أخبار عاجلةالرأي

آسيا العتروس .. لهذه الأسباب لن يجرؤ نتنياهو على قطع العلاقات مع الدول التي تعترف بفلسطين 

نعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية يزعج كيان الاحتلال و يجعله يغرق في حالة من الهستيريا إذ و برغم كل محاولات الترهيب و اللجوء إلى القوة لقمع و الغاء الصوت و الحق الفلسطيني و رغم آلة الدعاية الإسرائيلية المدعومة بكبر الحلفاء استمر الإعتراف بالدولة الفلسطينية كأمر واقع لا يمكن الا لمن يملك القدرة على تأمل الواقع أن ينكر الأمر أو يتجاهله. ثلاث دول أوروبية أعلنت في غضون الأسبوع اعترافها بالدولة الفلسطينية و هي ايرلندا و إسبانيا والنرويج التي ذهبت إلى ابعد من هذا الاعتراف بالإقرار أنها ستحترم قرارات الجنائية الدولية و أنها ستعتقل مجرمي الحرب الاسرائيليين في حال دخولهم إلى النرويج ، يحدث ذلك فيما تستعد دول أخرى للسير على نفس الخطى استعداداً للاعتراف بالدولة الفلسطينية ، ياتي ذلك فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سجورنيه أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحظورات في بلاده ..كل ذلك طبعا و لا ننسى موقف فرنسا المؤيد لقرارات الجنائية الدولية و هو مؤشر أيضا على مزيد الانقسامات في صفوف الدول الأوروبية التي بدأت تنتبه إلى خطورة تداعيات حرب الإبادة المستمرة في غزة على شعوبها و على نخبها التي بدأت تجاهر برفضها لسياسة الكيل بمكيالين و بما يجري من استخفاف و تقزيم للقيم الانسانية الأمر الذي جعلها لا تتوقف عن الاحتجاجات الأسبوعية رفضا لحرب التجويع و التهجير و القمع في غزة .

رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو – في تصريح نقلته وكالة أنباء “أسوشيتدس برس” – أن بلاده تبحث مسألة الاعتراف بدولة فلسطين  مشددًا على أن هذا القرار لابد أن يُتخذ في الوقت المناسب تمامًا ، و الأمر ذاته يحدث في سلوفاكيا و غيرها من الدول .

الأكيد أن في ردود الأفعال الاسرائيلية و الأمريكية التي لم تهدأ بعد قرار ثلاث دول أوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، و قد دخل كيان الإحتلال في سباق مع الزمن في محاولة للضغط على هذه الدول و دعوة سفراءها للاحتجاج على ما أصدرته ، و لعله من المهم الاشارة إلى أن السويد كانت أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بـالدولة الفلسطينية عام 2014، بعد جمهورية التشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا دعما للموقف الفلسطيني بعد حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة .

لا خلاف أن موقف بلجيكا يكتسي موقفا قويا و حاملا لاكثر من رسالة في هذه المرحلة باعتبار أن بلجيكا تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي ، لسنا واهمين و ندرك جيدا أن المعركة ليست قريبة من نهايتها و أن اعلان الدولة الفلسطينية لن يكون غدا و الأرجح أن العالم يتغير و أن شعوب الأرض التي انهكها الظلم و الاستبداد و القهر و الفساد و العنصرية الصهيونية بدأت تستعيد صحوتها و إنسانيتها المفقودة و اتجهت إلى التمرد على النظام العالمي الأعرج الذي ينتصر للجلاد و يدوس على الضحية .

و لكل هذه الأسباب سيكون من المهم أن تستمر المعركة القانونية حتى النهاية لإنهاء الاحتلال أصل الداء و سبب الصراع الدموي المتوحش في منطقة الشرق الاوسط و هي معركة مطلوبة لكسب الجولة القادمة في العدل الدولية اليوم بشأن إيقاف العدوان على غزة ، وبموازاة ذلك مواصلة المعركة التاريخية أمام الجنائية الدولية لملاحقة مجرمي الحرب في اسوأ و أخطر حكومة لكيان الإحتلال منذ تأسيسه .

تهدد حكومة نتنياهو بإغلاق سفاراتها في الدول التي تتجه للاعتراف بفلسطين و هي خطوة للابتزاز و قناعتنا أن نتنياهو و عصبته المتطرفة لن يقدم و لن يتجرأ على هذه الخطوة ، حتى هذه المرحلة اعترفت 146 دولة من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة و هو ما يعني أن محكمة الجمعية العامة الممثلة للشعوب قد انتصرت للشعب الفلسطيني على حساب نادي الكبار المتحكم في مجلس الأمن الدولي .

 نعم العالم يتغير تغيير بطيئ لا محالة و لكنه مستمر وما أقدم عليه طلبة أعرق الجامعات الأمريكية والاسترالية والكندية يمكن اعتباره انتفاضة للنخب ضد السياسات المحنطة وضد السردية الإسرائيلية الزائفة و لاحقا ما أقدمت عليه جامعات برشلونة من قطع علاقاتها مع المؤسسات الإسرائيلية بسبب حرب غزة و تفعيل كافة الآليات اللازمة لـ”كسر” اتفاق التعاون مع جامعة تل أبيب “فورا وإلى أجل غير مسمى ما يعزز القناعة أننا إزاء منعرج سيتعين التفكير جيدا في كيفية استثماره في المعركة الدبلوماسية و الإعلامية و السياسية حاضرا و مستقبلا ..

 ليست هذه المرة الأولى التي تقطع فيها مدينة برشلونة علاقاتها مع إسرائيل، و قد سبق لرئيسة بلدية المدينة آنذاك آدا كولا في فبراير 2023 قطع علاقة المدينة مع إسرائيل واتفاقية المدينة التوأم مع تل أبيب.

منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، يؤكد اليوم أن الوضع في غزة أصبح ميؤوسا منه وخطيرا بشكل متزايد في رفح نتيجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ، و أنه لم يعد هناك مكان آمن في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية بمعنى أن أم الأولويات تبقى إيقاف الآلة الحربية الإسرائيلية التي لا تتوقف عن رحي الأجسام و امتصاص الدماء .

إقرأ المزيد

أفريقيا: الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى دور أفريقي أكبر في السلام والأمن العالميين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »