عيد أضحي بلا ذبح أضاحي في المغرب .. وارتفاع كبير في أسعار اللحوم الحمراء

يشهد المغرب في عام 2025 عيد أضحى غير مسبوق، حيث يغيب مشهد الأضحية عن بيوت المواطنين لأول مرة منذ عام 1996، استجابة لدعوة رسمية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي طلب من المغاربة عدم ذبح الأضاحي هذا العام.
وجاءت الدعوة الملكية في ظل ظروف مناخية واقتصادية قاهرة، أبرزها الجفاف الحاد وتراجع قطعان الماشية، حيث أوضح الملك في بيان أن “عيد الأضحى سنة مؤكدة مشروطة بالاستطاعة، وإن أداءها في مثل هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا بالغًا بعدد كبير من أبناء الشعب، خصوصًا ذوي الدخل المحدود”.
ورغم أن الأضحية ليست فرضًا دينيًا، إلا أن طقوسها تُعد من أبرز مظاهر الاحتفال لدى المغاربة، خصوصًا بين الفئات الشعبية. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأضاحي التي كانت تُذبح سنويًا يقدر بنحو 5 إلى 6 ملايين رأس غنم، مقابل عدد سكان يبلغ نحو 37 مليون نسمة.
وتواجه المملكة جفافًا مستمرًا للعام السابع على التوالي، مما أدى إلى تقلص أعداد رؤوس الأغنام والماعز بنسبة وصلت إلى 38% مقارنة بآخر إحصاء رسمي سنة 2016، وفق ما أعلنته وزارة الزراعة المغربية.
ويعتمد ما يقرب من 70% من مربي الماشية على المراعي الطبيعية، التي باتت تتقلص عامًا بعد عام، ما ساهم في تأزم أوضاعهم المعيشية والإنتاجية، بحسب تصريحات رئيس الجمعية الوطنية لتربية الأغنام والماعز، عبد الرحمن.
وعلى غرار ما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين ذبح كبشين، أحدهما عن نفسه والآخر عن أمته، قرر الملك محمد السادس أن يقوم بذبح الأضحية نيابة عن شعبه، في إشارة رمزية تهدف إلى حفظ السنة دون الإضرار بالمواطنين.
في السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام مغربية بأن السلطات المحلية بعدد من الأقاليم شنت حملات مكثفة لمنع أي نشاط يتعلق بذبح الأضاحي خلال أيام العيد، كما قامت بإغلاق أسواق بيع المواشي، ومنعت عمليات البيع والشراء المرتبطة بهذه الشعيرة.
وفي إطار تطبيق الإجراءات الرسمية، أعلنت السلطات في عدة مدن مغربية عن إغلاق المجازر ابتداءً من يوم الخميس 5 يونيو وحتى يوم الإثنين 9 يونيو 2025، وذلك لتفادي أية محاولات لمخالفة الدعوة الملكية.
وبالتوازي مع هذه التطورات، كشفت صحيفة “هسبريس” الإلكترونية عن استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المغربية قبل يومين فقط من حلول العيد، حيث تتراوح الأسعار في محلات البيع بالتقسيط بين 130 و150 درهمًا للكيلوجرام الواحد.
وأكدت مصادر مهنية أن هناك تحديات تواجه محلات بيع اللحوم، تتعلق بارتفاع الطلب وصعوبة تلبية جميع الطلبات، خاصة مع تحديد عدد رؤوس المواشي المسموح بذبحها يوميًا في المجازر الكبرى، ما يثير مخاوف من احتمال نقص اللحوم في الأسواق.
كما أوضحت المصادر أن الإقبال الكثيف من المواطنين، خاصة في مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش وطنجة، أدى إلى اقتناء كميات كبيرة من اللحوم استعدادًا للعيد، حيث تتراوح الكمية المطلوبة في معظم الحالات بين 10 و20 كيلوجرامًا، وهو ما ساهم في زيادة الضغط على الأسواق ورفع الأسعار بشكل ملحوظ.
إقرأ المزيد :
بروتوكول مغربي روسي جديد يسهل استيراد القمح الروسي إلى المغرب