جديدة (Zoonotic Diseases) قد تكون وبائية. عملية “الرعد” كشفت النقاب، لكن المعركة الحقيقية هي في حماية النظم البيئية الهشة من الانهيار، وهي معركة نخسرها بسرعة إذا لم نغير منهجيتنا من رد الفعل إلى الاستباقية وحماية الموائل.

وكشف القيسوني عن أن هناك اتفاقيات دولية تمنع هذه السلوكيات التي يمكن ان تحدث اختلال في الكوكب ككل، مثل اتفاقية سايتس (CITES): هي المعاهدة الدولية الرئيسية التي تهدف إلى ضمان أن التجارة الدولية في الحيوانات والنباتات البرية لا تهدد بقاءها. العديد من الأنواع المضبوطة (كالفراشات والعناكب) محمية بموجبها، لكن الحملة تظهر قصوراً في التطبيق على الأرض وضرورة تعزيزها.

وقال: إن تجارة لحوم الطرائد (Bushmeat): ليست مجرد صيد للتغذية المحلية، لقد تحولت إلى تجارة دولية فاخرة و”ترفيهية” في بعض المدن الكبرى، مما يخلق طلباً غير مستدام، صيد الرئيسيات (القرود) مقلق بشكل خاص لقربها الوراثي من البشر وارتفاع خطر انتقال الأمراض.

وأضاف قائلًا: قد يركز الرأي العام على الفيلة والنمور، لكن ضبط 10500 من الفراشات والعناكب والمفصليات يدق ناقوس خطر أكبر. هذه الكائنات هي “الجنود المجهولون” للنظم البيئية: الملقحات، ومحللات النفايات، وأساس السلسلة الغذائية. اختفاؤها يؤدي إلى تدهور صامت لكنه كارثي، وأيضا قطع الأشجار غير قانوني لا يدمر الغابات وموائل الكائنات فحسب، بل يُعد أحد أكبر أسباب تغير المناخ بسبب إطلاق كميات هائلة من الكربون المخزن وإضعاف قدرة الكوكب على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

وأشار الي أن تصريح رئيس الإنتربول بأن جرائم الحياة البرية “مرتبطة بتهريب المخدرات واستغلال البشر يؤكد على حقيقة مرعبة: العصابات الإجرامية تستخدم نفس الطرق والمسارات والرشاوى لتهريب كل هذه “السلع”، مما يجعل مواجهة تهريب الحياة البرية قضية أمن قومي وإقليمي.

وقال: إن هناك العيديد من الحلول المقترحة من منظور ميداني: منها تعزيز دور المجتمعات المحلية: جعلها شريكاً فاعلاً في الحماية من خلال برامج السياحة البيئية المستدامة وحراس الغابات المحليين، واستخدام بصمات الحمض النووي (DNA) والتقنيات الجغرافية المكانية (مثل الأقمار الصناعية) وآلية سلسلة الكتل (Blockchain) لتتبع مصادر الأخشاب والمنتجات الحيوانية، وكذلك يجب أن تمتد الحملات من الدول المصدرة إلى الدول المارة وصولاً إلى الدول المستهلكة، مع تركيز خاص على تقليل الطلب في الأسواق المستهدفة عبر التوعية والعقوبات الصارمة، مشيرًا الي أن الفساد في الموانئ ونقاط العبور يُعد الشريان الرئيسي لهذه التجارة. بدون مكافحته، ستستمر كل الجهود في مواجهة عقبة كؤود.

اقرا كذلك :-

عملية نوعية للانتربول في ٢٥ دولة أفريقية ..  اعتقال 14 « هاكرز » وتعطيل ٢٠ ألف شبكة إلكترونية مشبوهة 

« أفرو نيوز 24 » ينشر دراسة الدكتور محمد عز : الانثروبولوجيا وكتابات رواده حول الانسان الافريقى

محمود عبد المنعم القيسوني يكتب: قصص من أعماق الأمازون ( 3 )

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »