أخبار عاجلةالرأي

آسيا العتروس تكتب : لماذا سارعت إسرائيل بنفي تورطها في حادث مروحية رئيس إيران؟

أعادت الأنباء المتواترة عن اختفاء أو سقوط طائرة الرئيس الإيراني للوهلة الأولى إلى الأذهان حادثة سقوط طائرة الرئيس الرمز ياسر عرفات “أبو عمار” في الصحراء الليبية في السابع من إبريل طوال خمسة عشرة ساعة قبل أن تحدث المعجزة و يتم انقاذ عرفات بعد حادثة الهبوط الاضطراري خلال عودته من السودان , وذلك قبل أن تتلاشى الآمال و يتأكد مقتل الرئيس الإيراني رئيسي والوفد المرافق له فهل كان الرئيس الايراني ضحية حادثة ارتبطت بسوء الاحوال الجوية والضباب الكثيف أم نتيجة خطاء بشري أو ضحية حادث مدبر قد لا يتضح الطرف أو الاطراف التي تقف وراءه ؟,  و في كل الحالات سيتعين البحث عن المستفيد من تصفية رئيسي .

و لعله من المهم التوقف عند الموقف الاسرائيلي من هذه الحادثة حيث أنه و قبل حتى أن يزول الغموض بشأن حادثة المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني و الوفد المرافق له و قبل أن يتضح ما إذا كان الأمر يتعلق بحادث أو عملية مدبرة سارع مسؤولون إسرائيليون بنفي علاقة تل أبيب بالحادث  و قد نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم ” إنه لا علاقة لإسرائيل بتحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد في محافظة أذربيجان الشرقية”, وأفادت القناة العبرية نقلا عن المسؤولين: “أما بالنسبة لإسرائيل فالرسالة التي ترسلها إلى دول العالم هي أن تل أبيب ليس لها علاقة بالحادث”.

 في اليوم التالي للحادث و بعد الإعلان عن العثور عن موقع تحطم الطائرة جددت تل أبيب موقفها فلماذا هذا الاصرار من الجانب الإسرائيلي على استباق الاحداث و الرد على اتهامات لم تسجل على الأقل حتى هذه المرحلة عن أي طرف رسمي إيراني ؟ ، حيث لم يعرف بعد أسباب الحادث وملابساته ولا أسباب عبور مروحيتين كانتا ترافقان طائرة الرئيس الايراني بسلام .

كثيرة هي نقاط الاستفهام التي سترافق ما حدث للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته بن لهيان و بقية الوفد المرافق لهما , وهي نقاط استفهام مشروعة و لكنها قد لا تجد لها أجوبة مقنعة ازاء مختلف السيناريوهات المطروحة سواء تعلق الأمر بحادث بسبب وعورة المنطقة و سوء الأحوال الجوية التي قد تكون وراء خطأ بشري لطاقم الطائرة أو سواء تعلق الأمر بعملية مدبرة بالنظر إلى ظروف و ملابسات الحادث خاصة وأن المتعارف عليه في بروتوكولات الطيران عدم المخاطرة في ظل سوء الاحوال الجوية فكيف عندما يتعلق الأمر برئيس مباشر وهو الرئيس الإيراني و في منطقة لا تخل من تحديات استراتيجية كبيرة في ظل علاقات التوتر المتزايد بين الإدارة الأمريكية و بين إيران و لكن أيضا بين إسرائيل وإيران بسبب البرنامج النووي الايراني و كذلك بسبب دعمها للمقاومة اللبنانية و الفلسطينية ، وفي انتظار ما يمكن أن تكشفه التحقيقات في الساعات القادمة يبدو أن ادارة بايدن اختارت الانتظار و متابعة تطورات الاحدث عن كثب .

آخر أنشطة الرئيس الإيراني مشاركته في تدشين مراسم سد “قيز قلعه سي”، مع الرئيس الاذربيجاني إلهام حيدر عليف وهو السد الحدودي المشترك الثالث بين إيران و أذربيجان، وقام مهندسون إيرانيون ببنائه و ليس من الواضح ما إذا كان الحدث يستوجب نقل الرئيس الإيراني نفسه خاصة في ظل خصوصيات المكان كمنطقة غابية جبلية وعرة في محافظة أذربيجان الشرقية وسط ضباب كثيف.

السؤال الأكثر تداولا بعد مقتل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ما الذي يمكن أن يتغير في توجهات إيران الاستراتيجية الخارجية ؟ وجب الإشارة إلى أنه إلى جانب الرئيس الايراني فقد قتل في الحادث وزير الخارجية حسین أمير عبد اللهيان، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز آیة الله آل هاشمي، وبعض المسؤولين الآخرين، وحسب الدستور الإيراني سيتولى النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، مهام الرئيس بالإنابة، حتى يتم انتخاب رئيس جديد في غضون 50 يوما، وتنص المادة (131) من الدستور الإيراني على أنه في حالة وفاة أو غياب رئيس الجمهورية لأكثر من شهرين “يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة قيادة المرشد الأعلى”.

و موافقة المرشد الأعلى هي كلمة السر في توجهات الخارجية الإيرانية في هذه المرحلة , ومن هنا توجه المرشد الاعلى لطمأنة الداخل و الخارج و التأكيد على أن “عمل الحكومة الايرانية لن يشهد أي اضطراب ” ، و بالتالي لم يكن من المفاجئ أن يتم اختيار نائب الرئيس الايراني محمد مخبر لخلافة رئيسي و اختيار علي باقري لخلافة عبد اللهيان و هي إشارة أولى باتجاه استمرار توجهات السياسة الخارجية في علاقة بالملفات العالقة و التي تعود فيها الكلمة الأخيرة للمرشد الأعلى علي خامنئي وللحرس الثوري .

و الرئيس الايراني الجديد مقرب من دائرة المرشد الأعلى و كان ضابطا بارزا في الحرس الثوري إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988)، وبرز خاصة بعدما تولى منصب رئيس اللجنة التنفيذية لأوامر المرشد عام 2007، المعنية بإدارة الأموال والممتلكات المصادرة من نظام الشاه محمد رضا بهلوي، ومكث في هذا المنصب حتى 2021.

واللافت أن الاتحاد الأوروبي أدرج محمد مخبر، في 2010، ضمن قائمة الأفراد والكيانات التي فرض عليها عقوبات واتهمها بالتورط في “أنشطة نووية أو أنشطة للصواريخ الباليستية”، وبعد مرور عامين رفع اسمه من القائمة، كما أدرج مخبر ولجنة تنفيذ أوامر المرشد على لائحة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية في 2021، كان محمد مخبر يوصف ب”القيصر الاقتصادي” للرئيس رئيسي، وواجه انتقادات ومطالب بإقالته من منصبه في أغسطس 2022، بسبب “ارتفاع معدل التضخم الذي بلغ 54 في المئة وتصاعد معدلات الفقر، بحسب الشبكة الإيرانية، وله عدة كتب ومؤلفات اقتصادية بينها كبار الاقتصاديين في العالم،ومقاربة للتنمية الاقتصادية والعدالة،والنمو الاقتصادي المتسارع في إيران، الأكيد أن المشهد الايراني سيظل تحت المجهر ولن يكون هناك قراءة واحدة لهذا المشهد المتقلب بين ما خفي أو ما ظهر من الاحداث .

اقرأ المزيد

أشهرهم تسبب في حرب إبادة جماعية .. زعماء أفارقة قتلوا في حوادث طيران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »