استثمارات جديدة لتعزيز حضور الفنادق العالمية في القارة الإفريقية
أعلنت سلسلتا الفنادق الأمريكيتان «هيلتون» و«ماريوت» عن خطط توسع كبيرة داخل القارة الإفريقية، مدفوعة بالنمو السريع لقطاع السياحة سواء لأغراض العمل أو الترفيه، مما جعل الأسواق الإفريقية وجهة جاذبة للاستثمارات الفندقية العالمية.
«ماريوت» تستهدف 50 فندقًا إضافيًا وخمس دول جديدة
في إطار فعاليات «قمة الضيافة المستقبلية بإفريقيا» التي تستضيفها مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، أعلنت مجموعة ماريوت الدولية (المدرجة في بورصة ناسداك تحت رمز MAR) عن خطة توسع طموحة تستهدف افتتاح أكثر من 50 منشأة فندقية جديدة بطاقة تتجاوز 9000 غرفة بحلول نهاية عام 2027.
وتتضمن هذه الاستراتيجية دخول المجموعة إلى خمس دول جديدة لأول مرة، وهي: جزر الرأس الأخضر، ساحل العاج، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، وموريتانيا. ويعزز هذا التوسع مكانة «ماريوت» كأكبر مشغل للفنادق في القارة الإفريقية، إذ تدير حاليًا قرابة 150 منشأة في 20 دولة تضم أكثر من 26 ألف غرفة عبر 22 علامة فندقية عالمية.
رؤية تنموية وطلب متنامٍ على الضيافة الراقية
صرّح جيروم برييه، الرئيس التنفيذي للتطوير في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى ماريوت الدولية، أن القارة الإفريقية تشهد تحولًا جوهريًا في قطاع الضيافة، تقوده خطط تنمية عمرانية حديثة وتطور كبير في شبكات النقل الجوي، ما يخلق فرصًا واسعة للنمو المستدام. وأكد أن المجموعة تسعى من خلال برنامج «ماريوت بونفوي» الحائز على جوائز عالمية، إلى العمل مع المستثمرين المحليين لدعم هذا النمو.
محفظة متنوعة من العلامات وخيارات إقامة مرنة
تركز «ماريوت» على تنويع محفظة علاماتها وخيارات الإقامة لتلبية احتياجات جميع شرائح الزوار، من الفنادق الفاخرة إلى الضيافة الذكية. وستقود علامتا «بروتيا» و«فور بوينتس باي شيراتون» النمو بفضل الإقبال المتزايد على التجارب الفندقية المميزة في الأسواق الإفريقية.
وتتصدر دول مثل تنزانيا، مصر، المغرب، كينيا ونيجيريا قائمة الوجهات الأكثر نمواً، إذ تستحوذ وحدها على أكثر من نصف المشاريع الجديدة المتوقع افتتاحها حتى 2027.
إعادة تأهيل الفنادق وتعزيز مفهوم السكن الفندقي
تلعب مشاريع تحويل وإعادة تأهيل الفنادق دورًا أساسيًا في خطة «ماريوت»، حيث ستشكّل نحو 30% من إجمالي التوسعات الجديدة. كما يشهد السوق الإفريقي زيادة في الطلب على وحدات السكن الفندقي بفضل تغير أنماط الإقامة لدى المسافرين.
من جهته، قال كريم شلتوت، نائب الرئيس الأول للتطوير في الشرق الأوسط وإفريقيا: «إفريقيا سوق واعدة بفرص نمو هائلة في المراكز التجارية والمدن الكبرى ووجهات السفاري والمنتجعات الشاطئية، ونعمل مع شركائنا لتقديم تجارب إقامة عصرية بمعايير جودة عالمية.»
شمال وشرق إفريقيا يقودان خطط التوسع
تشكل منطقتا شمال وشرق إفريقيا أكثر من 60% من التوسعات المخطط لها حتى 2027. ففي شمال إفريقيا، تتصدر مصر والمغرب المشهد بمشاريع مميزة مثل افتتاح أول فندق «ألوفت» في مصر عام 2027 على الساحل الشمالي، وأول فندق «AC هوتيلز» في الدار البيضاء. وتعتمد مصر بشكل كبير على إعادة تأهيل المنشآت الفندقية ضمن مشاريعها الجديدة.
أما في شرق إفريقيا، فيقود قطاع منتجعات السفاري موجة النمو. إذ افتتحت «ماريوت» منتجع «جي دبليو ماريوت ماساي مارا لودج» عام 2023، وتمهد الطريق لافتتاح منتجع «ريتز كارلتون ماساي مارا سفاري كامب» في كينيا ومنتجع «مابيتو سفاري كامب» في سيرينجيتي بتنزانيا هذا العام. وتعتزم تنزانيا مضاعفة فنادق «ماريوت» بحلول 2027، بينما ستفتتح كينيا خمس منشآت جديدة، من بينها أول فنادق «كورتيارد باي ماريوت» في نيروبي.
غرب إفريقيا: وجهة جديدة للاستثمارات الفندقية
تعتبر نيجيريا السوق الأهم لـ«ماريوت» في غرب إفريقيا، مع خطط لإضافة ستة فنادق جديدة بحلول 2027، بما في ذلك أول فنادق «كورتيارد باي ماريوت» في العاصمة أبوجا. كما تتوسع «ماريوت» في ثلاث دول جديدة في المنطقة: الرأس الأخضر، ساحل العاج، وموريتانيا، حيث ستدشن فنادق جديدة من علامات «فور بوينتس باي شيراتون» و«أوتوغراف كولكشن» و«شيراتون».
جنوب ووسط إفريقيا تحافظان على وتيرة نمو ثابتة
تواصل «ماريوت» توسعها في جنوب إفريقيا عبر «أوتوغراف كولكشن» مع افتتاح «موريا هاوس» في كيب تاون هذا العام، وفندق جديد في محمية كروجر الوطنية بحلول 2026. وفي وسط إفريقيا، تدخل «ماريوت» جمهورية الكونغو الديمقراطية لأول مرة عبر «بروتيا باي ماريوت» و«فور بوينتس باي شيراتون» في كينشاسا. كما تشهد مدغشقر أول فنادق «دلتا باي ماريوت» هذا العام، يليه «بروتيا باي ماريوت» في أنتاناناريفو عام 2026، مع خطط لإطلاق علامة «لو ميريديان» في الكاميرون بحلول 2027.
ويبلغ عدد الفنادق الحالية لـ«ماريوت» في إفريقيا نحو 150 منشأة تضم أكثر من 26 ألف غرفة موزعة على 20 دولة تحت 22 علامة تجارية مختلفة.
«هيلتون» تضاعف وجودها أكثر من ثلاث مرات
من جانبها، أعلنت سلسلة فنادق «هيلتون» عن خطط لزيادة عدد فنادقها في إفريقيا لأكثر من ثلاثة أضعاف لتتجاوز 160 فندقًا في القارة. وتتضمن التوسعات دخول أسواق جديدة مثل أنجولا وغانا وبنين لأول مرة، إلى جانب العودة إلى أسواق سابقة مثل مدغشقر وتنزانيا. ولم تحدد «هيلتون» إطارًا زمنيًا لتنفيذ هذه الخطط.
انتعاش النقل الجوي يعزز الحركة السياحية
وفي موازاة ذلك، شهدت القارة الإفريقية تحسنًا ملحوظًا في خدمات النقل الجوي مع زيادة السعة التشغيلية للعديد من شركات الطيران العالمية. إذ تسير «طيران الإمارات» حاليًا 161 رحلة أسبوعيًا إلى إفريقيا، بما في ذلك رحلات يومية جديدة إلى عنتيبي وأديس أبابا. كما أطلقت «يونايتد إيرلاينز» الأمريكية خطًا مباشرًا بين واشنطن وداكار في مايو الماضي، وتعتزم «دلتا إيرلاينز» بدء رحلات يومية موسمية إلى أكرا في ديسمبر المقبل.
أرقام مشجعة تؤكد انتعاش القطاع السياحي
ووفقًا لبيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ارتفع عدد الوافدين الدوليين إلى إفريقيا بنسبة 9% خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، مسجلًا زيادة بنسبة 16% عن مستويات ما قبل جائحة كورونا في 2019.
مساهمة السياحة في دعم الاقتصادات الإفريقية
تعكس هذه الطفرة الفندقية والنقل الجوي أثرًا إيجابيًا على اقتصادات عدة دول إفريقية، حيث يساهم قطاع السياحة بنسبة تتراوح بين 3% و7% من الناتج المحلي الإجمالي في دول مثل كينيا والمغرب وجنوب إفريقيا، بينما تصل النسبة إلى نحو 15% في دول تعتمد على السياحة بشكل أساسي مثل ناميبيا، وفقًا لبيانات البنك الدولي وهيئات الإحصاء الوطنية.
إقرأ المزيد :
