“غزة محرقة العصر وصمت الضجيج”.. كتاب تونسي عن وجع فلسطيني ما يزال ينزف

قدّمت الصحفية والكاتبة التونسية آسيا العتروس، كتابها الجديد بعنوان «غزة محرقة العصر وصمت الضجيج»، في عمل توثيقي وإنساني يرصد بشاعة الجرائم التي ارتكبها الكيان المحتل في قطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023. ويتصدّر الكتاب تقديم بقلم السفير الفلسطيني لدى تونس رامي فاروق القدومي، ويصدر عن دار خريف للنشر بعنوان سنة 2026.
45 مقالًا توثق معاناة غزة
ويضم الكتاب 45 مقالًا وثّقت من خلالها الكاتبة مختلف الأحداث التي عاشها قطاع غزة في ظل حرب لم تتوقف حتى اليوم. وفي تقديمه لهذا العمل، أشار الكاتب والصحفي رشيد خشانة إلى أنّ أهمية هذا المؤلف تكمن في المحافظة على الذاكرة الجماعية، وتقديم صورة حيّة عن معاناة الفلسطينيين في مواجهة حرب إبادة متواصلة، مثمّنًا توجه الصحفيين نحو تأليف الكتب وعدم الاكتفاء بنقل الحدث الآني، ومؤكدًا دور الصحفي كمحلل للأحداث ومستشرف للمستقبل.
توثيق لحرب إبادة غير مسبوقة
وفي حديثها عن هذا العمل، الذي جاء في 245 صفحة من الحجم المتوسط، أكدت آسيا العتروس أنّ الكتاب يمثل محاولة لتوثيق سنتين من حرب الإبادة في غزة، في ظل صمت دولي رهيب وتوحّش غير مسبوق في العصر الحديث. واستشهدت بقول الشاعر الشهيد أحمد العرعير: «إذا كُتب عليّ أن أموت فلتَحيَوا ووثّقوا واكتبوا».
وأوضحت الكاتبة أن محتوى الكتاب كُتب قبل قرار وقف إطلاق النار، وعرّفته بأنه صرخة وجع وألم تهدف إلى إيقاظ الضمير العالمي لوقف الإبادة التي ما تزال متواصلة عبر التجويع والقتل اليومي، حيث تموت غزة جوعًا ويقاسي أطفالها البرد، مؤكدة أنّ الكتاب يوثّق محاولات تدمير كل بذرة حياة وفكر في غزة من خلال استهداف الصحفيين والأساتذة والأطباء والنساء والأطفال.
مصادر مباشرة وتقارير أممية
وعن مصادر المعلومات، صرّحت آسيا العتروس أنّها اعتمدت على مصادر مباشرة من صحفيين وفنانين وأطباء داخل قطاع غزة كانت على تواصل مستمر معهم، خاصة في بداية الحرب، إضافة إلى تقارير المنظمات الدولية وتقارير المبعوثة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، فضلًا عن وقائع تم تداولها في الفضاء الرقمي، وفق تصريحها لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).
مقاربة تجمع بين التوثيق والعمل الصحفي
واعتمدت الكاتبة في هذا العمل على مقاربة تراوح بين التوثيقي والصحفي، مؤكدة أنها تناولت الموضوع من زاوية اختصاصها الصحفي، بعيدًا عن التوثيق التاريخي الأكاديمي. وشدّدت على أن دور الصحفي يتمثل في مواجهة الحرب الإعلامية التضليلية التي يخوضها الإعلام الغربي لتقديم سردية بديلة تبرّئ الكيان المحتل، وهو ما خصصت له نصًا بعنوان «تواطؤ إعلامي وتزوير للرواية».
الذكاء الاصطناعي في خدمة الإبادة
وتطرّق الكتاب إلى البعد الاستشرافي عبر تحليل استخدامات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإبادة في غزة، من خلال نص يحمل العنوان ذاته، حيث ناقشت الكاتبة دور التكنولوجيا الحديثة في دعم سياسات القتل والتدمير.
وأكدت آسيا العتروس على ضرورة استكمال عملية التوثيق، حتى تبقى مثل هذه الإصدارات شاهدًا تاريخيًا يدفع نحو محاسبة الاحتلال على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
شهادة إنسانية وسياسية وحقوقية
وجاء كتاب «غزة محرقة العصر وصمت الضجيج» جامعًا بين السرد الوجداني والتحليل السياسي والتوثيق الحقوقي، ليشكّل فصلًا جديدًا من فصول فضح العار العالمي وزيف القيم وانهيار الأخلاق الإنسانية، بلغة تمزج بين الألم والعقل، وبين الإصرار على قول الحقيقة والدفاع عنها.
وفي هذا السياق، قال السفير رامي فاروق القدومي إن الكتاب يمثل: «شهادة ومرافعة ومرآة وقنديل يُضاء في عتمة التخلّي عن حقوق الشعوب المضطهدة، وخاصة تخلّي ذوي القربى. هو كتاب لا يُقرأ فقط، بل يُقاوَم به ويُستشهد به».
الكاتبة في سطور
آسيا العتروس صحفية تونسية متخصصة في الشأن الدولي، شغلت مناصب تحريرية بارزة في مؤسسة دار الصباح. ويُعد هذا الكتاب عملها الثالث بعد كتابها الأول الصادر عام 2018 بعنوان «عاشقة في رحاب صاحبة الجلالة إعلام الثورة وثورة الإعلام» عن دار تبر الزمان للنشر، وكتابها الثاني «شيرين أبو عاقلة.. عروس جنين التي اغتالها الاحتلال» الصادر عن دار خريف للنشر في طبعة أولى خلال جوان 2023.
إقرأ المزيد :
الكاتبة التونسية اسيا العتروس تكتب : خطة ترامب .. الشيطان يكمن في التفاصيل .. و التفاصيل ملغمة




