منتخب نيجيريا للسيدات يُتوَّج بكأس إفريقيا وسط احتجاج مغربي على “الظلم التحكيمي”

حظي منتخب نيجيريا لكرة القدم للسيدات باستقبال حافل في العاصمة أبوجا يوم الاثنين، بعد تتويجه بلقب كأس الأمم الإفريقية للسيدات للمرة العاشرة في تاريخه، عقب فوزه المثير على المنتخب المغربي المضيف بنتيجة 3-2 في المباراة النهائية. واعتُبر هذا الانتصار إنجازًا وطنيًا استثنائيًا، خاصةً في ظل التحديات التي واجهها الفريق خلال مسيرته نحو اللقب، والتي كان أبرزها تأخر صرف مستحقاته ومحدودية الإعداد الفني.
وفي احتفالية رسمية، استضاف الرئيس النيجيري بولا تينوبو اللاعبات وأعضاء الطاقم الفني، مشيدًا بما وصفه بـ”روح الصقور الخارقة” وتفانيهن في تمثيل البلاد، رغم الأزمات الإدارية والمالية التي لاحقتهن، والتي دفعت الفريق في وقت سابق إلى مقاطعة التدريبات خلال عام 2022 احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهن المالية.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة، أثبتت سيدات نيجيريا علوّ كعبهن الكروي في القارة، وواصلن الهيمنة على البطولة القارية، مستفيدات من ريادة نيجيريا في دعم كرة القدم النسائية منذ عام 1978، حين أطلقت أول دوري للسيدات في إفريقيا.
لكن هذا الانتصار النيجيري لم يمرّ دون جدل، إذ فجّرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قضية تحكيمية شغلت الشارع الرياضي الإفريقي، بتقديمها شكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) صباح الإثنين، احتجاجًا على ما وصفته بـ”الظلم التحكيمي الفادح” الذي تعرض له المنتخب المغربي للسيدات خلال المباراة النهائية.
المغرب يتهم التحكيم بـ”التحيّز”
الشكاية المغربية ركزت على قرار مثير للجدل اتخذته الحكمة الناميبية، حين رفضت احتساب ضربة جزاء واضحة لصالح “لبؤات الأطلس”، رغم اللجوء إلى تقنية الفيديو VAR، بدعم من حكم الفيديو الرواندي سالما موكانزانزي، دون أن يتم تصحيح القرار.
واعتبرت الجامعة المغربية في بيانها أن الخروقات التحكيمية لم تكن فقط فنية، بل تعكس اختلالًا في مبدأ النزاهة والتنافس الشريف، مشيرة إلى أن “تكرار المواقف الظالمة ضد الفرق المغربية في بطولات الكاف يهدد مصداقية المؤسسة القارية”. كما طالبت بفتح تحقيق عاجل واتخاذ قرارات تأديبية واضحة بحق المتسببين في تلك “الخروقات”.
ومن أبرز ما ورد في الشكوى أيضًا، الانتقاد الصريح لتعيين طاقم تحكيم ينتمي لمنطقة أنغولوفونية (ناطقة بالإنجليزية)، في نهائي يجمع منتخبًا مغاربيًا بآخر ناطق بالإنجليزية، معتبرة أن ذلك التعيين يُثير الشكوك حول حيادية لجان التحكيم الإفريقية.
و تصاعدت أصوات رياضية وإعلامية داخل المغرب تطالب بتعزيز حضور المغرب في أجهزة صنع القرار داخل “الكاف”، للحد من “التحيزات المتكررة” ضد الفرق الوطنية، سواء في البطولات القارية للأندية أو المنتخبات.
لكن رغم الضجة الواسعة، يظل السؤال معلقًا: هل ستكون الشكاية المغربية نقطة تحول في ملف التحكيم الإفريقي؟ أم أنها ستنضم إلى أرشيف الاحتجاجات التي لم تُفضِ إلى تغيير ملموس؟
النهائي الإفريقي لهذا العام جسّد، من جهة، قصة نيجيرية مُلهمة لصمود فريق نسائي في وجه الإهمال الإداري، ومن جهة أخرى، نقطة اشتعال رياضية وسياسية في المغرب، تسلط الضوء من جديد على إشكالية التحكيم والحوكمة داخل الكاف. وبين الإنجاز والشكاوى، تبقى كرة القدم الإفريقية النسائية في قلب معركة تتطلب إصلاحًا مؤسسيًا حقيقيًا يعيد للعبة عدالتها وشفافيتها.
اقرا المزيد:-
كأس الأمم الأفريقية 2023:جنوب افريقيا تفوز علي المغرب 2 صفر وتتأهل لربع النهائي
المغرب: الأمم المتحدة للسياحة وتحتفل بالوجهة الأكثر زيارة في أفريقيا بـ 17.4 مليون سائح
مواعيد مباريات المنتخبات العربية الـ 6 في نهائيات أمم أفريقيا
ساحل العاج : تكريم رئاسي لابطال افريقيا ومنح كل لاعب فيلا ومكافأة بـ 100 مليون فرنك افريقي
المنتخب التونسي ضمن المجموعة الخامسة الى جانب مالي وجنوب افريقيا وناميبيا