أخبار عاجلةاخبار افريقياالسودان

الأمم المتحدة تدين استهداف قوات حفظ السلام بالسودان.. وتعتبره تصعيد خطير يهدد المنظومة الدولية ويُعقِّد الأزمة الإفريقية

أدانت الأمم المتحدة،في بيان صدر عن الأمين العام أنطونيو جوتيريش، هجوماً جوياً استهدف منشأة تابعة لقواتها في إقليم كردفان السوداني، يوم السبت الماضي. أسفر الهجوم، الذي نُفذ بطائرة مسيرة وفقاً للتقارير الأولية، عن مقتل ستة من قوات حفظ السلام البنغالية التابعة لقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، وإصابة ثمانية آخرين. ووصف غوتيريش الهجوم بأنه “غير مبرر” وقد يشكل “جريمة حرب” بموجب القانون الدولي، داعياً إلى محاسبة المسؤولين عنه على الفور. وقد أعلن الجيش السوداني مسؤوليته عن الهجوم، وألقى باللوم مباشرة على قوات الدعم السريع، متهماً إياها بـ “النَهج التخريبي”.
يأتي هذا الهجوم في سياق عسكري متصاعد، حيث انتقل مركز الثقل القتالي مؤخراً إلى إقليم كردفان، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، المعقل الأخير للجيش في دارفور. وتعد منطقة أبيي، حيث وقع الهجوم، منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان وغنية بالنفط، مما يضفي بُعداً جيوسياسياً خطيراً على الحادث.

السياق الإقليمي الأوسع وانعكاسات الهجوم على مستقبل السلام الإفريقي
يمثل هذا الاستهداف المباشر لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة نقطة تحول خطيرة في النزاع السوداني،الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فهو لا يهدد حياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني فحسب، بل يضرب في صميم الشرعية والمكانة التي تتمتع بها بعثات حفظ السلام الدولية كحلقة وصل محايدة وفاعل أساسي في حل النزاعات في القارة الإفريقية.

من منظور إفريقي، يسلط هذا الهجوم الضوء على عدة أزمات مترابطة:
1- أزمة الشرعية والفعالية: يطرح الهجوم تساؤلات جادة حول قدرة البعثات الدولية على حماية نفسها، ناهيك عن حماية المدنيين، في بيئات متدهورة أمنياً مثل السودان. كما يهدد بتقويض ثقة الدول المكونة لقوات حفظ السلام، مثل بنغلاديش، في المشاركة في مثل هذه العمليات المستقبلية في إفريقيا.
2- تأجيج الصراع الإقليمي: قد يؤدي الاستهداف إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية الإفريقية، بقيادة الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد) والاتحاد الإفريقي، لإيجاد حل سياسي. كما يزيد من صعوبة أي حوار مستقبلي بين الأطراف المتصارعة، ويُعطي مؤشراً خطيراً على تجاهل أطراف النزاع للقانون الدولي.
3- تفاقم الكارثة الإنسانية: يحدث الهجوم في وقت يحذر فيه الخبراء من أن السودان يشهد “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، مع دفع أجزاء من البلاد نحو المجاعة. استهداف المنشآت الدولية يحد من قدرة المنظمات على تقديم المساعدات المنقذة للحياة لملايين المحتاجين.
إن تصاعد القتال إلى هذا المستوى، بما في ذلك الاتهامات المتبادلة بارتكاب فظائع قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، يُظهر أن النزاع السوداني تحول من صراع على السلطة في الخرطوم إلى حرب شاملة تُهدد تماسك الدولة السودانية واستقرار جوارها الإقليمي في قلب إفريقيا. يدعو غوتيريش، ومعه غالبية الفاعلين الإقريقيين والدوليين، إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء عملية سياسية شاملة. ومع ذلك، فإن هجوم كردفان يؤكد أن الطريق إلى طاولة المفاوضات لا يزال طويلاً ومعبداً بالمزيد من العنف والتحديات التي تمس أمن القارة وسلامتها ككل. استقرار السودان ليس شأناً داخلياً فحسب، بل هو حجر الزاوية في استقرار منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر بأسرها.

أقرأ المزيد:-

السودان: تظاهرات حاشدة في مدن سودانية دعمًا للجيش.. قتيل و3 جرحى بقصف مسيّرة للدعم السريع على الأبيض

الجنائية الدولية تحكم علي قائد سابق في ميليشيات الجنجويد السودانية بالسجن 20 عامًا

« أطباء السودان » تتهم الدعم السريع باحتجاز أكثر من 100 أسرة في بابنوسة .. والشبكة تدين انتهاكات الميليشيا

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يشيد بمنتخب السودان وجماهيره بعد أداء مميز ضد الجزائر في كأس العرب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »