واشنطن: دعوات في الكونجرس لتصنيف “الدعم السريع” منظمة إرهابية بعد مأساة الفاشر
لأول مرة توافق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لمحاسبة الجناة عن الجرائم التي ترتكب يحق السودانيين

في واشنطن وفي تصعيد لافت للموقف الأمريكي تجاه الأزمة السودانية، دعا أعضاء نافذون في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على مدينة الفاشر واتهامها بارتكاب مذابح وانتهاكات ممنهجة بحق المدنيين.
يأتي ذلك وسط تحولات خطيرة في مسار الحرب السودانية التي اندلعت في أبريل 2023، ودفعت البلاد إلى حافة الانهيار الإنساني والسياسي، وسط اتهامات دولية بارتكاب جرائم تطهير عرقي وجرائم إبادة في دارفور.
أما السيناتور الجمهوري جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فقد أكد أن ما حدث في الفاشر كان “مخططًا مسبقًا” لإرهاب المدنيين وفرض السيطرة بالقوة، مشيراً إلى أن الدعم السريع “مارست الإرهاب وارتكبت جرائم إبادة”، مطالباً واشنطن بتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية.
وفي موقف يعكس توافقًا نادرًا داخل الكونجرس حول الملف السوداني، أبدت السيناتور الديمقراطية جين شاهين استعداداً لدعم خطوة التصنيف، مؤكدة أنها تدرس الملف بتفاصيله في ظل فداحة التقارير القادمة من دارفور.
ورغم المطالبات العاجلة، لم تُصدر وزارة الخارجية الأمريكية تعليقًا رسميًا حتى الآن، غير أن إدارة بايدن كانت قد أعلنت في يناير الماضي اعتبار قوات الدعم السريع مسؤولة عن ارتكاب إبادة جماعية، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
سقوط الفاشر بعد حصار دام 18 شهرًا مثّل نقطة تحول كارثية، إذ تحذّر منظمات الإغاثة من موجة جديدة من العنف الانتقامي ذي الطابع العرقي، خصوصاً ضد جماعة الزغاوة.
وتؤكد شهادات ناجين وتقارير أممية أن عناصر الدعم السريع نفذت عمليات قتل وضرب واعتقال وإعدامات ميدانية بحق المدنيين الفارين من المدينة، في مشهد يعيد للأذهان مأساة دارفور في أوائل الألفية.
الحرب التي دخلت عامها الثالث خلفت عشرات الآلاف من القتلى، ودفعت أكثر من 13 مليون شخص للنزوح، ما جعل السودان واحدة من أكبر بؤر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، وسط غياب واضح للحلول السياسية وانهيار لمؤسسات الدولة، وتوسع نفوذ المليشيات والفاعلين الإقليميين.
وبينما يستمر السجال الدولي حول كيفية وقف النزاع، يزداد المشهد السوداني تعقيدًا، إذ تحاول الولايات المتحدة إعادة صياغة مقاربتها للأزمة في ظل مخاوف من تحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي أوسع، وتنامي النفوذ العسكري غير النظامي في منطقة الساحل والقرن الإفريقي.

اقرا المزيد:-
الأزهر يُدين الانتهاكات المجرمة ضد المدنيين في الفاشر بالسودان ويدعو إلى وقفٍ فوريٍّ للعنف
حاكم دارفور يتهم الدعم السريع بارتكاب مجزرة في المستشفي السعودي في الفاشر




