كأس أمم أفريقيا 2025:المجموعة الأولى تشتعل مبكرًا.. والمغرب يفرض هيبته ومالي تتعثر وزامبيا ترفض الخسارة
أسدلت الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى بكأس الأمم الأفريقية 2025، المقامة على الأراضي المغربية، الستار عن بداية قوية ومليئة بالدلالات الفنية والتكتيكية، عكست مبكرًا ملامح الصراع المحتدم على بطاقتي التأهل، وأكدت أن حسابات الورق لا مكان لها في بطولة لا تعترف إلا بمن يجيد اللعب حتى آخر ثانية.
المغرب، صاحب الأرض والجمهور، وجّه رسالة واضحة لجميع منافسيه، حين تصدّر المجموعة مبكرًا برصيد ثلاث نقاط، بعد أداء متوازن جمع بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية. “أسود الأطلس” ظهروا بثقة المنتخب المرشح، لا يكتفون بالسيطرة بل يحسنون إدارة الإيقاع، مستفيدين من عمق الخبرة، والدعم الجماهيري، ووضوح الهوية الفنية، ما منحهم أفضلية معنوية قبل استكمال مشوار دور المجموعات.
في المقابل، خطفت مواجهة مالي وزامبيا الأضواء، ليس فقط بسبب نتيجتها، بل لما حملته من تقلبات درامية ورسائل إنذار مبكرة. مالي، أحد أقوى منتخبات القارة بدنيًا وتكتيكيًا، تقدّمت في الدقيقة 62 عبر سينايوكو، مستثمرة خطأ دفاعيًا قاتلًا من زامبيا عقب ركلة ركنية، في لحظة بدت فيها السيطرة المالية واضحة. لكن “النسور” أهدروا فرصة مضاعفة التقدم بعد ضياع ركلة جزاء في الدقيقة 42، وهو تفصيل صغير في الظاهر، لكنه كان مفتاح التحول الكبير في سيناريو المباراة.
زامبيا، التي عانت لفترات طويلة، رفضت الاستسلام حتى صافرة النهاية، وأظهرت شخصية منتخب يعرف كيف يعود في أصعب الظروف. في الدقيقة 92، جاء هدف التعادل القاتل ليكافئ إصرار “الرصاصات النحاسية”، ويمنحهم نقطة ثمينة قد تكون حاسمة في حسابات التأهل، ويزرع الشك في معسكر مالي قبل اختبار المغرب الصعب.
بهذا التعادل، تتقاسم مالي وزامبيا المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة لكل منهما، في وضعية معقدة تفرض على المنتخبين اللعب بأعصاب هادئة وحسابات دقيقة في الجولات المقبلة. أما جزر القمر، فتتذيل الترتيب دون نقاط بعد الجولة الأولى، لتجد نفسها مبكرًا أمام مهمة شاقة، حيث باتت بحاجة لنتائج استثنائية للحفاظ على حظوظها.
خلاصة الجولة الأولى تؤكد أن المجموعة الأولى تسير نحو صراع مفتوح: مغرب واثق في الصدارة، مالي تبحث عن تصحيح المسار قبل فوات الأوان، زامبيا تثبت أنها رقم صعب لا يُكسر بسهولة، وجزر القمر تقاتل من أجل البقاء. بطولة بدأت مبكرًا بنكهة النهائيات، وما خفي في الجولات القادمة قد يكون أعظم.
