أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

رفض أفريقي عارم وتحذيرات من تهديد السلام الإقليمي لإعتراف إسرائيل بـ”صوماليلاند”

تصدّرت الهيئات الإقليمية والإقليمية الأفريقية الصفوف في رفض أعلان إسرائيل، يوم الجمعة الماضي، اعترافها الرسمي بإقليم “صوماليلاند” الانفصالي كدولة مستقلة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ إعلان الإقليم انفصاله عن الصومال قبل ثلاثة عقود.

فقد أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد، الاعتراف بشدة، معتبراً أنه “ينتهك وحدة وسيادة وسلامة أراضي الصومال”، ومذكراً بأن الإقليم جزء لا يتجزأ من الدولة الصومالية. كما حذر من أن مثل هذه الإجراءات الأحادية تقوض جهود السلام والاستقرار التي تبذلها المفوضية والدول الأعضاء في المنطقة.

وأصدرت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيجاد)، وهي كتلة تجمع دول شرق أفريقيا بما فيها الصومال، بياناً رافضاً بشدة أي اعتراف منفرد، مؤكدة أن سيادة الصومال معترف بها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي.
من جهتها، وصفت الحكومة الصومالية الفيدرالية القرار الإسرائيلي بأنه “غير قانوني”، وأكدت أن “أرض الصومال” (الاسم الرسمي للصومال) ستظل موحدة، وطالبت المجتمع الدولي باحترام سيادتها. كما انضمت مصر، كوسيط رئيسي في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، إلى رفض الخطوة، معربة عن دعمها الكامل لوحدة الصومال.

لم تعلن إسرائيل رسمياً عن الدوافع الكاملة وراء توقيت هذا الاعتراف المفاجئ، مما أثار تساؤلات وتحليلات عديدة، وتشير تقارير سابقة لوكالة “أسوشييتد برس” إلى أن إسرائيل كانت قد تواصلت مع سلطات “صوماليلاند” في وقت سابق من هذا العام ضمن مناقشات – تخلت عنها الولايات المتحدة لاحقاً – حول إمكانية استقبال فلسطينيين من غزة في الإقليم، كجزء من خطة إعادة توطين مثيرة للجدل.

ويأتي الاعتراف في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى توسيع دائرة تطبيع علاقاتها مع دول أفريقية وإسلامية. من الناحية العملية، أعلنت “صوماليلاند” نفسها دولة مستقلة عام 1991 عقب الإطاحة بنظام سياد بري، ولها حكومة وعملة وجيش خاص، لكنها لم تحظ باعتراف أي دولة عضو في الأمم المتحدة حتى إعلان إسرائيل، مما جعلها كياناً ذا وضع قانوني غامض في العلاقات الدولية.

تُعد خطوة الاعتراف الإسرائيلية بمنطقة “صوماليلاند” بمثابة زلزال دبلوماسي في منطقة القرن الأفريقي الهشة أصلاً. وهي تواجه معارضة قاطعة من المنظومة الأفريقية والدولة الصومالية الأم، مما يحد من فرص تحولها إلى واقع دبلوماسي كامل في المدى القريب.

قد تسعى إسرائيل من وراء هذه الخطوة إلى تعزيز نفوذها الجيوستراتيجي وفتح جبهة دبلوماسية جديدة، إلا أنها تتعارض مع مبادئ وحدة الأراضي الأفريقية التي يحرص الاتحاد الأفريقي على الدفاع عنها.
يُتوقع أن يبقى هذا الملف مصدراً للتوتر الدبلوماسي، مع احتمالية تحوله إلى ورقة ضغط في العلاقات الإقليمية والدولية الأوسع، خاصة في ظل الحرب في غزة والسعي الإسرائيلي لتحقيق مكاسب سياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »