في تنزانيا اصطف مئات المواطنين التنزانيين المتحمسين على جانبي جسر جيه بي ماجوفولي، ليشهدوا لحظة تاريخية عندما افتتحته الرئيسة سامية حسن اليوم 19 يونيو 2025 رسميًا كأحد أكبر مشاريع البنية التحتية في منطقة شرق إفريقيا.
ويمتد الجسر على مسافة 3 كيلومترات عبر بحيرة فيكتوريا، ويتصل به 1.6 كيلومتر إضافية من طرق الوصول، ويربط بين كيجونجو في منطقة موانزا وبوسيسي في منطقة سينجيريما، المتصلة بمنطقة جيتا، وهو طريق كان يعتمد في السابق على النقل بالعبارات البطيء وغير الموثوق به، ويعد الجسر الآن رسميًا الأطول في شرق ووسط أفريقيا ويحتل المرتبة السادسة بين أطول الجسور في القارة الأفريقية بأكملها، وهو إنجاز هندسي رائع ومصدر للفخر الوطني.
حضر حفل الافتتاح كبار قادة الحكومة وشخصيات وطنية، منهم رئيس الوزراء قاسم مجاليوا، والرئيس السابق جاكايا كيكويتي، ووزير الأشغال عبد الله أوليغا، ونائب رئيس حزب الثورة الكونغولية ستيفن واسيرا، وقيادات من السلطة القضائية. كما حضرت جانيث ماغوفولي، أرملة الرئيس الراحل جون بومبي ماغوفولي.
وانضموا إلى الرئيسة ساميا للكشف عن مشروع لم يعيد تعريف النقل في المنطقة فحسب، بل عمل أيضًا على تعميق الاتصال المادي والاقتصادي بين تنزانيا والبلدان المجاورة، تم بناء الجسر بتكلفة 718.947 مليار دولار، وهو يمثل رمزًا للتكامل الإقليمي، حيث يوفر ممر نقل حيوي يربط تنزانيا بأوغندا ورواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا.
ولعدة سنوات، كانت الحركة عبر هذا الجزء من بحيرة فيكتوريا تتطلب انتظارًا طويلًا للعبارات، ولكن الجسر الجديد يعد بسفر مستمر وآمن وأسرع للأشخاص والبضائع.
بدأت الرئيسة سامية برنامج اليوم في جانب كيجونجو، حيث قامت بجولة في الموقع وتلقت إحاطة من المهندسين والمسؤولين الحكوميين، وبعد إلقاء نظرة فاحصة على الهيكل، كشفت عن لوحة احتفالية مثبتة على حجر الأساس المعد خصيصًا، معلنة رسميًا افتتاح الجسر، ثم واصلت الرحلة إلى نهاية الجسر في منطقة بوسيسى، حيث تحول الإطلاق إلى حدث تاريخي لأول مرة: فتح الجسر أمام حركة المرور الحية.
وفي لحظة رمزية، لوحت الرئيسة سامية بالعلم الوطني، في إشارة إلى إمكانية بدء عبور المركبات، وكانت سيارة ركاب في المقدمة، تليها عدة حافلات تحمل ركابًا متحمسين، وفي وقت لاحق سيارات خاصة، وكلها تتحرك بسلاسة عبر الجسر رسميًا لأول مرة، ومع مرور أولى المركبات فوق الهيكل اللامع، تعالت هتافات الحاضرين. بالنسبة للكثيرين من الحاضرين، لم تكن هذه اللحظة مجرد افتتاح جسر، بل بداية عهد جديد من الإمكانات، عهد يُتوقع فيه ازدهار التجارة الإقليمية والسياحة وسبل العيش المحلية، بفضل تحسين الاتصال والبنية التحتية التي تربط الآن ضفتي بحيرة فيكتوريا بقوة.
اقرا المزيد :-
تنزانيا في رسالة لمنتدى الطاقة العالمي: دعوا أفريقيا تتولى زمام أمورها بنفسها
تنزانيا .. أرض السفاري وسحر المحيط الهندي دليلك الشامل لاكتشاف قلب إفريقيا
