الكاتب النيجري مختار يحيي آل مختار يكتب : الإعلام العربي وقضايا القارة الإفريقية .. ضعف التغطية وغياب الرؤية

غياب دور الإعلام العربي في التغطية الكافية لأحداث قارتنا السمراء من الموضوعات التي تطرح على الطاولة بين المستعربين الأفارقة , بالرغم من توجه بعض الدول الإفريقية ( جنوب الصحراء) إلى تعريب الإعلام – إلا أن الإعلام العربي لا يعطي الأولوية للأخبار والتغطية الإعلامية للقضايا التي تهم القارة السمراء.
فعلي سبيل المثال : اعتمدت العديد من دول جنوب الصحراء اللعة العربية كلغة رئيسية في وسائل الإعلام على اختلاف مستويات الاجتماعية، حيث ساهم ذلك في بث برامج تلفزيونية وإذاعية باللغة العربية.
فعلى سبيل المثال عملت إريتريا على اعتماد اللغة العربية لساعات محددة في إذاعة “صوت الجماهير”، إلى جانب التلفزيون الرسمي, كما اتجهت نيجيريا إلى بث فقرات ونشرات إخبارية باللغة العربية، فضلا عن وجود العديد من الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة باللغة العربية، للتعريف بالدولة ومتابعة أخبارها.
وفي هذا السياق تبرز تجربة إذاعة “صوت نيجيريا” التي تبث لعدة ساعات يوميًا باللغة العربية، وكذلك تجربة إذاعة “فيزيون إف إم”، التي تبث من العاصمة أبوجا، والتي قدمت تغطية خبرية لبعض الوقت باللغة العربية للانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2015.
أما في النيجر ، فتستخدم اللغة العربية في بعض البرامج التلفيزيونية والإذاعية إلي جانب اللغات الأجنبية الأخرى المتداولة في البلاد، والتي يخصص لها أيضًا زمنا محددة من البث الإخبارية، حيث يتم بث الأخبار باللغة العربية.
وبالرغم من هذا التوجه الصاعد نحو تعريب الإعلام ورفع مستوى اللغة العربية في المجمتع الإفريقي ( جنوب الضحراء ) إلى أن الإعلام العربي لم يستطع أن يعكس واقع القارة المثخنة بالجراح وبمواطن الألم الزاخرة بالموارد وفرص الاستثمار والتنمية، رغم التحديات الجمة التي تواجه ذلك.
وفي تقديري يرجع عدم اهتمام الإعلام العربي بقضايا القارة الإفريقية إلى عدة عوامل، منها : غياب الرؤية الواضحة والتمويل، وضعف الكوادر الإعلامية المتخصصة، فضلاً عن سيطرة التغطيات السلبية والمُنمّطة التي تعتمد على محاكاة الإعلام الغربي.
كما أن وسائل الإعلام العربي تعتمد على اهتمامات الجمهور، وفي بعض الأحيان يكون هناك اعتقاد بأن الجمهور العربي ليس مهتمًا بما يحدث في أفريقيا بالقدر نفسه الذي يهتم فيه بأحداث أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط .
و وفقا لبعض الباحيثن فإن السبب يعود إلى عدة أمور تتمثل في النقاط الآتية:
أ- المخاطر الأمنية التي يتعرض لها الصحفيون
ب- القيود السياسية والرقابة
ج – نقص الموارد والتقنيات المتقدمة.
د- صعوبة الوصول إلى المعلومات والمناطق المتأثرة.
ه- أزمة تكلفة التغطية الإعلامية في مناطق النزاعات بالقارة السمراء.
ز- التلاعب بالمعلومات ونشر الأخبار الزائفة.
ويحاول الباحث محمد الشعراوي – متخصّص في الإعلام والذكاء الاصطناعي – تقديم الذكاء الاصطناعي كحل مناسب للخروج من الأزمة، من خلال تقديم أدوات وتقنيات مبتكرة تُسهم في تعزيز جمع المعلومات وتحليلها ونشرها بشكل أكثر فعالية.
ختاما: معالجة أزمة التغطية لاحداث القارة السمراء يتطلب جهودًا مشتركة من وسائل الإعلام العربية لتحسين التوازن في التغطية، وتطوير شبكات مراسلين محليين، وتعزيز الوعي بأهمية الأحداث الأفريقية عالميًا.
* سليمان متار مالم يحيى آل مختار .. كاتب من دولة جمهورية النيجر .
إقرأ المزيد :