أوغندا الأسرع نموا في أسواق “الموبايل موني” .. وكمبالا تعزز الاقتصاد الرقمي والاستثمار الأجنبي

أوغندا تقود النمو في الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول

عززت أوغندا مكانتها ضمن أسرع الأسواق نمواً في خدمات المال عبر الهاتف المحمول (Mobile Money) في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ضمن جهودها لتوسيع الشمول المالي وتحويل المشهد المالي في البلاد.

وأظهرت بيانات بنك أوغندا المركزي، وفق صحيفة “مونيتور” المحلية، ارتفاع عدد الحسابات النشطة للخدمات المالية عبر الهاتف المحمول بنسبة 166% ليصل إلى 33.7 مليون مستخدم في جميع أنحاء البلاد.

وأشار مايكل أتنجـي-إيجو، محافظ بنك أوغندا، إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه الخدمات، مؤكداً أن أوغندا تحتل المركز الثاني بين أسرع الأسواق نمواً للمال عبر الهاتف المحمول في إفريقيا جنوب الصحراء، ووصف هذا الإنجاز بأنه “عظيم”.

كما أعلن المحافظ عن خطط لدعم النمو المستدام للقطاع المالي الرقمي، عبر تعزيز التحول الرقمي للمزارعين، وتقديم حلول تمويلية تقلل مخاطر الزراعة، ودعم الابتكارات في التكنولوجيا الزراعية المستدامة.

اقتصاد أوغندا يشهد نمواً ملحوظاً رغم التحديات

حقق اقتصاد أوغندا في السنوات الأخيرة نموًا متسارعًا، مدعومًا باستثمارات محلية وأجنبية متزايدة في قطاعات الزراعة، الطاقة، البنية التحتية، إلى جانب اكتشافات نفطية واعدة.

ووفق تقارير دولية، فإن سياسات مالية أكثر انضباطًا ومشروعات تنموية استراتيجية تجعل أوغندا قريبة من ترسيخ مكانتها كأحد أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا، رغم التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية وتقلبات الأسواق العالمية.

ويعزز هذا النمو إمكانيات الاستدامة الاقتصادية بفضل الموارد الطبيعية الغنية، الإصلاحات الاقتصادية المدروسة، واستثمارات البنية التحتية، ما يجعل أوغندا من أبرز الاقتصادات الصاعدة في القارة السمراء.

إصلاحات لتحفيز بيئة الأعمال وجذب المستثمرين

نفذت الحكومة الأوغندية إصلاحات لتسهيل بيئة الأعمال، منها:

تبسيط إجراءات تسجيل الشركات.
تحديث قوانين الاستثمار.
تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وتملك أوغندا احتياطيات نفطية تبلغ نحو 6.5 مليار برميل، ومن المتوقع أن تسهم عمليات التطوير والاستخراج في تحويل الاقتصاد وزيادة الإيرادات وخلق فرص العمل في السنوات المقبلة.

توقعات النمو الاقتصادي والسياسات المالية

تتوقع أوغندا نموًا اقتصاديًا يصل إلى 7% في السنة المالية المقبلة، مقارنة بـ 6.3% المتوقعة لعام 2025.

وفي خطابه الأخير حول الميزانية السنوية، أكد وزير المالية ماتيا كاسايجا أن الحكومة تهدف إلى خفض العجز إلى 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 7.6% هذا العام، مع التركيز على الطاقة والتعدين كمحركين رئيسيين للنمو، وتشمل الأولويات مشاريع خط أنابيب النفط، مصفاة النفط، وتطوير احتياطيات المعادن مثل خام الحديد والذهب والنحاس.

كما أعلن البنك الدولي استئناف تمويل أوغندا، مما يعزز نمو الاقتصاد الوطني ويؤكد تقرير البنك على تحقيق نمو بنسبة 6.1% في عام 2024، مدفوعًا بقطاعات الخدمات والصناعة وتضخم منخفض.

التحويلات المالية ودورها في الاقتصاد

شهدت أوغندا زيادة كبيرة في تحويلات المغتربين، حيث بلغت 1.42 مليار دولار أمريكي في 2024، مسجلة نموًا بنسبة 13.4% مقارنة بالعام السابق.

ويُعد هذا المصدر من أهم مصادر العملات الأجنبية، متفوقًا أحيانًا على عائدات قطاعات مثل السياحة والقهوة.

ولتوجيه هذه الموارد نحو استثمارات إنتاجية ومستدامة، أعلن بنك أوغندا عن إطلاق “سندات المغتربين”، وهي أدوات مالية تتيح للأوغنديين في الخارج الاستثمار في مشاريع تنموية وطنية مع ضمان عوائد آمنة وشفافة.

كما يسعى البنك إلى خفض تكاليف التحويلات، التي تصل حاليًا إلى نحو 15%، وإطلاق نظام رقمي حديث لرصد التحويلات بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) لتعزيز الشفافية وتحسين السياسات المالية.

أداء البورصة الأوغندية ومؤشرات الاستثمار

أظهرت بيانات بورصة أوغندا (USE) أداءً قويًا خلال النصف الأول من عام 2025:

ارتفاع رأس مال مؤشر USE All Shares بنسبة 28.47% إلى 28 مليار شلن.
ارتفاع المؤشر المحلي بنسبة 22.22% ليصل إلى 13.9 مليار شلن.

وتركزت التداولات على أسهم شركات كبرى في قطاعات الاتصالات، الطاقة، البنوك، ما يعكس ثقة المستثمرين في السوق.

وأشار بول بويزو، الرئيس التنفيذي لبورصة أوغندا، إلى أن الشركات الأجنبية استحوذت على 43% من التداولات، يليها الشركات المحلية بنسبة 28%، ثم الأفراد المحليين بنسبة 23%، مع مساهمة أقل من المستثمرين الإقليميين والأجانب الأفراد.

أوغندا وجهة جاذبة للاستثمار في إفريقيا

بفضل بيئة استثمارية متطورة ونظام مالي متجه نحو الشمول المالي الرقمي، باتت أوغندا وجهة رئيسية للاستثمارات الأجنبية والمغتربين، مع إمكانيات قوية للنمو المستدام، ما يضعها بثقة على خريطة الفرص الاستثمارية في إفريقيا.

الوسوم