وزير الخارجية المصري في أنجولا: القاهرة ولواندا تعززان الشراكة الاستراتيجية 

مصر وأنجولا  تتقدمان نحو المستقبل: تعاون موسع في الطاقة والبنية التحتية والزراعة والصحة

 

 

بدأ وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى العاصمة الأنجولية لواندا، لترؤس أعمال اللجنة المصرية–الأنجولية المشتركة، في خطوة تعكس مساراً متصاعداً من التعاون بين البلدين، ورغبة مشتركة في ترسيخ شراكة استراتيجية واسعة تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.

وتأتي زيارة الوزير في إطار حالة الزخم التي تشهدها العلاقات الثنائية خلال الفترة الأخيرة، والتي تجسدت في الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، وعلى رأسها زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنجولا في يونيو 2023، وزيارة الرئيس الأنجولي جواو لورينسو إلى القاهرة في إبريل الماضي، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التقارب والتعاون المكثف بين البلدين.

افتتاح منتدى الأعمال المصري–الأنجولي… خطوة محورية لتعزيز الاستثمار المشترك

ودشن وزير الخارجية زيارته بافتتاح منتدى الأعمال المصري–الأنجولي في لواندا، المقام على هامش أعمال الدورة الأولى للجنة المشتركة، بحضور الدكتور شريف الجبلي، رئيس لجنة التعاون الإفريقي باتحاد الصناعات المصرية، وممثلين عن عدد من الشركات المصرية العاملة في قطاعات الطاقة والتشييد والبناء وتكنولوجيا المعلومات.

وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الوزير عبد العاطي أن انعقاد المنتدى بحضور واسع من ممثلي القطاع الخاص والمستثمرين من الجانبين يعكس قوة العلاقات المصرية–الأنجولية، والإرادة السياسية المشتركة للقيادتين لتعزيز التعاون الاقتصادي وتحويله إلى ركيزة أساسية للشراكة الاستراتيجية.

وشدد على ضرورة تعظيم حجم التبادل التجاري، وزيادة الاستثمارات المتبادلة، واستغلال الإمكانات والفرص المتاحة في كلا البلدين.

شركات مصرية جاهزة للعمل في أنجولا… والبنية التحتية والطاقة في صدارة التعاون

استعرض وزير الخارجية القدرات الكبيرة التي تمتلكها الشركات المصرية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية داخل مصر وفي العديد من دول القارة الإفريقية، مؤكداً جاهزيتها الكاملة للعمل داخل السوق الأنجولي، خاصة في مجالات البناء والتشييد، والطرق، والموانئ، وشبكات البنية الأساسية.

كما سلط الضوء على ضرورة توسيع التعاون في ممر لوبيتو وتعزيز البنية اللوجستية المرتبطة به، باعتباره نقطة استراتيجية أساسية لربط الأسواق الإفريقية وتعزيز حركة التجارة.

وفي مجال الطاقة، أكد الوزير بدر عبد العاطي أن مصر تمتلك خبرات واسعة في الصناعات التحويلية والبتروكيماويات، إضافة إلى إمكانات كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وهي مجالات تمثل مستقبل الصناعة والطاقة في القارة الإفريقية.

كما أشار إلى الفرص الكبيرة للتعاون في الزراعة والصحة والصناعات الدوائية، مشيراً إلى تطلع البلدين لتوقيع مذكرة تفاهم في مجال الصحة تتيح توفير الدواء المصري عالي الجودة للمواطنين الأنجوليين وتدعم جهود تطوير القطاع الصحي في أنجولا.

خطوات عملية لتسهيل الاستثمار… وربط مصرفي وإنشاء مجلس أعمال مشترك

واختتم الوزير تأكيده على ضرورة تعزيز الربط المصرفي بين البلدين وتسهيل المعاملات المالية، والعمل على تجنب الازدواج الضريبي، وتسريع إجراءات التراخيص الخاصة بالشركات المصرية العاملة في أنجولا.

وأشار إلى استعداد الهيئة العامة للاستثمار للتعاون مع نظيرتها الأنجولية لتيسير بيئة الأعمال وإزالة أي عقبات قد تواجه المستثمرين، مع التأكيد على تطلع الجانبين للإسراع في إنشاء مجلس الأعمال المصري–الأنجولي الذي يمثل خطوة محورية في دعم التواصل المؤسسي وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري.

ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي خلال الزيارة سلسلة لقاءات ثنائية مع كبار المسؤولين الأنجوليين، لبحث تنمية التعاون الاقتصادي والاستثماري والتنمية، وتبادل الرؤى بشأن القضايا الإقليمية والدولية، بما يدعم الأمن والاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية.

خبير إفريقي: التعاون المصري–الأنجولي يدخل «مرحلة الفرص الكبرى»

قال رامي زهدي، الخبير في الشؤون الإفريقية، في تصريحات لـ”أفرو نيوز 24″، إن زيارة وزير الخارجية المصري لأنجولا تأتي في سياق تعزيز التنسيق السياسي على المستوى القاري، خاصة مع استعداد أنجولا لرئاسة الاتحاد الإفريقي في عام 2025، وما شهدته لواندا من فعاليات قارية مهمة مؤخراً.

وأكد زهدي أن رئاسة وزير الخارجية للجنة المشتركة تمثل فرصة دبلوماسية–اقتصادية مهمة ينبغي تحويلها سريعاً إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، مشيراً إلى أن أنجولا تحتاج إلى خبرات مصرية في مجالات البنية التحتية، وإدارة المياه، والطاقة، بينما تمتلك مصر شركات قادرة على تقديم هذه الخبرة بكفاءة عالية.

وأضاف أن نجاح التعاون بين البلدين يمكن أن يشكل نموذجاً ناجحاً للتعاون جنوب–جنوب، ويمنح مصر حضوراً أوسع في جنوب القارة، ويفتح أسواقاً استراتيجية جديدة أمام الخبرات والمنتجات المصرية.

عوامل قوة مشتركة… وموارد أنجولا توفر قاعدة صلبة للتعاون الاستراتيجي

 

وأوضح زهدي أن هناك العديد من العوامل التي تدعم فرص التعاون بين مصر وأنجولا، من بينها:

الموقع الجغرافي الاستراتيجي لأنجولا جنوب القارة.

امتلاكها موارد طبيعية ضخمة تشمل النفط والغاز والمعادن.

سعيها لتوسيع الاقتصاد وبناء بنية تحتية جديدة.

اتساق احتياجات أنجولا مع القدرات المصرية في البناء والطاقة والمياه والزراعة والصحة والصناعات الدفاعية.

كما أشار إلى توافق سياسي واضح بين البلدين في الملفات الإفريقية، خاصة الأمن الإقليمي، الأمن المائي، واستقرار القارة.

ملفات التعاون المستقبلي: بنية تحتية، طاقة، زراعة، صحة، تعليم، اتصالات ورقمنة

وعدد الخبير الإفريقي أهم مجالات التعاون بين البلدين على النحو التالي:

1. البنية التحتية والإنشاءات

تنفيذ مشاريع الطرق والموانئ والإسكان والمنشآت الخدمية.

توفير عقود تنفيذ وإدارة مباشرة للشركات المصرية.

2. الطاقة والنفط والغاز

شراكات واسعة في النفط والغاز والخدمات النفطية.

التوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.

3. الزراعة وإدارة المياه

نقل تقنيات الري الحديثة.

تطوير سلاسل القيمة الزراعية.

تدريب الكوادر الفنية الأنجولية.

4. الصحة والتعليم والخدمات البشرية

إنشاء مراكز طبية وتوسيع برامج التدريب والبعثات.

تعزيز النفوذ المصري الإنساني داخل القارة.

5. الاتصالات والرقمنة واللوجستيات

تطوير شبكات الاتصالات والبنية الرقمية.

تعزيز التجارة الإلكترونية.

دعم الربط اللوجستي بين موانئ أنجولا والممرات التجارية الإفريقية.

إطار تمويلي جديد… وصندوق استثماري مشترك لدعم المشروعات الكبرى

وأكد زهدي ضرورة إنشاء صندوق استثماري مصري–أنجولي مشترك لدعم المشاريع الكبرى، وتطوير آليات تمويل بنكي تدعم الصادرات المصرية بالضمانات الحكومية المتبادلة.

كما شدد على تبسيط إجراءات الشركات المصرية في أنجولا، وتحديث اتفاقيات حماية الاستثمار، وتوسيع خطط التدريب والمنح، وإنشاء مراكز تدريب مهنية مصرية في أنجولا لتأهيل ا

لعمالة المحلية، بما يعزز حضور الشركات المصرية هناك ويخفض تكاليف التشغيل ويسهم في دعم جهود التوظيف.

 

اقرأ المزيد 

وزير الخارجية المصري: دعم وحدة الصومال ركيزة أساسية للسياسة الخارجية المصرية